لا مفاجآت في مؤتمر القصة القصيرة الذي اختتم أمس في القاهرة.. حيث ذهبت الجائزة إلى السوري زكريا تامر "100 ألف جنيه". أما المناقشات فلم تقدّم جديداً! "الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة"، كما يقول الراحل يحيى الطاهر عبد الله الذي حمل المؤتمر اسمه: المقولة صالحة مع بعض التحريف؛ لتناسب ما جرى في المؤتمر. لم يكن مدهشاً في ظل الإعداد المتواضع أن يجد كتّاب الرواية أنفسهم مدرَجين في البرنامج لقراءة أعمالهم القصصية، وكثير منهم لم يكتب قصة قط. ولم يكن غريباً أن يتحدّث قاص من جيل الخمسينيات عن "مستقبل القصة" ناصحاً الكتّاب الشباب "ربما يقصد جيل الستينيات" بقراءة فيرجينيا وولف وجيمس جويس. وكان مدهشاً أن تجارب أحدث ظهرت منذ موت هؤلاء! هكذا خطّطت لجنة الإعداد لمؤتمر يرضي الجميع؛ فإذا بها لا تُرضي أحداً، كل المشاركين كانوا روائيين. والذين أخلصوا لفن القصة لم يحضروا، حيث غاب محمد المخزنجي والسوري إبراهيم صموئيل (لم توجّه إليهما الدعوة)، وكتّاب عراقيون لم يحصلوا على تأشيرة (حاتم الصكر وعبد الرحمن مجيد الربيعي).
وكان من وجهة نظر إبراهيم عبد المجيد "ظهور نصوص تقترب من النكتة، أو الصورة القلمية في الإعلام، ويجري التعامل معها باعتبارها قصة. وهذا هو التحوّل الحقيقي الذي تتحمّل مسئوليته الصحافة". وهو ما أشارت إليه الناقدة السورية شهلا العجيلي، في حديثها عن القصة السورية "النشر الإلكترونيّ أدّى إلى رواج نصوص كارثية ملأى بالأخطاء". العجيلي لخصت المشهد القصصي السوري في جملة واحدة: "لا يوجد ورثة حقيقيون للكبار، لعبد السلام العجيلي وزكريا تامر".
أما العراق فوفق الناقدة بثينة الناصري "القصة هي رواية خبر، والأخبار في العراق لا تنتهي من هول المأساة، لا نكتب القصص". أمّا في فلسطين والأردن؛ فالسنوات العشر الأخيرة حسب فخري صالح "شهدت انحساراً في الكتابة القصصية؛ ربما بسبب غياب المنابر التي تنشر هذا الفن"؛ هكذا دارت النقاشات كأن الجميع في "مأتم القصة". وهو ما أشار إليه القاص محمد عبد النبي "كأنها فنّ مهدد بالانقراض"؛ لكن الروائي خيري شلبي قاطعه مؤكداً: "نحن لسنا في مأتم القصة؛ فهي ما زالت بخير".