تباينت آراء الفنانين حول المشاركة في "يوم الغضب"، العديد منهم قرّر النزول والتعبير عن غضبهم وآرائهم؛ وذلك إيمانا منهم بتفعيل دور الفن وربطه بالشارع المصري، بينما رفض البعض الآخر المشاركة مِن الأساس؛ ومنهم مَن اكتفى بالاعتراض السلمي بالاعتصام في منزله، رافضا النزول للمشاركة الفعلية. الفنانة جيهان فاضل نزلت مع القوى الوطنية أمام نقابة الصحفيين؛ لتُؤكّد دعمها للشعب المصري ومطالبه، وتشارك المتظاهرين الهتاف، بينما نزل الفنان عمرو واكد منطقة شبرا، وطالب الشباب على صفحته الشخصية بفيس بوك في مقال بعنوان "بالنسبة ل25 يناير 2011"، بالمشاركة في المظاهرات، والاعتصامات، والدفاع عن مطالبه بالتغيير. وأضاف واكد في المقال: "هناك مجموعة مِن الطلبات التي أريدها هي ليست كثيرة، لكنها ستزيد في المستقبل؛ وهي: إعادة انتخابات مجلس الشعب 2010، والاستجابة إلى قرارات المحكمة في رفع الحد الأدنى للأجور، وإلغاء قانون الطوارئ، ورفع الحظر عن الحركات السياسية، وتحرير كل النقابات المخطوفة". يُذكَر أن الفنان عمرو واكد قام بإحضار زجاجات مياه، وقام بتوزيعها بنفسه على المتظاهرين، بينما تمّ القبض على أخيه محمد واكد، ولم يتم الإفراج عنه حتى هذه اللحظات. أما السينارست والمخرج محمد دياب مؤلف ومخرج فيلم "678"، وكاتب أفلام "الجزيرة"، و"بدل فاقد"، و"ألف مبروك"، فقد أعلن على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك: "تخيّل لو كنت تونسي سلبي، اتريق على صحابه ومارضاش ينزل معاهم الشارع يوم 14 يناير!! تخيّل إحساسك النهارده كان هيبقى إيه؟ التغيير هيحصل هيحصل، كون جزء منه.. وانزل يوم 25 يناير". وقد استمر محمد دياب في التواصل مع الجمهور على صفحته، وإرسال التحديثات أولا بأول، ليؤكد أنه تعرّض للضرب، وتم القبض عليه، ثم الإفراج عنه بعد قليل. كما شارك أخوه السينارست خالد دياب قائلاً عبر صفحته أيضا على فيس بوك: "أنا رايح شارع جامعة الدول العربية، ومش قافش على حد ولا زعلان مِن حد، أنا بس بقالي تلاتين سنة لابس أصفر، ونِفسي أغيّر وألبس أخضر، اللي عايز يلبس أخضر أقابله هناك، أنا نقلت مكتبي لمدة يوم إلى ميدان التحرير نفسه، ومتواجد فيه مِن الساعة التاسعة مساءً إلى صباح غدا، ومستني الرجّالة".
عمرو سلامة تم ضربه واستطاع النجاة بأعجوبة المخرج والمؤلف عمرو سلامة مؤلف ومخرج فيلمي "زي النهارده" و"أسماء"، كان الأكثر تعرّضاً للألم والمشكلات؛ حيث كتب على صفحته الشخصية في صفحتَي فيس بوك وتويتر: "أنا نازل شارع جامعة الدول عشان أعمل شوبينج، وأَدوّر على بلد أحسن، ممكن ألاقيها في فاترينة محل اسمه التغيير، أو في سوبر ماركت الشعب المصري". فيما نزل الكاتب والسينارست بلال فضل عند دار الحكمة وشارع القصر العيني، وشارك في المظاهرات، مؤكّدا أن رسالة الشعب المصري وصلت للحكومة والنظام، وأن المواجهات الحادة التي حدثت تُؤكّد قوة الشعب، وخوف الحكومة مِن غضبه. كما تمّ القبض على السيناريست محمد المعتصم، مؤلف فيلم "دبور"، ومسلسلَي "عرض خاص" و"الجامعة"، بينما انضمّ للمظاهرات: الفنان آسر ياسين، والمخرج يسري نصر الله، والمخرجة مريم أبو عوف. واكتفى الفنان خالد الصاوي بالاعتصام في منزله؛ مُضرِبا عن العمل في هذا اليوم، وأكّد أنه يحترم حق الشعب في مطالبه بالخبز، والحرية، وحلّ مجلس الشعب، وتغيير الدستور. على الجانب الآخر رفض العديد مِن الفنانين المشاركة الفعلية؛ منهم الفنان عزت العلايلي الذي رفض المشاركة في المظاهرات؛ لأن هناك خطأ في التوقيت؛ لأننا يجب أن نحتفل بالشرطة في عيدها، لا أن نرهقهم. وقال العلايلي في تصريحات لشبكة MBC: "رفضت المشاركة في المظاهرات أمس؛ لأنني أعتبر مِن وجهة نظري أن هذا الوقت لم يكن مناسبا للتظاهر، فهو يوم عيد الشرطة، والشرطة قدّمت شهداء وضحايا لمصر، وكان يجب علينا أن نحتفل بهم لا أن نتظاهر ضدهم". وأتبع: "مستعد للمشاركة في أي يوم آخر، شرط أن تكون المظاهرة سلمية وحضارية، بعيدة عن الفوضى والتخريب". وأردف: "لا يوجد وجه تشابه على المستوى السياسي بين مصر وتونس؛ فالنظام الحاكم في تونس كان في منتهى الديكتاتورية، أما مصر فيحظى بقدر كبير مِن الديمقراطية". بينما رفض الفنان الشعبي نادر أبو الليف المشاركة من الأساس، قائلاً: "أنا أعتبر المظاهرات نوعا مِن الهمجية، وبطبعي أرفض أي قلق، والمظاهرات كلها قلق".