نقابة أطباء الأسنان بالدقهلية توضح ملابسات وفاة شاب داخل عيادة أسنان بالمنصورة    الثلاثاء.. أولى جلسات اللجنة الرئيسية لتطوير الإعلام برئاسة خالد عبدالعزيز    ارتفاع كبير للأخضر عالميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 10-10-2025    سعر الموز والتفاح والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    استقرار أسعار الحديد والأسمنت في سوق مواد البناء اليوم الجمعة 10 أكتوبر 2025    صحيفة "إسرائيل هيوم": ويتكوف وكوشنير شاركا في جلسة الحكومة الإسرائيلية    ترامب: لا أحد سيُجبر على مغادرة غزة ضمن خطة السلام    رئيس الأركان الإسرائيلي يحذر قواته في غزة: "اليقظة واجبة.. العدو لم يختفِ"    عبدالمنعم سعيد: زيارة ترامب للخليج كانت نقطة فاصلة في إنهاء حرب غزة    وزير العدل الفلسطيني : ننوي إطلاق اسم مصر على أكبر ميادين غزة بعد إعمار القطاع    للعالم يترقب إعلان جائزة نوبل للسلام 2025 . وتوقعات بفوز ترامب    طولان يقرر عودة عمر جابر وكريم حافظ ثنائي المنتخب بعد تعرضهم للإصابة    «لازم تراجعوا نفسكم».. نجم الزمالك السابق يوجه رسائل للاعبي الأبيض    مصرع شخص وإصابة 3 في حادث تصادم توكتوك وسيارة ملاكي بشربين    الأمطار تضرب بقوة هذه المحافظات .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    3 أبراج «حضورهم قوي» .. صادقون نجاحاتهم تتحدث عنهم ويؤثرون في الآخرين    أميرة أديب ترد على الانتقادات: «جالي اكتئاب وفكرت أسيب الفن وأتستت»    تعليم الجيزة تطلق "26 قرائية" لدعم مهارات الطلاب    المغرب يفوز على البحرين بلدغة جواد ياميق وديا    الحية: توصلنا لاتفاق وقف دائم لإطلاق النار.. أهل غزة كانوا أسطورة في الصمود    أحمد عبد القادر يطلب 130 مليون جنيه لتجديد عقده مع الأهلي    الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحتفل بتخريج دفعة جديدة من كلية الدراسات العليا    ويتكوف ل رئيس المخابرات المصرية: أشكرك بدونك ما كنا لنحقق ما حققناه (فيديو)    إصابة 3 أشخاص في تصادم سيارتين أعلى محور 26 يوليو بالشيخ زايد    عملوا له كمين بالصوت والصورة، تفاصيل القبض على مسؤول كبير بحي العمرانية متلبسا بالرشوة    المعمل الجنائي يباشر فحص حريق شقة بالنزهة لتحديد أسبابه وحصر الخسائر    هند الضاوي: ترامب أخذ اللقطة من نتنياهو    جدول مواقيت الصلاة غدًا الجمعة 10 أكتوبر بمحافظات الصعيد    أخبار الفن اليوم: كاظم الساهر يحيي حفلا في الرياض 30 أكتوبر.. راغب علامة يعلق على إنهاء الحرب بغزة.. هناء الشوربجي تكشف حقيقة خلافها مع محمد هنيدي    شاب من ذوي الهمم يسأل أمين الفتوى: هل الوقيعة بين الناس حرام؟ (فيديو)    نصائح للأمهات، طرق المذاكرة بهدوء لابنك العنيد    تعرف علي موعد أول أيام شهر رمضان 2026 فى مصر والدول العربية فلكيا    وكيل وزارة الصحة بالدقهلية يتفقد إدارة المعامل والمعمل المشترك    الطاهر: الدولة تبنت برنامجًا طموحًا لزيادة إنتاج الطاقة المتجددة وتعظيم قيمتها الاقتصادية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-10-2025 في محافظة الأقصر    على أنغام السمسمية.. مسرح المواجهة والتجوال يحتفل بانتصارات