أدهم صبري.. رجل المخابرات الأسطوري!

أشهر الشخصيات الروائية العربية على الإطلاق ودون أية مقارنة، ما زال يقرؤه ملايين من شباب الوطن العربي بمختلف أقطاره عبر السلسلة البوليسية الأشهر "رجل المستحيل" للكاتب الأكثر توزيعًا على المستوى العربي أيضًا دون شبهة مقارنة د.(نبيل فاروق)..
من العسير تقريبًا أن تجد أحدًا لا يعرف (أدهم صبري) ورفيقته وحبيبته (منى توفيق) والتي شاركته بطولة أغلب أعداد السلسلة.. وأيضًا خبير التزوير البدين وصديقه المُخلِص (قدري) وزميليه (جيهان فريد) و(حسام حمدي) وكذلك أبرز أعدائه؛ الإسرائيليان (سونيا جراهام) و(موشي دزرائيلي) والروسي (سيرجي كوربوف).. صديقه فيما بعد..

عالم آخر من الروايات ينقلنا إلى عالم متشابك ومعقّد من عمليات المخابرات والجاسوسية.. بغضّ النظر عن تشابه أحداث السلسلة (160 عددا غير الأعداد الخاصة)، وتكرار تيمة (البطل مات/ البطل لم يمت).. إلا أن (أدهم صبري) يعتبر حلما لكل شباب الجيل والأجيال السابقة.. وشخصية أقرب إلى المثالية بوطنيته الغائرة وقوته الجسدية ومهارته الفائقة حيث إنه يتقن -كما يقول المؤلف في مقدمة الأعداد- جميع أنواع الفنون القتالية إتقانا تاما.. كما أنه بارع في التنكر، وقيادة جميع أنواع المركبات من السيارة وحتى الغواصة.. كما أنه بارع في استخدام الأسلحة.. ويتحدث أكثر من 6 لغات غير العربية.. بخلاف تدينه الشديد وثباته وسخريته اللاذعة حتى في أحلك الظروف..

المثير في الموضوع كله أن شخصية (أدهم صبري) التي ظن الكل أنها شخصية خيالية، اتضح أن لها جذورا في الواقع حين صدر العدد رقم 25 من سلسلسة "كوكتيل 2000" ل د.(نبيل) نفسه.. واتضح أن (أدهم صبري) يستند إلى شخصية حقيقية يعرفها المؤلف بنفسه، وإن لم يَبُحْ بالأمر كاملاً.. لكنه ظل يلمّح كثيرًا إلى علاقته المباشرة بالشخصية التي يرمز لها بالحرفين (أ. ص.)، حتى أنه أصدر كتابًا بعنوان "رجل المستحيل وأنا" يحكي فيه عن ظروف لقائه بالرجل الذي استوحى منه الشخصية والملامح.. وظهر أن هناك الكثير من الأحداث في السلسلة لها امتداد حقيقي في الواقع وجزء من حياة هذا الرجل الغامض الذي لا نعرف عنه شيئًا.. إلا أن تناقض الحقائق عبر كتابات د.(نبيل) نفسه وحديثًا حقيقيًا دار عبر الإنترنت بين قارئي "رجل المستحيل" وبين شخصية (أ. ص.) عن طريق (شريف) ابن الكاتب (نبيل فاروق) أدى إلى الظن بأن شخصية (أدهم صبري) لا وجود لا في الواقع، وإنما هي مزيج بين عدة شخصيات حقيقية وبين قريحة المؤلف الذي استهوته فكرة البحث عن بطل لسلسلة روائية جديدة..

كان طبيعيًا أن تعقد المقارنات بين شخصية (أدهم صبري) وبين شخصية (جيمس بوند) رجل المخابرات البريطاني الذي أبدعه خيال الكاتب (إيان فيلمنج).. إلا أن الإختلاف بين الشخصيتين كبير ويصب لصالح بطلنا المصري.. حيث إن الأول الذي ساهمت "هوليوود" في صنعه واتنتشاره عبر أكثر من 20 فيلما سينمائيا: زير نساء.. شهواني.. يشرب الخمر ويعتمد على التكنولوجيا والمخترعات الحديثة أكثر من اعتماده على عقله وبنيته الجسدية.. في حين أن (أدهم صبري) بكل المواصفات التي قيلت سابقًا وطبقًا لأحداث الروايات وآراء الأعداء قبل الأصدقاء هو رجل المخابرات الأول في العالم التخيلي وفي العالم الحقيقي أيضًا، لدرجة أن المخابرات الإسرائيلية قامت -كما تردد حقيقة- بتأليف كتاب عنه بعنوان " the heroic enemy" أو "البطل العدو".. ذكرت فيه بعض عملياته وآراء بعض رجال الموساد فيه، وذكرت أن نسبة نجاح عملياته بلغت نسبة 100%.. ويُقال إن الكاتب موجود بجامعة (القدس) العبرية.. إلا أن المخابرات المصرية ما زالت تدرج جميع عملياته تحت بند السرية المطلقة.. وما زالت شخصيته الحقيقية تحيط بها سياج أمني كبير..

إن (أدهم صبري) يعتبر تجسيدًا للحلم العربي في العثور على بطل حقيقي.. فالأبطال العرب في هذا العصر قليلون بحق.. فشخصية (أدهم صبري) تعتبر البديل العصري لشخصيات قديمة مثل (علي الزيبق) و(الزير سالم) و(أبو زيد الهلالي) و(الزيني بركات).. وتعتبر أيضًا البديل الخيالي لبطل حقيقي في زمن عزّ فيه الأبطال الحقيقيون..

على الهامش :
• صدرت أولى أعداد السلسلة عام 1984 بعنوان "الاختفاء الغامض".
• صدر آخر عدد من السلسلة بعنوان "الوداع" العام الماضي 2008 حيث تنفجر قنبلة في نهاية الأحداث أثناء حفل زفاف (أدهم) و(منى).. ويترك المؤلف النهاية مفتوحة وسط شك كبير في حقيقة موت (منى توفيق).
• تم إنتاج فيلمي رسوم متحركة عن (أدهم صبري) بعنوان "قراصنة المحيط" والآخر بعنوان "المهند وفريق النينجا" عن أحد أعداد السلسلة بعنوان "اغتيال".
• ما زالت هناك محاولات لإنتاج فيلم سينمائي عن "رجل المستحيل" بعد كثير من المحاولات السابقة التي لم يُكتب لها النجاح.