قال أسامة هيكل -وزير الإعلام- إن ما نُشِر حول إغلاق القنوات الفضائية بقرار من وزير الإعلام كذب وافتراء؛ لأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون هو المنوط بمنح التراخيص، وإن هناك قنوات تبثّ من الخارج من قِبل بعض فلول الحزب الوطني، وتُلتقط عبر مدار النايل سات. وأوضح أن القرار لم يرتبط ببثّ القناة لوقائع أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية، وأن وحدات البث المباشر لقناة "الجزيرة مباشر مصر" كانت تواجه مشكلات وعلامات استفهام؛ حيث كانت تصرّ على انتهاك السيادة المصرية، مشيراً إلى أن هناك 6 مكاتب إعلامية تعمل في مصر بعد انتهاء تراخيصها لحين توافق أوضاعها. وأضاف أن وقف منح التراخيص لفضائيات جديدة هو قرار مؤقت، وأنه حزين بسبب تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان الخاص بإغلاق قناة الجزيرة الفضائية، وأن أحد البرامج بالفضائيات المصرية كان يهاجمه بشأن الجزيرة ولم يتدخّل. كما اعتبر هيكل أنه يُواجه درجة كبيرة من المزايدة في وسائل الإعلام عليه كوزير للإعلام المصري؛ وذلك خلال حوار له حول سياسة الإعلام المصري في الفترة المقبلة لبرنامج "منتهى الصراحة" الذي يُقدّمه مصطفى بكري على قناة "الحياة 2". وتحدّى هيكل إذا كان لدى القناة أي أوراق تثبت حصولها على تراخيص؛ فمن حقها أن تلجأ للقضاء؛ مضيفا: "نحن نحترم دولة قطر، وعلى الآخرين أن يحترموا السيادة المصرية"، مضيفا: "لسنا في حرب مع القناة؛ ولكنها تصرّ على انتهاك السيادة المصرية". وتابع: "نحن الآن في مرحلة يجب أن نتكاتف فيها جميعا لإنقاذ هذا الوطن، وعلى كل فرد في هذه الأمة أن يتحمّل مسئولياته وفي مقدّمة هؤلاء الإعلاميون، والحرية في الإعلام لا بد أن يُصاحبها مسئولية، ولا بد من وضع مواثيق الشرف الإعلامية في صيغة قانونية، وهناك اتفاق تام بوجود فوضى إعلامية في المجتمع المصري". وأكّد هيكل أنه لولا ثورة 25 يناير ما كان وزيرا للإعلام، وأن الإعلام الرسمي في مصر لم يعدّ إعلام النظام بل إعلام الدولة؛ لافتا النظر إلى أن النموذج الفرنسي في الإعلام هو الأقرب لنا إعلاميا في مصر، وأن ماسبيرو كان بحقّ صاحب الريادة الإعلامية في المنطقة العربية، وأن بعض القنوات المصرية حقّقت نسب مشاهدة عالية في الفترة الأخيرة. وذهب وزير الإعلام إلى أن الاستقرار الذي تشهده البلاد هو أهم ما يُميّز الثورة المصرية عن مثيلاتها من الثورات العربية؛ وأن القوات المسلحة والقضاء لم يصبهما الانهيار عقب ثورة 25 يناير؛ إلا أن هناك مَن يحاول إثارة الفتنة بين الشعب والقوات المسلحة. وزاد هيكل قائلا: "الآن لدينا منهج عام في العمل الإعلامي، ونحن الآن في حاجة لمشاركة كل القوى الوطنية والمفكّرين للنهوض بمصر التي هي في حاجة الآن إلى عقد اجتماعي جديد يلبي الطموحات". وأشار هيكل إلى أن هناك خلافا بين القوى السياسية على آلية الانتخابات المقبلة، وأن المجلس العسكري سيجتمع بممثلين لكل الأحزاب السياسية لاختيار نظام انتخابي (دستوري). وطالب هيكل زملاءه في اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمزيد من الصبر؛ لأن هناك خللا ماليا كبيرا، ويتم الآن البحث عن موارد مالية لتلبية المطالب، وأن الاستغناء عن بعض القيادات الإعلامية كان أمرا لا بد منه، موضّحا أن مكافآت برامج اتحاد الإذاعة والتليفزيون بها خلل كبير وتحتاج إلى وقت كبير لإعادة صياغتها، وأن أعلى قيادة في الاتحاد الآن تتقاضى 25 ألف جنيه. وكشف هيكل أن تحوّلا كبيرا في أداء اتحاد الإذاعة والتليفزيون حدث خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأن هناك إصرارا على تطوير الشاشة المصرية، ومحاولة ضبط الخلل المالي؛ رغم قلة الموارد، وأن قرار شراء الدوري الإنجليزي جاء لأنه سيجلب لاحقا أموالا للاتحاد.
واختتم هيكل حديثه قائلاً: "التليفزيون المصري مفتوح أمام التيارات والآراء والإتجاهات كافة، ولن تكون هناك ضوابط إلا بعد وجود جهاز منظم للعمل الإعلامي".