أكتوبر فى جنوب سيناء    ياسين محمد: فخور بذهبية بطولة العالم للسباحة بالزعانف للناشئين    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: من السابق لأوانه تحديد المرشحين لتدريب مصر للشباب    جهاز تنمية المشروعات ينظم معسكر للابتكار ضمن معرض «تراثنا 2025»    خبيرة أمن: ترامب واضح في التزامه بجلب السلام للشرق الأوسط    بيت الزكاة والصدقات يثمّن جهود الوساطة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة    بارليف.. نهاية وهم إسرائيل.. تدريبات الجيش المصري على نماذج مشابهة ببحيرة قارون    ساليبا: نريد الثأر في كأس العالم.. والإصابة مزعجة في ظل المنافسة الشرسة    إعلان عمان: ندين ما خلفه الاحتلال من أزمة صحية كارثية بقطاع غزة    «الجمهور ممكن يحب الشخصية».. سليم الترك يكشف عن تفاصيل دوره في لينك    جامعة قناة السويس ضمن تصنيف التايمز البريطاني لعام 2026    محافظ كفر الشيخ: تجربة مصر في زراعة الأرز نموذج يُحتذى إفريقيا    بتكليف من السيسي.. وزير الصحة يزور الكابتن حسن شحاتة للاطمئنان على حالته الصحية    أطعمة تضر أكثر مما تنفع.. احذر القهوة والحمضيات على معدة فارغة    النيابة العامة تصدر قرارًا عاجلًا بشأن المتهمين بقتل البلوجر يوسف شلش    بالأسماء تعرف علي أوائل الدورات التدريبية عن العام 2024 / 2025 بمحافظة الجيزة    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 134 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    الأطفال في القانون، دعوى قضائية تطالب بعدم نشر صور المتهمين منهم والمعرضين لخطر    انتخابات النواب: 73 مرشحًا في الجيزة بينهم 5 سيدات مستقلات حتى الآن    كوارث يومية فى زمن الانقلاب…حريق محل مراتب بالموسكي ومصرع أمين شرطة فى حادث بسوهاج    التقييمات الأسبوعية للطلاب فى صفوف النقل عبر هذا الرابط    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعرف أكثر عن "فرط الحركة وتشتت الانتباه وطرق العلاج السلوكي والطبي"
نشر في بص وطل يوم 01 - 10 - 2015

لأم عبدالجليل، ابن عمره تسع سنوات، ويدرس في الصف الرابع الابتدائي، عن حاله تقول: «أعاني من فوضويته، وعدم التزامه بالأوامر والقوانين التي أفرضها عليه في المنزل، إضافة الى حركته المستمرة، وكثرة كلامه، وصوته المرتفع… ما يخلق جواً من التوتر في المنزل وفي المدرسة أيضاً. أجده يهدأ قليلاً بسبب الأدوية التي يتناولها، وهو متفوق في مادة الرياضيات، ودائماً ما أعمل على تحفيزه فألاحظ تحسناً في نفسيته، وأقنعه بعدم الخوف من المشاركة بالفصل، لكنه كان يخبرني بأنه يخاف من أن ينعته أحدهم بالغباء أو عدم المعرفة، ومع ذلك أشجعه على أن الإجابة الخاطئة لا تعني الفشل، ولا بد للإنسان الذي يبحث عن النجاح من أن يواصل تعليمه باستمرار».
وتؤكد أم عبدالجليل أنها تُدرّس ابنها في مدارس خاصة، «لأن هناك وللأسف عدداً قليلاً جداً من أفراد المجتمع ممن يملكون معلومات عن اضطراب فرط الحركة، وهم غالباً الشريحة المثقفة، والمشكلة تكمن كذلك في المعلمين الذين لا يملكون معلومات كافية عن المرض وطريقة التعامل مع الطفل المريض، خاصةً أنه يحتاج إلى رعاية أكثر من الأطفال الآخرين في المدرسة.
