الطلاق من التجارب الإنسانية القاسية التي قد تمر بها أي أسرة وتترك على جميع أفرادها وخاصةً المرأة الكثير من الآثار السلبية على المستوى الاجتماعي والنفسي. تُخطأ كثير من السيدات في محاولة منهم للظهور بمظهر قوي بعد الانفصال كنوع من تعويض فقدان الثقة بالنفس، فتلجأ لكبت أو تقنين مشاعر الحزن لديها، ويشير خبراء الطب النفسي واستشاري العلاقات الزوجية أن هذا التصرف يأتي دائماً بنتائج عكسية. وأن إنهاء العلاقة الزوجية ليست لحظة يمكن المرور عليها بسهولة والتظاهر بأن شيئاً لم يحدث، ولكنها فترة مليئة بالمشاعر المختلفة التي يجب المرور على جميع مراحلها من الحزن والغضب والإنكار حتى تستطيعين المضي قدماً دون ترك ذكريات عالقة عن شريكك وحياتك السابقة. مهما كان عمرك يمكنكِ دائماً أن تبدئي حياتك من جديد، ولا تشغلي بالك بما سيقوله الآخرون….. جددي المنزل أو انتقلي إلى مكان جديد ابدئي فيه سلسلة من الذكريات السعيدة، ولا تجعلي الشعور بالخوف من الوحدة يسيطر عليك. تواصلي مع أصدقائك القدامى، مارسي هواياتك من جديد، ضعي قائمة بأهدافك القادمة وكيفية تحقيقها. من أفضل الطرق التي تساعدك على التخلص من المشاعر السلبية الناتجة من الانفصال هي السفر في أجازة طويلة تساعدك على استعادة توازنك ونشاطك مرة أخرى. ويفضل اختيار الأماكن التي تتميز بالمناظر الطبيعية لتمنحك الاسترخاء وتساعدك على التخلص من حالة الحزن والغضب. لا تستمري في روتينك اليومي الذي اعتدتِ عليه في حياتك الزوجية حتى لا تنغمسي في حلقة من الروتين التي ستعيد إليك ذكرياتك السابقة. تذكري أحزانك السابقة وكيف كنتِ تظنين أنها لن تنتهي وكيف أصبحت الآن شيئاً من الماضي. وكذلك ما تشعرين به بعد الانفصال أو الطلاق سيمضي مع الأيام ويصبح ذكرى غير مؤلمة. تظن كثير من السيدات بعد الانفصال أو الطلاق أنها لن تشعر بالحب مجدداً، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماما فأنت الآن ناضجة بالقدر الكافي لتختار رجل أحلامك على أسس ومعايير صحيحة. وعلى عكس ما يقال فإن كثير من الزيجات الناجحة كانت الزيجات الثانية أو الثالثة. لا تجعلي الكراهية تسيطر عليكِ وتسرق لحظاتك الجميلة، تسامحي…ففشل علاقة لا يقع على عاتق طرف واحد والخطأ عادةً ما يكون متبادل. اغفري وتناسي وابدئي من جديد، فالكراهية لن تعيد لكِ ما ذهب ولن تأتى لكِ إلا بمزيد من الغضب.