أنا عندي مشكلة وتعبانة أوي، وأرجو إنكم تساعدوني.. أنا حاولت أكتر من مرة إني أحل مشكلتي؛ بس ساعات باحس إنها بتتعقد أكتر، أولا أنا دخلت الكلية اللي نفسي فيها وهي هندسة، أنا في تاني سنة لي في الكلية، ومش عارفة الدراسة بقت صعبة ليه، وباحاول أبذل مجهود أكتر، وباذاكر وبادخل الامتحان مش باحل مش عارفة ليه؟ خايفة أعيد السنة، ولو حصلت أنا مش عارفة هاعمل إيه في نفسي ساعتها. تاني حاجة مشكلتي مع الطلبة إن ليّ أصحاب بنات، المفروض إنهم أصحاب أوي وبحبهم؛ بس كل شوية أكتشف خيانة كل واحدة منهم؛ مش أصحابي وبس لا الناس القريبة مني أوي.. أنا زهقت من الدنيا دي ومش عارفة أعمل إيه.. من وأنا عندي 8 سنين بافكر في الانتحار، أنا بجد تعبت من الدنيا دي لولا إن الانتحار حرام كنت مُت من زمان. ثالث مشكلة ليّ الأولاد زمايلي، أنا من ناحيتي باعاملهم كإنهم زمايلي أو إخواتي بس، مش عاوزة يفهموني غلط، ساعات باكون معاهم وساعات بابعد مرة واحدة عشان أحافظ على صورتي، باحس إنهم بيزعلوا مني؛ بس أعمل إيه؟؟ أنا بجد تعبت كتير في الدنيا دي، وكمان بقيت أحس بحاجات غريبة، كل ما آجي أنام وأغمض عينيّ ولسه مانمتش؛ بس باغمض أسمع أصوات غريبة؛ مثلا صوت حد بيصرخ، أو صوت غراب، أو أصوات تخوف، أو مثلا حد ينادي عليّ، وأنا متأكدة إن الصوت ده ماحصلش في الحقيقة؛ بس مش عارفة أنا باسمعه إزاي. حاسة إن عندي تهيؤات، وإني هاتجنن، وأول ما أفتح عيني مرة واحدة ألاقي حاجة كأنها بتقرب مني أوي أوي وتختفي، كل ده في ثانية واحدة أو أقل كمان.. أنا عارفة إن كل ده تعب نفسي؛ بس أنا نفسي ألاقي حل ومش عاوزة أتجنن.. وساعات باحلم بأحلام وحشة. أنا خايفة من كل ده، أنا علاقتي مع ربنا إني باصلّي وباصوم ومقتنعة جدا بديني؛ إن أنا اخترت ديني بنفسي وأخذت قرارات مصيرية، ودائما باعتمد على نفسي، وعارفة كويس طريقي في الدنيا، وعارفة عاوزة إيه؟ وهامشي إزاي؟ وعارفة إن كل اللي بيحصل لي عادي. أنا مسلمة باقتناع مش دين ورثته عن أهلي، لا أنا ماكنتش باؤمن بربنا واقتنعت وأسلمت الحمد لله، أنا عارفة إن كل ده ابتلاء؛ بس أنا باجرب وخلاص.. أنا أكتر حاجة متمسكة بيها في الدنيا دي هي القرآن وديني، أنا أول ما أبعد عن دول بيحصل لي التهيؤات، وأول ما أرجع وأشغّل القرآن بانام عادي مرتاحة.. أنا لوحدي في الدنيا دي وعندي 18 سنة، وأتمنى إني ألاقي حل؛ عشان أقدر أكمّل حياتي وأتفوّق في دراستي. Men nero صديقتي العزيزة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ما ذكرته في رسالتك في عجالة هو ملخص لما تمرين به، والذي يبدو أنه معاناة على مرّ السنين منذ نعومة أظافرك؛ فقد أشرتِ إلى أنك كنت تُفكّرين في الانتحار منذ أن كان سنك 8 سنوات، وهو ما يعني أن طفولتك كانت مليئة بالمعاناة النفسية التي تمّ كبتها وتحويلها إلى طاقة بنّاءة بدت في تفوقك الأكاديمي، ووصولك إلى ما كنت تتمنيه من دراسة الهندسة، وهذا