حتى أن علاجه يتم في مستشفيات خاصة، نظراً الى المعاناة التي عشتها مع بدء اكتشافي حالته بالنسبة الى بعض المستشفيات الحكومية، من حيث عدم إعطاء المعلومات الكافية عن حالته الصحية، أو التشخيص الخاطئ، غاضّين الطرف عن الاهتمام بالجانب النفسي للأطفال».
في هذا التحقيق سلطت «لها» الضوء على مشكلات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال، وكيفية انخراطهم في التعليم العام، في ظل غياب مدارس خاصة تهتم بهم في السعودية، خاصة بعدما حذرت بعض الدراسات الحديثة من تنامي معدلات الإصابة بهذا الاضطراب قياساً بالمعدلات العالمية في الولايات المتحدة الأميركية.
كما زارت فرع جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا) في جدة، للوقوف على رأي المتخصصين من الأطباء، ومعالجي هذا النوع من الاضطراب.
تشكل أم عبدالجليل نموذجاً واحداً بين الأمهات اللواتي يعانين من تصرفات أبنائهن المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، الأمر الذي قد يُسبب إحراجاً لهن في الأماكن عامة أو داخل المنزل أو حتى بين الأهل والأقارب.
تقول: «على الأهل متابعة أبنائهم، خاصة الأم التي تتلقى في العادة الشكاوى من أهلها أو أهل زوجها أو من المدرسة أو الجيران، وعليها أن تدرك أن ابنها يعاني مشكلة، ويجب أن تذهب به الى أحد الاختصاصيين للكشف على حالته الصحية، وكيفية التعامل معه بطريقة صحيحة».
وفي السياق ذاته، نشرت بعض الصحف المحلية خبراً يفيد بأن طبيبة الأسنان السعودية في مستشفى الملك عبدالعزيز في الحرس الوطني، الدكتورة نسرين الحقيل، تمكنت من تسلق أعلى قمة في العالم، قمة إفريست، بالغةً ارتفاعاً تجاوز ال 5400 متر عن سطح البحر، في الخامس من نيسان/أبريل 2015، لتسليط الضوء على معاناة المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في السعودية، ولدعم جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا)، وتعريف المجتمع بجهود الجمعية، ونشر ثقافة التعامل مع الأطفال المصابين بهذا المرض، والدعوة إلى إنشاء مراكز وعيادات لعلاجهم.
جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفتا)
تأسست هذه الجمعية في 18 أيلول/ سبتمبر 2008 في الرياض، وسُجلت في وزارة الشؤون الاجتماعية، وافتُتح فرع لها في المنطقة الغربية في جدة عام 2013. تتلخص رسالة الجمعية في تحسين سلوك المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، من خلال رفع الوعي وتقديم الخدمات.
كما يهدفون الى أن تصبح الجمعية، المناصرة الرئيسية للمصابين بهذا المرض في السعودية، ومصدر دعم لهم بتقديمها أفضل الخدمات البحثية والعلاجية.
في مقر الجمعية في فرع جدة، التقينا المسؤولة الإدارية في «أفتا» ندى الشريف، فحدّثتنا عن آلية عمل الجمعية في ما يتعلق بزيادة الوعي بالمصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، قائلة: «يتواصل الأهالي معنا عبر الهاتف، وأغلب الاتصالات نتلقاها للاستفسار عن الأعراض التي تخص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، كأن يذكروا أن لديهم أبناء يُطردون من المدرسة، ولا يقوون على التصرف معهم في المنزل أو في الأماكن العامة، فنخبرهم بأننا لا نستطيع الحكم على الطفل بأنه مُصاب بفرط حركة، ذلك أن الجواب النهائي يتلفّظ به الطبيب المختص.
وبالتالي نرسل اليهم قائمة بالأطباء الذين نتعاون معهم، سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، وتبقى للأسرة الحرية في اختيار الطبيب المناسب. وبعد التأكد من التشخيص، يُحدد الطبيب ما إذا كانت الحالة تحتاج الى علاج دوائي، فتستمر المتابعة معه نظراً الى اختلاف الجرعات، ومن ثم يتواصل معنا في الجمعية لمتابعة العلاج من الناحيتين التربوية والسلوكية… وهذا ما نعني به العلاج المتكامل، أي الدوائي والتربوي والسلوكي معاً».
