مع انتفاضة الشباب وثورتهم منذ 25 يناير تباينت المواقف بين صفوف كبار النجوم ما بين مؤيد ومعارض، فكما فضل بعضهم المشاركة، فضل البعض الصمت والحياد، بينما شارك بعضهم مؤخرًا في التظاهرات، في حين تراجع البعض عن مواقفه المؤيدة للنظام ليحل محلها مواقف مؤيدة للشباب وثورتهم.. إن تباين مواقف الفنانين جعل بعض الشباب يضعهم في قوائم جنبًا إلي جنب مع مُعارضي ومؤيدي النظام. «هايحصل تغيير هايحصل تغيير.. مصر اللي بجد هي دي».. من ضمن الجُمل التي رددها «عمرو واكد» أثناء مشاركته في المُظاهرات منذ اندلاعها في اليوم الأول، رغم أنه لم يُعرف عن واكد آراؤه في الحياة السياسية المصرية من قبل مُكتفيًا بالتعبير عن القضايا الإنسانية العامة في أفلامه، ورغم ظهوره المفاجئ في اليوم الأول- فهو لم يُعلم الصحفيين بنزوله إلي شبرا للتظاهر ومنها انتقل لميدان التحرير- إلا أن هذا جعله من أبرز الفنانين الذين انضموا للمظاهرات في يومها الأول، بل إن القبض علي شقيقه «محمد واكد» أثناء اشتراكه معه أكسبه تعاطفًا كبيرًا خاصة وهو كان يوزع زجاجات المياه علي المُتظاهرين. • إحنا الحكومة أما «خالد الصاوي» المعروف بآرائه الثورية اليسارية وهو ما كان يعلنه سواء علي مدونته من خلال أشعاره وكتاباته، أو علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك، حيث وضع أغنيته الراب «الغضب» التي كتبها وغناها علي صفحته الشخصية، والتي تتحدث عن قمع النظام رغم أنها قد صُدرت في ,.2004 كان الصاوي مُشاركًا منذ بداية اندلاع الثورة، بل هو أول من دعا الفنانين للتجمع يوم 27 يناير في نادي نقابة المهن التمثيلية بالبحر الأعظم تضامنًا مع الجماهير- بل أصر علي توقيع بيان باسم جموع الفنانين بأنهم يؤيدون مطالب الشباب. الصاوي ردد أثناء المظاهرات العديد من الهتافات أهمها: «عايز تبقي مع النظام خليك مع النظام بس هاتركب الطفطف».. وأيضًا «جعانين حُرية.. جعانين عدل».. بل أنه ردد جملة فيلم «الجزيرة» الذي شارك «أحمد السقا» بطولته، حيث قال مع الجموع: «من النهاردة مافيش حكومة إحنا الحكومة». في مسرح المظاهرات يبرز «خالد أبو النجا» كأحد أبرز الوجوه المعارضة والمؤيدة للثورة، فمع وصول «د. محمد البرادعي» لأول مرة لمصر، كان أبو النجا هو الفنان الوحيد الذي استقبله في المطار، وظهر في أول لقاء له بالشباب في ميدان التحرير، وقد بدأ مظاهرته من شبرا ثم انتقل إلي المهندسين ليدور في شوارع القاهرة منددًا ضد النظام. نفس المشهد يضم «خالد النبوي» أيضًا وهو من أبرز الوجوه التي شاركت في الانتفاضة منذ أيامها الأولي خاصة أنه كان يقود بعضًا من جموع الغضب في المُظاهرة التي بدأت من أمام مسجد «مصطفي محمود» بالمهندسين، وكذلك المطربة «عزة بلبع» والتي فضلت إعلان موقفها في العديد من القنوات الفضائية لتتحدث عن القمع الذي تعرض له المتظاهرون. • واجب المشاركة وفي مشهد آخر ورغم أنها كانت أحد أبرز الوجوه المشاركة في الانتفاضة منذ أيامها الأولي لتعبر عن رأيها الواضح ضد النظام في المظاهرات، وأيضًا داخل نادي نقابة المهن التمثيلية يوم 27 يناير، فإن «جيهان فاضل» والتي لم يعرف عنها يومًا آراؤها السياسية إعلاميًا، فكما ردد البعض عن إصابة قدمها برصاص مطاطي في المظاهرات، وهو ما نفاه البعض بعد ذلك، ونفس الموقف حدث مع «هاني رمزي» رغم أنه معروف عنه عدم رغبته في الدخول في أي مناطق شائكة سياسيًا خاصة تلك المتعلقة بالأقباط. «فتحي