رائع، ويدل على أن لديك من السمات الإيجابية في شخصيتك ما يساعدك بإذن الله على الفهم والوعي بحالتك النفسية، وتخطّي هذه الأزمة؛ لتطوّري بعدها ذاتك وتصلي إلى ما تتمنين من الناحية الأكاديمية والعلمية والعملية، بجانب الهدوء والاتزان النفسي، وهذا ما ينقصك الآن؛ الاتزان النفسي. وتعاليْ معي نناقش ما ذكرتِ: 1- بالنسبة للكلية والصعوبة التي تواجهينها في المذاكرة؛ فمن المعروف أن كلية الهندسة من الكليات التي تحتاج لمجهود ذهني كبير وطاقة نفسية عالية؛ فأنت تواجهين الآن ضغوطًا خارجية -بلا شك- زائدة؛ لكنها محتملة في الأمور العادية؛ لكن الأمر معك قد يختلف قليلًا؛ لأننا لو تصورنا أن الذهن وعاء، وهذا الوعاء ممتلئ حتى حافته بالضغوط الأخرى؛ سواء من ذكريات الطفولة أو الظروف الأسرية الحالية؛ فلا مكان في هذا الوعاء ليستوعب ضغوطًا أخرى (ببساطة إنت زهقانة)، والحل هو التخلص من الرواسب القديمة بهذا الوعاء، والتصالح معها حتى يتّسع ويصفي الذهن لضغوط الحياة الحالية، والتصالح لن يأتي إلا بالفهم لكل الصراعات النفسية المكبوتة بداخلك، كيف تكوّنت؟ وكيف تراكمت؟ مع العلم أن البيت والأسرة ليست عليهم المسئولية وحدهم في ذلك؛ لكن أنت أيضًا مَن تركت نفسك لتصلي لهذه الحالة من القلق والاكتئاب. 2-بالنسبة لعلاقاتك بالصديقات؛ ففي سن المراهقة -وها أنت تودّعينها- ينشد الإنسان من الصديق الكثير والكثير؛ خاصة إذا كانت الأسرة بعيدة عن فهم الأبناء وصداقتهم؛ فقد تنظرين إلى الصديقة أنها العوض عما تفتقدينه في أسرتك، وهي لا تفهم ذلك، وقد تتصرف بشكل طبيعي، ولا تفهم احتياجاتك؛ فتغضبي لذلك مثلًا، وقد يجعلك الاحتياج للآخر تسرفين في بذل العطاء، ولا تجدين المقابل فتشعرين بالخيانة. 3- بالنسبة لعلاقاتك بالأولاد؛ فمن الواضح أنها تنطوي على مخاوف متعددة تظهر في حالة الاقتراب، ثمّ الابتعاد المفاجئ الذي لن يستطيع تفسيره مَن حولك؛ فهل أنت خائفة من أي علاقة بالجنس الآخر؛ حتى لو كانت علاقة زمالة وعمل؟ أم أنك تتمنين علاقة حب وتخافين الوقوع في الحب؟ 4- بالنسبة للتهيؤات التي وصفتِها؛ فلا تعكس حالة مرضية إذا كانت تحدث عند الدخول في النوم، أو الاستيقاظ، وتسمى هلوسات الوسن والاستيقاظ، أما إذا كانت مفرطة ومخيفة بالنسبة لك؛ فهي تعكس حالة من القلق وربما بداية اكتئاب نفسي. 5- بالنسبة لموضوع الدين، وإنك ما كنتيش بتؤمني بربنا: يحدث هذا أحيانًا في المراهقة، وهو نوع من التذبذب الديني؛ نتيجة لأفكار وسواسية أو نوع من التمرد على الأهل؛ خاصة في حالة الأسر المسيطرة التي تقهر الأبناء؛ فيمتد هذا التمرد للدين والسلطة الإلهية لتصلي لحالة الثبات، وأنك تؤمنين برغبتك دون فرض السلطة الأسرية. عزيزتي كل ما سبق يعني أنك تعانين حالة قلق واكتئاب، وربما توجد بعض صفات الشخصية الحدية أو المزاجية، التي تعاني تقلبات المزاج، وفي الحالتين أنت بحاجة للعلاج النفسي وزيارة الطبيب. وفقك الله.