وتشير الشريف إلى أن الجمعية تقوم بإعداد ورش عمل ومحاضرات للأهالي والتربويين: «في الجمعية، لدينا مجموعة من الاختصاصيين والأطباء النفسيين، وأطباء المخ والأعصاب، وأطباء أطفال».
فرط الحركة وتشتت الانتباه… وأخطاء شائعة
وتلفت الشريف إلى «أن هناك الكثيرين ممن يخلطون بين هذا الاضطراب وطيف التوحد، وهو أقل درجات التوحد، والفارق بينهما بسيط جداً، لذلك نجد أن بعض الحالات التي تم تشخيصها كانت تعاني طيف التوحد وليس فرط الحركة وتشتت الانتباه. كما أن ليس كل حركة يقوم بها الطفل، يجب أن تُعرّف باضطراب فرط حركة أو تشتت انتباه.
فالأطفال بطبيعتهم لا بد من أن يتحركوا، لكنّ هناك أعراضاً لا بد من الانتباه اليها. في البداية، يجب تشخيص حالة الطفل قبل السابعة من عمره، أي في سن الأربع سنوات، ويجب تحديد أمكنة معينة كالمنزل والمدرسة، أو المنزل والأماكن العامة، ومن الضروري أن تستمر الأعراض لمدة أقلها ستة أشهر.
ومن الأعراض أيضاً، تأثير الحالة في حياته الأكاديمية والاجتماعية. وفي العادة، تتلخص الأعراض لدى الكبار بصعوبات في تنظيم الحياة اليومية، وفي الحفاظ على مستوى ثابت في العمل، فنجد الشخص المصاب يتنقل بين وظيفة وأخرى.
أما لدى الأطفال، فتتجلّى الأعراض بانخفاض المستوى الأكاديمي، ورغم أن نسبة الذكاء لديهم عالية جداً، لكن درجاتهم في المدرسة تكون سيئة… وهكذا».
الاضطراب في نظر المجتمع
اختصاصية علم النفس المجتمعي في جمعية «أفتا» سارة العيسى، توضح «أن معظم الأطفال يتم تشخيص حالتهم بطيف التوحد، ذلك أن الأعراض متشابهة، وهناك الكثير من الحالات التي تُشخص بطريقة خاطئة، التوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولا بد من توضيح بعض الأعراض المختلفة، فطفل التوحد، يكرر التصرف نفسه، كما أن من الصعب تشخيص فرط الحركة، نظراً الى عدم وجود تحاليل مخصصة لهذا الاضطراب، لكن التشخيص لدى المختص، وحده ما يثبت أن الطفل يعاني اضطراب فرط الحركة».
وتضيف: «لا بد من توضيح أن فرط الحركة وتشتت الانتباه، اضطراب عصبي وليس مرضاً، يُولد مع الطفل، ومن غير الممكن أن تكون هناك إصابات مفاجئة بهذا الاضطراب، فهو عبارة عن خلل أو نقص في موصلات الدماغ، بحيث لا تصل الأوامر كما يجب، ما يؤدي الى الاندفاعية أو تشتت الانتباه. وهو ثلاثة أنواع: إما تشتت الانتباه، أو فرط الحركة، أو كلاهما.
ونجد تشتت الانتباه لدى الإناث بصورة واضحة. أما الذكور، ويشكلون النسبة الأعلى في الإصابة، فيعانون اضطراب فرط الحركة أكثر، أو النوعين معاً.
وأظهرت نسب التشخيص إصابة أنثى واحدة بهذا الاضطراب في مقابل أربعة ذكور. وليس هناك إثبات علمي حول أسباب الإصابة بهذا الاضطراب، رغم تأكيد البعض أن عامل الوراثة قد يؤثر بنسبة 90 في المئة في إصابة الأطفال، الى جانب سلوكيات الحامل، كالتدخين».
