قبل أن تتحول المسألة إلى تار بايت بيني وبين القراء، وأجد من يقول لي أنني أيضا أشتم الجمهور على طريقة شيكابالا أود أن أقول لكم كلمة قالها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: 'إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه.. قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه'.. وأبسط المعاني أن الذي يسب أبا أحد أو أمه معرض لأن يسب المشتوم أباه وأمه أيضا.. تعالوا نحسبها، الحضري يخرج عن الأهلي ويخطئ في طريقة خروجه ثم يأتي يلعب مباراة للمنتخب القومي فيفاجأ بالجمهور يشتمه بأبيه وأمه ويلعنوه ويعاملوه معاملة المطرودين من رحمة محبي جماهير النادي الأهلي. لاعب يخطئ في فاول فيجد جمهور الفريق المنافس يسبه بأفظع الألفاظ.. لا وإيه تلاقي مثلا 1000 بني آدم على الأقل بصوت جهوري يملأون أقطار مصر برعد صوتِهم وهم يقولون للاعب: 'يا.. يا بن التايهين.. روح شوف أمك فين'، وحكم يحتسب ضربة حرة أو ضربة جزاء أو أي ضربة في الدنيا تجد الجمهور يأتي بأصول وجذور هذا الحكم ليلعن في الأرض التي نشأ عليها.. وتربى فيها جده لأمه وجد جده الذي أخطأ لأنه أنجب جده الذي أنجب والده الذي خسر شرفه يوم أنجب هذا الحكم صاحب الحظ السيء لأنه حكم هذه المباراة واحتسب الضربة اللي وقعت على قلبه!! شيكابالا يشتمه الجمهور بأبيه وأمه.. ويشككون في نسبه وكأن أمه أنجبته من رجل غير أبيه!! فإذا انفعل كان خارجا عن حدود الأدب واللياقة.. والجمهور دائما على حق!! حسن شحاته الذي يهتف الجمهور باسمه الآن وطالما هتفوا باسمه في الملاعب، أتذكر يوم أن كان هناك مشكلة تخص أخت زوجته فوقف جمهور الأهلى ليشتمه ويسأله إذا كان ابنه هو ابنه حقا أم لا؟ وبكى الرجل وأراد الخروج عن الملعب لولا أن أخذ الخطيب بيده وذهب به لجمهور الأهلي طالبا منهم أن يرحموه فتوقفوا ثم هتفوا للخطيب! وغير هذا الكثير والكثير.. ما كل هذا العبث، وهذا التعصب الأعمى، الذي يصل إلى حد سب الأعراض والتشكيك في الأنساب وإهانة الأب والأم والعيلة كلها أحيانا؟ إن الرياضة متعة ومنافسة شريفة يغلفها خلق.. فبها تترابط الشعوب وحولها تتحد القلوب.. فكيف نحولها إلى سب ولعن وضرب بالجنازير وضرب من ضروب الجحود والنكران.. يسب بعض الجماهير اللاعب أو الحكم أو أيا كان بأبشع الشتائم ثم تخرج علينا الصحف إذا غضب هذا المشتوم لتطالب بشطبه ومحوه وعقابه.. يتركون الشاتم ويمسكون في المشتوم.. يتركون المستفِز ويطالبون من أغضبه الاستفزاز بالاعتذار وتخرج كل الأقلام التي تدعي الخُلق لتطالبه بالموت خنقا أو شنقا على أعتاب ناديه.. ما هذا الضلال والتضليل باسم الأخلاق.. أعتقد أننا كما نطالب اللاعبين بالأخلاق يجب أن نطالب الجمهور بها أيضا.. وإلا نكون ضيعنا الحق ونصرنا الجمع الباطل على الفرد وإن كان على حق.. وإن كنت لا أؤيد تصرف شيكابالا، ولا أدعو اللاعبين للرد على الإساءة بمثلها، غير أنني أحاول أن أفسر أن الخطأ متبادل وأن ليس كل الناس على درجة واحدة في ضبط النفس.. وقد يخطئ البعض ويردون الخطأ بمثله.. فلنلتمس لهم بعض العذر، ويجب أن يكون التوجيه الأخلاقي للجميع جمهورا ولاعبين على السواء.. وقبل أن أختم مقالي أود أن أهمس في أذن القارئ أتحب أن يشتم أحد أباك وأمك.. ولو فعل فماذا أنت فاعل.. رجاء اسأل نفسك قبل أن تجيب على سؤالي: هل من حق الجمهور أن يشتم اللاعبين أو المدربين أو الحكام.. أو غيرهم؟ الرأي لك!!!