أغضبت تصريحات رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، التي انتقد فيها طريقة عمل صندوق النقد الدولي، مديرته كريستين لاغارد، التي اضطرت إلى مغادرة مؤتمر للصندوق عقد أمس الاثنين في عمان احتجاجاً على هذه التصريحات. وكان النسور وصف موظفي الصندوق أنهم "مجموعة من المحاسبين، يقدمون الاحتياجات الرقمية على التنموية"، مؤكداً إن "جهد الصندوق محاسبي أكثر منه اقتصادياً، ونشعر أحياناً أنه يضحي بالأهداف الاقتصادية لصالح الغايات المحاسبية". وأضاف أن "الصندوق يهتم بأرقام العجز والدين، طرح تساؤلاً مهما حول كيفية تحقيق التنمية، طالما أنه لا توجد تنمية من دون إنفاق"، مقدماً نصيحة للصندوق "بالخلط بين الخبرة المحاسبية الصرفة، وبين نكهات اقتصادية تراعي الأهداف الاجتماعية، للوصول إلى الفقراء والشرائح الهشة، وتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تخدم هذه الفئات". هذ التصريحات لم ترق للاغارد، فردت على النسور مباشرة أن "عمل الصندوق لا يقوم على المحاسبة، وعلى مجموعة من المحاسبين الذين لا يهتمون إلا بالأرقام". وأضافت أنه "حتى لو كان صحيحاً تركيز الصندوق على الاقتصاد الكلي والأرقام المالية والنقدية، إلا أنه يستمع في الوقت نفسه لأصوات الحكومات في كل بلد". وضربت لاغارد مثلاً على ذلك بالماهية التي تعامَلَ بها الصندوق مع الأردن وبرنامجه الإصلاحي بالتحديد، حينما تم الأخذ بعين الاعتبار عدد اللاجئين السوريين الضخم في المملكة، والذي يقترب من 650 ألف نسمة، والسماح تالياً بزيادة الإنفاق الحكومي بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي، في إشارة إلى استجابة الصندوق للمعطيات السياسية والاجتماعية. وقالت لاغارد: "لو كنا محاسبين، لتجاهلنا قضية اللجوء السوري، ولما وافقنا على زيادة الإنفاق، ولما طلبنا زيادة شبكة الأمان الاجتماعي لتشمل 70 % من السكان". الأخذ والرد بين النسور ولاغارد وتّر الأجواء ما دفع بلاغارد إلى مغادرة القاعة، وعقب انتهاء الجلسة، عُقدت اجتماعات جانبية بين المسؤولين الحكوميين ومسؤولي الصندوق لتلافي اتساع الخلاف، إذ أوضح الجانب الأردني أن تصريحات الرئيس فهمت خطأ. عقب ذلك، قدم النسور مداخلة ثانية على دعوة الغداء التي أقامتها الحكومة، موضحاً موقف الأخيرة من الصندوق، بهدف ترطيب الأجواء.