وعن غياب مدارس خاصة بذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، تؤكد العيسى أن «هؤلاء الأطفال يجب عدم وضعهم في مدارس خاصة بهم، بل على العكس، من الضروري دمجهم مع الأطفال الطبيعيين، ذلك أن أطفال هذه الفئة يتأثرون بالأشخاص من حولهم، والمدارس لا بد من أن تقوم بخطوات بسيطة، كأن يحتوي المعلم داخل الفصل الطفل المضطرب، فيبعده مثلاً عن الشبابيك والأبواب، ويحرص على إجلاسه الى جانب أطفال هادئين، ليتأثر سريعاً بهم. لذلك نحن بحاجة الى تدريب المعلمين وتأهيلهم لاستيعاب هذه الفئة».
وتضيف العيسى: «ترفض المدارس الخاصة استقبال هذه الفئة من الأطفال بين الخامسة والسادسة من أعمارهم لعدم قدرة المسؤولين في المدرسة على تحمل سلوكيات الأطفال الذين يعانون هذا الاضطراب.
وهناك الكثير من الأسر التي قدمت إلى الجمعية بعد معاناة طويلة من هذه المسألة، إذ تطالب المدرسة الأهل بإحضار مربية ترافق الطفل، أو البحث عمن يقوم بتعديل سلوكه، من ثم إعادته الى المدرسة. وفي مواجهة هذه التقصيرات، تعقد جمعية «أفتا» شراكات مع الجهات المختصة، وفي طليعتها وزارة التربية والتعليم، والتي أثمرت عن برنامج «مرشد أفتا».
كما يتخلص عملنا بزيارة المدارس الحكومية، وبدء دورات وإطلاق محاضرات توعية للمعلمات للتعريف بالاضطراب وأعراضه، والأسباب والعلاج، فيتم التركيز على العلاج التربوي بشكل مكثف، لأن هذا الجانب يقع على عاتق المدرسة والمعلمات، من حيث الانتباه الى الطالبات، وتقصّي أسباب ضعفهن وقصورهن في أي جانب من الجوانب الأكاديمية.
وفي ختام الزيارة، نطلب منهم إرسال أرقامنا الى الأهالي للتواصل معنا، وبدورنا نقوم بإرشادهم الى أماكن التشخيص، ومن ثم نُعد ورش العمل ونلقي عليهم المحاضرات ليتمكنوا من تعديل سلوك أطفالهم في المنزل».
العلاج السلوكي
تشير العيسى إلى أن العلاج السلوكي «يعد جزءاً جوهرياً من علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال والمراهقين بحيث تتفق الأبحاث العلمية والتربوية، على أن لاستخدام العقاقير المحفزة واستراتيجيات العلاج السلوكي معاً، تأثيراً فعالاً في تحسين درجات هذا الاضطراب.
كما يعتبر العلاج السلوكي، الوحيد غير الطبي الذي يحظى بدعم وتوثيق علمي واسع. ويجب التنبيه إلى أن مكونات العلاج وطبيعة الأهداف، عملية تتم بصورة فردية، وتختلف وفق احتياجات كل فرد، وطبيعة الأعراض وحدّتها».
وعن استراتيجيات العلاج السلوكي، تقول العيسى: «هناك العديد من المناهج والاستراتيجيات التي تندرج تحت مسمى العلاج السلوكي، وجميعها تشترك في هدف عام، وهو تحليل سلوك الطفل ودراسة بيئته، لتحديد كيفية التدخل وتحسين السلوك.
وعلى المحيطين بالطفل معرفة هذه الاستراتيجيات التي تستخدم سلوكيات الطفل والمراهق بطريقة أكثر فعالية. وللوصول إلى الهدف المرجو، يُحتم على والديّ الطفل ومعلميه والمعالجين، اعتماد طرق فعّالة للتعامل مع الطفل المصاب، وهذه الطرق تستند إلى قواعد أساسية.
