اشتهرت شركة Daimler-Benz AG منذ بداية إنتاجها لطرازات السيارات المختلفة عام 1901 بالجودة الممهورة بتوقيع "مرسيدس بنز"، والممزوجة بأهم العناصر التي تضم الخبرة والعقليات الهندسية التي تبدع في التصميم الميكانيكي والتصميم الخارجي. وفي أوائل الخمسينيات اقترح ماكس هوفمان الموزع الرئيسي لطرازات Mercedes-Benz بالولايات المتحدةالأمريكية بضرورة إنتاج نسخة من طرازات 300 SL الرياضية معدة خصيصا للاستخدام اليومي كنوع جيد من أنواع الدعاية، والعائد إلى النجاحات التي أثبتها الطراز خلال السباقات العالمية بعد إنتاجها عام 1952، بالإضافة إلى أن الحرفين SL تعني "Sport Light" فلماذا لا تطرح بنفس الاسم للشوارع؛ فقررت الشركة الموافقة على مقترحات "هوفمان" والبدء بتصميم طراز 300 SL يصلح للشوارع بنفس المواصفات الرياضية، وأعطوها الكود الداخلي W198 والعائد إلى أن الفئة المعدة للسباقات الرياضية تحمل الكود الداخلي W194، لترى 300 SL النور لأول مرة كسيارة رياضية معدة للاستخدام اليومي بحلول عام 1954 بالمعرض الدولي بنيو يورك، لتبهر محبي السيارات الرياضية بتصميم جديد كليا على العيون ميز الطراز حتى هذه اللحظة. يطرح الآن الجيل الجديد من طرازات 300 SL بمحرك سعته 5.5 لترا مكون من ثماني أسطوانات لتكون شكل حرف الV لينتج قوة قدرها 405 أحصنة من خلال سبع سرعات أمامية لناقل الحركة اليدوي، ولمن يرغب التميز فطرازات 300 SL الجديدة تتوفر بسعر مبدئي 220 ألف دولار أمريكي دون احتساب الضرائب والرسوم الجمركية مع وقت للتسليم من الصانع الألماني يتراوح بين ال10 وال18 شهراً. المحرك الأسرع في الخمسينيات: عند بدء إنتاج طرازات 300 SL من فئة الكوبيه للاستخدام اليومي تم وضع محرك مرسيدس بسعة 3 لترات والمكون من ست أسطوانات متتالية ليتم التحكم في صماماتها من خلال الكامة العلوية الفردية SOHC، وهو المحرك الأول الذي يعمل بتقنية حقن الوقود الميكانيكي، ليولد قوة 212 حصانا عند 5800 دورة في الدقيقة لتدفع بها الطراز من خلال الإطارات الخلفية، وبعزم يصل إلى 274 نيوتن/ متر عند 4600 دورة في الدقيقة، ولتكون ضعف القوة المنتجة من طرازات مرسيدس 300 ذات الأبواب الأربعة (السيَدان)، وبناقل حركة يدوي مكون من أربع سرعات أمامية، يصل الطراز إلى سرعة قصوى تقدر ب 260 كم/ الساعة، لتحتل بذلك لقب أسرع سيارة في حقبتها، مع تسجيلها لمعدل استهلاك للوقود يقدر ب17 لترا من الوقود لكل 100 كم. تاريخ مشرّف من الانتصارات: كان لطرازات مرسيدس بنز 300 SL الرياضية تاريخ مشرف داخل حلقات السباقات العالمية، وقد لمع نجم مرسيدس بنز عام 1952 في سباقات الأربعة وعشرين ساعة من LE-MANS بتحقيقها المركز الأول بأكثر من سباق، تلاها احتلال الطراز للمركز الأول بكل من سباقات Berne-Bremgarten بسويسرا، وسباق Elifelrennen السنوي بألمانيا، بالإضافة لسباق Nurburgring، وسباق Carrera Panamericana في المكسيك، وهذا لا يمنع أنها احتلت المركز الثاني والرابع في أول ظهور لها عام 1952 بسباقات Mille Miglia للألف ميل بإيطاليا. وقد أخذت بالثأر الطرازات التاريخية من مرسيدس 300 SLR عام 1955 لتحقق المركز الأول في سباقات Mille Miglia للألف ميل بإيطاليا بقيادة كل من السائقين ستيرنج موس Stiring Moss، والسائق دنيس جينكنسون Denis Jenkinson، هذا وتعتبر اليوم طرازات SLR من الصانع الألماني من أغلى وأسرع الطرازات على وجه الكرة الأرضية. تصميم خارجي تتميز يه 300 SL: في بداية سنوات الإنتاج طرحت شركة مرسيدس بنز الطراز من فئة الكوبيه ولاحقا تم إنتاجه من فئة الكابريوليه