حوّل الأهلي جمعة "الحسم" إلى جمعة "الرحيل" بعد أن ودّع دوري أبطال إفريقيا مساء اليوم (الجمعة)؛ إثر تعادله مع ضيفه الترجي بهدف لمثله في مباراة جرت أحداثها على استاد القاهرة الدولي. بدأ الأهلي بتشكيل هجومي كما توقّع "بص وطل" في وجود عماد متعب ومحمد ناجي (جدو)، ومن خلفهما صانع الألعاب محمد أبو تريكة، ورغم الزيادة العددية للاعبين المكلّفين بمهام هجومية في وسط الملعب؛ فإن الفريق فشل في السيطرة على منطقة المناورات. وقدّم الأهلي واحداً من أسوأ أشواطه في البطولة، وتلقّت شباكه هدفا من ضيفه الترجي أظهرت الإعادة التليفزيونية أنه من تسلّل واضح، وبدأ الترجي اللقاء مكشّراً عن أنيابه في الدقيقة الثانية، بعد أن سدّد المساكني تسديدة قوية تصدّى لها أحمد عادل عبد المنعم وحوّلها لركنية. ردّ أبو تريكة ببينية رائعة لعماد متعب كاد أن ينفرد على إثرها بالمرمى، غير أن دفاع الترجي شتتها إلى ضربة ركنية. امتلك الأهلي زمام الملعب، واعتمد الترجي على الهجمات المرتدة، ومن إحداها يُسدّد المساكني كرة قوية غير أنها مرّت إلى جوار القائم الأحمر. في الدقيقة ال18 من عمر اللقاء يحصل الترجي على ضربة حرة مباشرة من على حدود منطقة جزاء الأهلي، وتمر عرضية يرتقي لها يايا بانانا المتسلّل، ويضعها على يسار الحارس عبد المنعم معلناً تقدُّم الترجي وتعقيد الموقف على أصحاب الأرض. يخرج محمد نجيب المدافع، ويدفع جوزيه بالوافد الجديد وليد سليمان في محاولة لزيادة الضغط الهجومي على الضيوف، يردّ الترجي على تغيير وليد سليمان يتسديدة رائعة من وجدي بوعزي أبعدها أحمد عادل بصعوبة شديدة. كاد وليد سليمان أن يُكافئ مدربه مانويل جوزيه على التبديل، بعد أن لعب كرة "لوب" ساقطة من فوق الحارس بن شريفة، غير أن الأخير أخرجها بصعوبة إلى الركنية. تمرّ أحداث الشوط الأول، ويطلق حكم اللقاء صفارة النهاية معلناً نهاية الجولة الأولى من ال90 دقيقة الحاسمة للفريقين بتقدُّم الترجي بهدف وحيد. تبدأ أحداث الشوط الثاني بضغط من الأهلي؛ بغية تعويض الهدف، ولكن يعيب الفريق التباطؤ الشديد في نقل الهجمة إلى منطقة جزاء الترجي. في الدقيقة ال51 يحصل الأهلي على ركنية من الناحية اليسرى يتصدّى لها وليد سليمان، ويرسلها عرضية على رأس أبو تريكة إلى لم يتوانَ في إيداعها شباك الضيوف محرزاً هدف التعادل لأبناء مانويل جوزيه، ومشعلاً المدرجات الحمراء. من جديد يعود الأمل للأهلاوية خاصة في ظلّ الأنباء التي تأتي من الجزائر بخسارة الوداد أمام المولودية حتى تلك اللحظات، ويرتبك دفاع الترجي بعد الهدف. يزيد الضغط الأهلاوي على الضيوف، ويدخل محمد فضل بديلاً لجدو، وفي أول كرة عرضية تصل لفضل يُسدّدها برأسه ضعيفة في يد حارس الترجي. يتألّق وليد سليمان وسيد معوض في فتح جبهة قوية في دفاعات الترجي من الجانب الأيمن، ولكن يعيب معوض التسرّع في تمرير الكرة بدون تركيز، ويُسدّد متعب كرة قوية يتصدّى لها بن شريفة على مرتين. تغيير غريب يُجريه مانويل جوزيه بخروج أبو تريكة صاحب الهدف، ونزول دومنيك دا سيلفا وسط صيحات استهجان من جماهير الأهلي.
الأهلي أهدر الفرص السهلة واحدة تلو الأخرى يُسدّد محمد فضل البديل كرة قوية على مرمى الترجي تصطدم بيد الحارس بن شريفة، وتخرج إلى الركنية في أخطر هجمات الأهلي في الشوط الثاني. كاد محمد شوقي أن يضع الأهلي في المقدّمة، بعد أن ارتقى لكرة عرضية من وليد سليمان، ولعبها برأسه غريبة بجوار القائم مضيعاً فرصة محققة للتقدُّم. يعود الترجي للدفاع، ويستمرّ الأهلي في الاعتماد على الكرات الطويلة التي أثبتت فشلها في اختراق دفاعات الضيوف. في الثواني الأخيرة يتفنّن محمد فضل ودومنيك دا سيلفا في إضاعة أخطر هجمات الأهلي على مرمى الضيوف، بعد رأسيتين على التوالي أضاعها اللاعبان بغرابة شديدة من داخل منطقة الجزاء. يُسدّد حسام عاشور كرة بائسة في الدقيقة الأخيرة تعتلي العارضة لتضيع معها آمال الجماهير في الصعود في جمعة الحسم التي تحوّلت بسبب رعونة اللاعبين إلى جمعة الرحيل. ويُطلق حكم اللقاء صافرة النهاية؛ معلناً تأهل الترجي والوداد إلى الدور نصف النهائي وتوديع الأهلي للبطولة.