ولا بد من التركيز على دور الوالدين، فهو عامل أساسي في مساعدة طفلهما، وقد يحتاجان إلى الدعم والمشورة، وفي إمكانهما الإفادة من إرشادات «أفتا» عبر مجموعات التدريب والدعم التي نوفرها، فتقلّ عندها صعوبة الأهل لدى معرفتهم الاستراتيجيات التي تساعدهم في تعديل سلوك أبنائهم».
وتؤكد: «هناك بعض الإرشادات التي يمكن الأهل تطبيقها في الحياة اليومية، منها وضع نظام يومي يحدد به وقت النوم، وتناول الطعام والاستحمام وأداء الواجبات، كما يجب تنظيم بيئة الطفل من خلال غرفة نومه ومكان دراسته ولعبه، وتوفير أجواء هادئة له أثناء أدائه واجباته أو تناوله الطعام، ومكافأته وتشجيعه حين قيامه بسلوكيات ايجابية تتناسب مع قدراته وعمره.
أما وسائل القصاص فيجب أن تكون بطريقة ثابتة ومحددة مُسبقاً، بعيداً من العقاب البدني أو تجريح الطفل أو شتمه».
العلاج الطبي
استشارية نمو الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتورة سهير حسن بلخي تشير الى «أن معظم الحالات يتم تحويلها من جانب الجمعية، أو بسبب إثارة المدرسة هذا الأمر.
وفي كثير من الأحيان، يكون هناك تواصل بيني وبين المدرسة، ويخبرونني بأن هناك طفلاً يعاني تصرفات معينة، وقد أعطينا اسمك للأهل للتواصل معك.
وغالبية الحالات التي تصلني الى العيادة هي اضطراب فرط الحركة، والبعض الآخر من النوع الثالث، أي فرط الحركة وتشتت الانتباه معاً.
وكثيراً ما نلاحظ أن الذكور يعانون في العادة فرط الحركة والاندفاعية، الأمر الذي يلفت انتباه المدرسة اليهم، وبالتالي يتم إخبار الأهل. أما بالنسبة الى الفتيات فأغلب الحالات تدور في إطار تشتت الانتباه أو الشرود».
وتضيف: «اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، هو اضطراب نمائي عصبي، يصيب الأطفال، ويتم اكتشافه ما بين خمس وست سنوات، والأعراض تشمل إما فرط الحركة أو تشتت الانتباه أو النوعين معاً.
وعادة تتمحور الشكاوى حول أن الطفل لا يجلس في مكان واحد، وأنه في حركة مستمرة، ومندفع لا يتوخى الحذر، وقد يتصرف من دون التفكير في عواقب الأمور، إضافة الى التسرع والعجلة في حل المسائل المدرسية على سبيل المثال، كما قد يكون شديد الملل، وينتقل بالتالي من مشروع الى آخر من دون إتمام ما بدأه أولاً… وهذه الأعراض لا بد من أن تستمر أقلّه ستة أشهر، كما يجب أن تظهر في أماكن مختلفة… في المدرسة، المنزل، لدى الجيران، في الحيّ، وهذه أحد شروط التشخيص».
وعن العلاج الدوائي تورد بلخي: «في البداية، لا بد من التأكد من صحة الطفل بشكل عام، وعدم وجود عوامل أخرى قد تؤثر في عدم قدرته على التركيز مثلاً، أو في التحكم في الحركة، مثل فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية، أو حتى اضطرابات النوم… وما إن يتم علاج الأمور السالفة الذكر، حتى نبدأ بتحديد الأدوية والعقاقير التي تتطلبها حالة الطفل.
فليس كل الأطفال المصابين بهذا الاضطراب محتاجين الى التدخل الدوائي. ويمكن أن نبدأ العلاج الدوائي بالتزامن مع العلاج السلوكي، إذا رأينا أن الأعراض أصبحت تعوّق الطفل عن التقدم الأكاديمي، وتُشكل توتراً له، أو مشاكل مع أسرته، فتكون أيضاً فرصة للتجربة الدوائية».