المكشوفة والتي تم إنهاء إنتاج الطراز كليا بحلول عام 1963 مع البدء بإنتاج طرازات 230 SL، وأتى الطراز بأبعاد رياضية متناهية لتضمن أداء عالياً وجيداً لقائديها، فطول قاعدة العجلات وصل إلى 2400 ملم، وطول كلي للطراز يقدر ب 4520 ملم، وعرض عام يصل إلى 1790 ملم، وارتفاع للطراز عن سطح الأرض قدرة 1300 ملم، ووزن كلي للطراز 1093 كجم. ويأتي الطراز بواجهة هجومية لدرجة كبيرة بمصابيح أمامية دائرية أسفلها تتواجد مصابيح الإشارات الجانبيه الدائرية أيضا، والتي يتوسطها جميعا شبكة يتواجد بمنتصفها شعار ورمز شركة مرسيدس بنز بحجم كبير، وهي بغطاء محرك مصنوع من الألومنيوم ليتم توفير 80 كجم من الوزن العام للطراز، يتخلله خطان سهميان كنوع من أنواع الديناميكية الخارجية للطراز، مع توفر أجنحة جانبية فوق العجلات الأمامية والخلفية؛ بالإضافة لتواجد شبكة جانبية تضفي مظهرا رياضيا بجانب وظيفة التبريد للمحرك، وهي بمصد أمامي وخلفى معدني لامع. ثم الأبواب الأحدث التي امتاز بها الطراز فهي بأبواب مصنوعة من الألومنيوم تفتح كالأجنحة لأعلى؛ على أن يكون موقع تثبيتها في سقف الطراز لا بجانبه أمثال طرازات لامبورجيني، أما عن خلفية الطراز فهي منخفضة نسبيا مقارنة بالمقدمة لتوحي بالانطلاقة الصاروخية من حالة الثبات للطراز وهي بانسيابية كبيرة تعزز من الديناميكية الخارجية للطراز بالإضافة لغطاء صندوق التخزين المصنوع من الألومنيوم يحتوي على العجلات الإضافية بالسيارة. مقصورة عصرية في الخمسينيات: المقصورة الداخلية ل 300SL تتكون من مقعدين تتسم بالرحابة بالنسبة لمقصورة طراز ضمن فئة الكوبيه مع لوحة عدادات معدنية تمتد حتى نهاية المقعد المجاور للسائق، يتوفر بها عدادان دائريان كبيران: الأول مخصص لل RPM بعدد دورات أقصاه للمحرك 7000 دورة في الدقيقة، والثاني لتحديد سرعة الطراز والذي يصل إلى سرعة قصوي قدرها 160 ميلا في الساعة، وعجلة قيادة اختلفت عبر سنوات الإنتاج من ثنائية الإشعاع إلى ثلاثية الإشعاع يتوسطها شعار مرسيدس بنز، مع تواجد مرآة الخلف مثبتة على لوحة القيادة لا بالزجاج الأمامي، مع توفر مساحة جيدة للحقائب خلف المقعدين. وقد أطلق على الطراز في الخمسينيات لقب ال Master Piece من الصانع الألماني، وبعدد وحدات منتجة تخطي ال 3260 وحدة، ضمت 1400 وحدة من فئة الكوبيه بسعر مبدئي 11 ألف دولار أمريكي، وأكثر من 1860 وحدة من فئة الكابريولية 10928 دولار أمريكي دون احتساب الضرائب والرسوم الجمركية، بالإضافة لتوفر سقف صلب للفئات المكشوفة بتكلفة 180 دولار أمريكي وقتذاك. هذا وتشير التقارير الداخلية من مرسيدس بنز أن أكثر من 80 بالمائة من مبيعات الطراز من فئة الكوبيه تم بيعها بالولايات المتحدةالأمريكية لتَثبُت بذلك جدية اقتراحات Huffman لدى الشركة الألمانية. وتشير تقارير فريق عمل سائق السباقات العالمية جون فيتش John Fitch وسائق شركة مرسيدس عام 1955 أنه قام باختبار طراز 300 SL بحلول عام 2003 وهو بعمر ال87 عاما ليحقق بها سرعة قصوى قدرت ب 240 كم/ الساعة، وهذا ما جعل فريق العمل يعيد المحاولة ليلا عند هطول الأمطار لتحقق السرعة المرغوبة والتي تصل إلى 260 كم/ الساعة. وقد صنفت مجلة Sport Car International طرازات ال300 SL والتي أنتجت لمدة عقد من الزمان ابتداء من عام 1952 وحتى عام 193 في المركز الخامس بين السيارات الرياضية لكل الأزمنة، هذا بالإضافة إلى عرض نسختين كوبيه ومكشوفة من الطراز ضمن مجموعة Foxwood Collection بحلول عام 2009 بمبلغ وقدره 1.3 مليون دولار أمريكي دون احتساب الضرائب والرسوم الجمركية.