عبدالوهاب» رغم أنه قد أجري عملية جراحية خطيرة في ذراعه بعد أن أصيب بقطع في الغضروف، فإنه شارك في المظاهرات. وكذلك الفنانة القديرة «محسنة توفيق»، والتي شاركت منذ الأحد ما قبل الماضي، أيضًا «سناء شافع» والذي شارك منذ يوم 5 فبراير، كما شاهد بعض الجموع «رغدة» يوم الجمعة 28 يناير في الفجر برفقة كلبها والذي وعدت المُتظاهرين بأنها ستطلقه علي قوات الأمن المركزي إن قاموا بممارسة أي قمع عليهم، وكانت تنادي المُتظاهرين بكلمة «ولادي». نفس الوضع بالنسبة للنجم الشاب «آسر ياسين»، والفنانة الشابة «أروي جودة» التي شاركت في المظاهرات بل ومشاركتها في تنظيف ميدان التحرير مع إحدي صديقاتها، وكذلك الفنانان «أحمد عبدالوارث» «ومجدي صبحي». في المقابل يبرز اسما «بسمة» و«زكي فطين عبدالوهاب» وقد تصدرا المشهد مع الشباب داخل المظاهرات يوميًا. ورغم أن «تيسير فهمي» لم يكن لها أي موقف سياسي واضح، إلا أنها وعلي العكس مما سبق خطفت الكاميرا بانفعالات شديدة، وهي تُندد بالنظام، وكذلك «سهير المرشدي» و«حنان مطاوع».. بينما ظهرت الفنانة «نهي العمروسي» علي شاشة التليفزيون المصري لتؤكد أن المظاهرات سلمية، وهو معروف عنها نشاطها السياسي وانضمامها للمظاهرات منذ اليوم الأول حتي مشاركتها بتوقيعها علي البيان المؤيد للشباب بنادي نقابة الممثلين يوم 27 يناير. • مخرج الثورة استطاع المخرج «خالد يوسف» أن يحتل الساحة ويخطف كل الأضواء سواء بظهوره في اجتماع نادي نقابة الممثلين يوم 27 يناير، أو بظهوره صوتًا وصورة علي قناة الجزيرة في 25 يناير وهو يتحدث عبر الهاتف، حيث ركزت الكاميرا عليه وسط المتظاهرين وتحدث عن سعي البعض لإنشاء لجنة من الحكماء من كل الأطياف السياسية والثقافية والفنية في مصر، بل إن «يوسف» هو أول من ظهر علي قناة العربية في نفس اليوم، ونادي بضرورة توجه الجيش لمبني ماسبيرو وأيضًا للمتحف المصري لحمايته من السرقة، بعدما شاهد اللصوص - حسب قوله - داهموا المصرف العربي بجوار المتحف المصري قائلاً: «مش مُهم ننضرب بس المتحف مايتنهبش». ومع خالد يوسف تواجد المخرجون «داوود عبدالسيد» و«يسري نصرالله» و«كاملة أبو ذكري» في المظاهرات مؤيدين للثورة ومطالبها. المخرج «عمرو سلامة» والمؤلف والمخرج «محمد دياب» وكذلك المخرج «أحمد ماهر» كانوا أول المشاركين في المظاهرات، وهم أيضًا أول من تعرضوا للضرب المبرح، وقد كتب «عمرو سلامة» علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك مقالاً بعنوان «أنا انضربت ليه»؟! واصفًا فيه ما لاقاه علي أيدي رجال الأمن حينما حاول الانتقال مع مجموعة من المتظاهرين من شارع قصر العيني إلي ميدان التحرير. • آراء الزعيم في المقابل يأتي «عادل إمام» في موقف مختلف بالنسبة للمتظاهرين، خاصة مواقفه المعروفة بتأييده للنظام، وبفكرة التوريث، بل إنه وقف أمام الاعتراضات الشعبية لبناء الجدار العازل بحجة مقتل أحد جنودنا علي الحدود، وقد ظهر «عادل إمام» بصوته في قناة العربية والجزيرة منذ أسبوع ليدلي بتصريحات انقلابية علي تصريحاته السابقة، فبعدما وصف المظاهرات ب«العبثية»، عاد ونفي هذا، وقال إنه فخور بالثورة ويتفق مع الشباب في ضرورة إسقاط النظام كاملاً وتعديل الدستور، وحينما سألته المذيعة في قناة الجزيرة: «وما يمنعك من التواجد مع المُتظاهرين في ميدان التحرير»، أجاب: «أخاف أنزل آخد شومة علي راسي ماعرفش اشتغل تاني»! أما «أشرف زكي» نقيب الممثلين، والذي رفض التوقيع