ليس غريبا أن ترى لاعبا بحجم "نيستا" يعود ويبدع من جديد في عالم وأجواء الساحرة الغدارة كرة القدم؛ وذلك بعد صراع طويل ومرير مع الإصابات دام ثلاث سنوات كادت أن تودي بحياته الكروية ومستقبله المهني. ولكن هيا بنا نرى كيف عاد أليساندرو نسيتا من قيعان الخوف إلى تلال التألق وذلك كما نشر موقع الفيفا في تقريره عن نيستا: أمضى أليساندرو نيستا ثلاثة مواسم رهيبة بسبب الإصابات المتكرّرة التي لحقت به، ومع ذلك منذ بداية الموسم عاد النجم صاحب الجاذبية في الدوري الإيطالي للتألق بعد أن تجاوز عمره ال33 عاما، ولكن كان لعودته أسباب يجب تناولها: نبدأ من هنا الحكاية.. لسوء الحظ، وقعت إصابات نيستا التي احتاجت لعمليات جراحية في لحظات حاسمة من مسيرته، خصوصاً في المناسبات الكبرى مع المنتخب الإيطالي الأول. وكذلك، في كأس العالم بفرنسا 1998لم يلعب سوى 84 دقيقة في مباراتين قبل أن يقع ضحية لتمزق في الأربطة الصليبية لركبته اليسرى. وبعد أربع سنوات، غاب عن ثمن نهائي بطولة 2002 في كوريا واليابان، ثم غاب عن الدور الأول في ألمانيا 2006 بسبب إصابة في فخذه الأيمن ليترك مركزه إلى ماركو ماتيراتزي. ولم يتركه شبح الإصابة بل تملك منه أكثر وأكثر؛ فبينما كان يتعافى خضع لجراحة في كتفه في 22 يناير2007، ولكن نجم السانسييرو لم يستسلم حيث خضع للعلاج وترك الموسم ينقضي قبل العودة أقوى من قبل، لكن ظل سوء الحظ يواجهه وكأن الإصابات أصبحت تعشق عضلات نيستا فسقط نيستا مجدداً ضحية إصابة قوية بعد التصاق فقرتين في ظهره. وبعد الأيام المتكررة في المستشفيات، قرّر الدخول في تجربة جديدة وهو اللجوء إلى علاج لطيف، حيث انتقل إلى ميامي لعدة شهور كي يتلقى العلاج ولكن في كل مرة حاول فيها العودة إلى الملاعب، كان الألم يزداد في ظهره إلى درجة لا تحتمل. يقول نيستا الذي لم يشارك سوى خلال 17 دقيقة في الموسم الماضي: "لقد عشت لحظات قاسية بعيداً عن الملاعب وواجهت اللحظة الأصعب الشتاء الماضي عندما هبطت حالتي مجدداً لرؤية ظهري غير قابل للحركة بينما كنت أعتقد أن المشكلة قد حلّت". ومنذ ذلك الوقت أصبحت المعادلة واضحة: وهي الجراحة أو الاعتزال. وقرّر أخيراً اللجوء الى الجراحة في 17 فبراير الماضي ويقول عنها: "ذعرت من هذه العملية بعدما قالوا لي بأنني لن ألعب مجدداً إذا خضعت لها؛ ولهذا السبب أجلّتها مرات عدة. في المقابل، كان الأمر أسهل مما توقعت". نجحت الجراحة وسمح أخيراً لنيستا أن يبدأ الموسم بكامل طاقته ومنذ انطلاق الموسم الجديد في الدوري الإيطالي يفرض نيستا سلطة القائد في دفاع ميلان، كما حصل على شرف تسجيل ثنائية هي الأولى في مسيرته، أمام كييفو حتى لو أدى ذلك إلى كسر في أنفه وإجراء جراحة جديدة. إنه ثمن تافه مقارنة مع ما حدث له سابقاً. ويؤكد نيستا اليوم عدم الخوف من أي شيء.. يقول مازحاً: "قبل المباراة أقوم بتمارين عدة كي أضع نفسي في أفضل ظرف.. بعدها عندما أصل إلى الملعب، أفكّر أكثر بما حصل معي في جميع الأحوال، ما عانيته سابقاُ جلب لي الحظ". وأبدى مدربه ليوناردو إعجابه به قائلا: "نيستا هو مثال حقيقي للتحدي.. لقد خشي عدم اللعب مجدداً ولا شك بأنه أقوى من السابق". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل بإمكان اللاعب المصري في وقتنا هذا بعد الطفرة الطبية الموجودة أن يعود بعد غياب 3 سنوات من الإصابة كما عاد نيستا؟!!