مفاهيم خاطئة عن الأدوية المستخدمة في علاج هذا الاضطراب
«أثبتت الأبحاث أن الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه فعالة وآمنة، وأن ما بين 80 و90 في المئة من الحالات التي عولجت بالأدوية، وبالعلاج السلوكي، أظهرت تحسناً ملحوظاً في تخفيف حدة الأعراض بشكل كبير لديهم»، تؤكد بلخي وتضيف: «وهناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها الناس بالنسبة الى الأدوية المستخدمة في علاج هذا الاضطراب، مما قد يثير مخاوفهم من تناول الأدوية أو عدمه.
ومن هذه المعتقدات، أن الأدوية تسبب إخماد حركة الطفل، بينما تعمل في الحقيقة على زيادة إنتاج النواقل العصبية في الدماغ، لتحقيق مستويات طبيعية من القدرة على الانتباه والتركيز، وهي لا تطور الذكاء، بل تجعل الشخص قادراً على التعلم بشكل أفضل».
وعن طريقة عمل الأدوية، تشرح بلخي: «الأدوية تعمل على التقليل من فرط الحركة، بحيث يظل الطفل هادئاً مدة أطول، ويخف لديه الجري والقفز.
كما تعمل على زيادة التركيز لدى الطفل ليتمكن من القيام بالعمل الموكل إليه وإنجازه، وتزيد من استيعابه التعليمات الموجهة إليه، من جانب والديه والآخرين، فيتجاوب معها بشكل أفضل.
كما تقلل الاندفاع لديه، وتمكنه من التفكير في العواقب قبل التصرف، وتخفف من حدة القلق والاكتئاب. كما لا يعتمد الطبيب في تحديد جرعة أدوية الاضطراب على وزن الشخص المصاب، بل يبدأ بإعطائه جرعات صغيرة، يقوم بزيادتها تدريجاً، حتى يصل إلى المستوى الأمثل من جرعة الدواء، مع الحد ما أمكن من الآثار الجانبية».
أما عن مدة العلاج اللازمة فتختتم بلخي حديثها موضحةً: «تظهر النتائج الإيجابية عادة في الأسبوع الأول من بدء العلاج، ونظراً الى أن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يعد حالة مزمنة، يُعطى العلاج لسنوات عدة، حتى ينمو الجهاز العصبي للطفل، مع محاولة إيقاف الدواء كل سنة أو سنتين، واختبار أداء الطفل من دون العلاج، وتتكرر المحاولة مرات عدة، وفق الحالة، ورأي الطبيب المعالج.
وهناك خطوات معينة، وخطط علاجية متكاملة لمثل هذا الاضطراب تُستخدم فيها أدوية بالتعاون مع الوالدين، وفق حالة كل طفل، يقرر بعدها الطبيب إعطاء الطفل دواء محدداً دون آخر، بسبب ظهور بعض الأعراض، ولا تُوصف هذه الأدوية عادة إلا في حالات خاصة».
عن نسبة ارتفاع عدد الإصابات بهذا الاضطراب، تؤكد الشريف أن «نسبة الوعي ارتفعت في السعودية، لذلك بتنا نجد عدد حالات التشخيص في ازدياد.
ففي السابق، كان الأمر يقتصر على الشك بحالة الطفل. بكل صراحة، النسب مرتفعة جداً، ففي آخر دراسة أميركية، تبين أن النسبة وصلت إلى تسعة في المئة.
أما في السعودية، فسجلت النسبة في الرياض وحدها 12 في المئة، وفي الدمام 16 في المئة، لتظهر النسبة الأكبر ممن شُخصوا بهذا الاضطراب، في الخارج، إما في دبي أو في الولايات المتحدة الأميركية، وقد قصدوا الجمعية في جدة، إضافة الى الكثير من الحالات التي تم تشخيصها في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى المشفى، ومستشفى الصحة النفسية».
المصدر: مجلة لها


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.