صدقت توقعات المثقفين التي صاحبت "الملتقي الدولي الأول للقصة العربية القصيرة"، بفوز القاص السوري زكريا تامر بجائزة الملتقي، وقدرها 100ألف جنيه وهي نفس القيمة المالية التي تمنح لجائزتي الرواية والشعر. رغم تأكيد عدد من المثقفين والكتاب ممن حضروا حفل الختام مساء الأربعاء الماضي، علي استحقاق تامر للجائزة، لإخلاصه لفن القصة القصيرة، فإنه كان من الملاحظ غياب كبار كتاب القصة المصريين عن حضور جلسات المؤتمر وموائده المستديرة التي دعوا إليها، كما عبر البعض عن استحقاق القاص المصري الستيني محمد حافظ رجب لها، فيما اختلف معهم آخرون بسبب انقطاع رجب عن كتابة القصة لفترة طويلة، وإعلانه هو نفسه عدم أهمية الجوائز بالنسبة له، في حين فسر البعض فوز تامر الذي تنافس علي الجائزة مع العراقي محمد خضير ومحمد المخزنجي ومحمد البساطي وبهاء طاهر بأنه يأتي طبقا لنهج المؤسسة الثقافية المصرية في منح الجوائز الكبيرة للكتاب العرب في دوراتها الأولي. وعلي صعيد آخر لم يعلق أحد علي حصول كاتبين سوريين، سامر الشمالي وزكريا تامر علي جائزتي يوسف إدريس وجائزة الملتقي في نفس التوقيت، وقد أكد كل من الروائيين إبراهيم عبد المجيد وهالة البدري، أعضاء جائزة يوسف إدريس، أنهما لم يكونا علي علم بأن سامر الشمالي سوري الجنسية وقالا: "نحن نحكم بعيدا عن جنسية المرشحين". وبعيدا عن جوائز الملتقي الأول الذي يقيمه المجلس الأعلي للثقافة استجابة لما لحق بفن القصة القصيرة من تحديات، وإعلان الروائي خيري شلبي، مقرر الملتقي، عن أمله خلال حفل الافتتاح في أن يساهم الملتقي في استرداد القصة القصيرة لعرشها المستلب، وتأكيد علي أبو شادي، أمين عام المجلس، علي أن الملتقي: "أزال ما لحق بفن القصة القصيرة وما أصابها من إبهام"، فقد تردد علي مدار جلسات الملتقي ما يخالف توقعات الرجلين، حيث أعلن أكثر من كاتب وباحث أن "فن القصة القصيرة في انحسار، بينما تسود الرواية المشهد الأدبي". ومن جانبه، دافع الدكتور جابر عصفور، رئيس لجنة التحكيم، عن نفسه وما يلقي عليه من اللوم لإطلاقه مقولة "زمن الرواية" قائلا: "كنت المتهم الأول شخصيا بدون ذنب في المؤتمر، ونسي الجميع أنه لا فارق بين "زمن الرواية" و"زمن القصة القصيرة" لأن الاثنين يجمعهما السرد، ولتصل هذه الرسالة لمن لم تصله الآن يذكر أن لجنة التحكيم للجائزة تكونت من الدكتور خيري دومة كأمين لسر اللجنة، وعضوية كل من : الناقد إبراهيم فتحي والدكتور محمود الربيعي والمغربي شعيب حليفي، واللبناني لطيف زيتوني والتونسي محمد البردي والأردني محمد شاهين والبحريني نادر كاظم والسوري نبيل سليمان و الجزائري واسيني الأعرج.