علي بيان ضم 150 فنانًا في اجتماع نادي نقابة الممثلين يوم 27 يناير، حيث بدأ في إلقاء كلمته مُترددًا، وأصر علي توقيع كل الممثلين علي البيان قبل أن يوقع هو عليه، لكنه خرج من القاعة دون أن يوقع علي البيان، وبعدها ظهر في الشارع وسط المتظاهرين!.. وكذلك لم يوقع علي البيان رئيس اتحاد النقابات الفنية «ممدوح الليثي» والذي برر عدم توقيعه علي البيان بأنه لا يوقع علي بيان إلا بعدما يتم الدعوة إليه من خلال القنوات الشرعية، حيث إن الفنانين قد اجتمعوا دون الرجوع إليه!.. وبعدها أصدر الاتحاد بيانًا في 31 يناير يُساند الشباب ويطالب بإجراء تعديلات دستورية!.. كما حضر دون أن يوقع علي البيان «هاني سلامة» وغادر القاعة فوراً.. كما تردد عدم توقيع كل من «خالد النبوي» و«مني زكي» علي البيان وهو ما نفياه فعليًا بنزولهما إلي المظاهرات تضامناً مع الشباب والغريب أنه لم يكن هناك أي أثر ل«أحمد حلمي» لكنه فاجأ الكل بظهوره مؤخراً ليُحمل علي الأعناق ويهتف «تحيا مصر» ، كما ظهرت «حنان ترك» وسط صفوف المتظاهرين ليلاً الاثنين الماضي ورفضت الإدلاء بأي حديث صحفي. بينما برر «عزت العلايلي» عدم مشاركته في المظاهرات بأنه وقت لا يناسب وعيد الشرطة إلا أنه بعدها عاد للتأكيد علي تضامنه مع المظاهرات لينزل إلي صفوفها وأكد أن ما يحدث نتيجة لغياب الحوار بين مجلس الشعب والحزب الوطني وبين الجماهير. الفنان «حسن يوسف» والذي وصف في مكالمة هاتفية للتليفزيون المصري المظاهرات بأنها تحولت من سلمية إلي تعدي الشعب علي رجال الشرطة، كما أن المعتصمين يحصلون علي مال وأغذية مجانية وكذلك دخول بعض عناصر إيرانية وسط المتظاهرين بينما وازنت «إلهام شاهين» في تصريحاتها حينما أكدت أنها تؤيد المظاهرات ولكن مثلما علي الحكومة واجبات علي الشعب أيضًا واجبات يجب أن يؤديها لتحسين المعيشة.. بينما اكتفي «عمر الشريف» بالتصريح لراديو فرانس انتر بضرورة تنحي الرئيس عن الحكم كما اكتفي صلاح السعدني بإدانة النظام المصري وما فعله مع المتظاهرين بل إنه أكد بأن النظام المصري القائم قد ضيع ما كان قد بناه الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر». • يا حبيبتي يا مصر أما مفاجأة ثورة 25 يناير هي خروج «شريهان» عن صمتها بعد مرضها لتتحدث هاتفيًا لقناة الجزيرة يوم 29 يناير، حيث أكدت تضامنها التام مع مُظاهرات الشباب، وطلبت من رئيس الوزراء «أحمد شفيق» تشكيل وزاري وطني يضم كل الفئات، بل أنها قالت «أقسم بالله لو دمي مش مُسرطن لأنزل وأديه كله دلوقتي لمصر».. بينما ظهرت «شادية» بصوتها في برنامج «واحد من الناس» يوم 27 يناير لتصف ذهولها مما يحدث في الشارع المصري وقالت: «انتوا مصريين واللي بتعملوه ده حاجة تقطع القلب.. إزاي تهونوا علي بعض كده؟.. إزاي تقتلوا بعض؟.. اللي واقف في الناحية التانية دا أخوك وقريبك.. أرجوكوا كفاية كده.. حبوا واعشقوا مصر.. أنا مش مصدقة اللي بيحصل في مصر.. وأنا بدعي واقرأ قرآن علشان بلدي». في جانب آخر رغم وصفه لنفسه ب«نجم الجيل» فإنه لم يظهر في المظاهرات بأي شكل، ولا حتي بأغنية، الكل بظهوره في ميدان التحرير إلا أنه سرعان ما تم طرده من الميدان دون أن يسمع المتظاهرون كلمته ومن مفارقات الثورة كانت «غادة عبدالرازق» التي أكدت علي شاشة قناة العربية للمخرج «خالد يوسف» تأجيجه نار الفتنة علي حد قولها، حيث طالبته في اتصال هاتفي بتهدئة الأوضاع، لكنه رفض، وأغلق الهاتف في وجهها.