أظهرت النتائج الرسمية الأوّلية -التي نشرتها المفوضية المشرفة على استفتاء تقرير مصير جنوب السودان- أن نحو 99% مِن السودانيين الجنوبيين صوّتوا لانفصال الجنوب عن الشمال. وجاء في موقع مفوضية استفتاء جنوب السودان على الإنترنت أن 98.6% صوّتوا لصالح الانفصال، بعد فرز أكثر من 80% من الأصوات. وأكّد العاملون في المفوضية مصداقية الموقع والأرقام التي نشرها، وأن هذه الأرقام هي المؤشّر الأحدث على نتيجة ساحقة نحو استقلال الجنوب في الاستفتاء الذي أُجري الأسبوع الماضي، والذي أقرّته اتفاقية السلام الشامل عام 2005، ومن المتوقّع أن تصدر النتيجة النهائية للاستفتاء في شهر فبراير المقبل. وكانت المنطقة الوحيدة التي أبدت انحياز الأغلبية للوحدة هي تجمّع صغير للناخبين في ولاية جنوب دارفور في شمال السودان، وصوّتوا بنسبة 63.2% لصالح الوحدة، بينما صوّت 36.3% لصالح الانفصال. وكانت المفوضية قد أكّدت في وقت سابق أن نسبة الإقبال على التصويت تجاوزت ال60%، وهي النسبة المطلوبة كي يُصبح الاستفتاء ملزما. وبشأن رد الفعل المبدئي في الشمال، قال ربيع عبد العاطي -المسئول الرفيع في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان- إنه سينتظر النتيجة النهائية قبل أن يُعطي رد فعل رسمي، وإن كانت كل التوقّعات تُشير إلى الانفصال. يُذكَر أن حروبا أهلية اشتعلت بين الشمال والجنوب على مدار 22 عاما، وخلّفت أكثر من مليونَي قتيل، وانتهت باتفاقية سلام عام 2005 كان أحد بنودها إجراء استفتاء عام يختار فيه سكان جنوب السودان "فقط" بين وحدة الجنوب السوداني مع الشمال، أو انفصال الجنوب، ليكون دولة مستقلة بذاتها وتلقى اعترافا من قِبَل المجتمع الدولي بأسره.