قام زين العابدين بن علي -الرئيس التونسي- منذ قليل اليوم (الجمعة) بمغادرة البلاد إلى جهة غير معلومة، بعد تسوية تقضي بتولّي فؤاد المبزع -رئيس مجلس النواب التونسي- الحكم، إلا أن محمد الغنوشي -رئيس الوزراء التونسي- أعلن تولّيه رئاسة البلاد بشكل مؤقت، بدلاً من الرئيس زين العابدين بن علي بعد رحيله. وقال الغنوشي في بيان ألقاه قبل قليل وأذاعه التليفزيون التونسي: "بداية من الآن أتولّى ممارسة سلطات الرئيس، وأدعو كل أبناء تونس وبناتها مِن مختلف الحساسيات السياسية والفكرية ومن كل الفئات إلى التحلّي بالروح الوطنية والوحدة؛ لتمكين بلادنا التي تعزّ علينا جميعا مِن تخطّي هذه المرحلة الصعبة، واستعادة أمنها واستقرارها". وأضاف: "وأتعهد خلال فترة تحمّل هذه المسئولية باحترام الدستور، والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم الإعلان عنها بكل دقّة، وبالتشاور مع كل الأحزاب السياسية، ومكوّنات المجتمع المدني"؛ كما ورد في وكالة الأنباء الألمانية. كما صرّح الغنوشي أن الرئيس زين العابدين بن علي قد فوّضه بتولّي اختصاصاته؛ لأنه قد تعذر عليه القيام بمهامه مؤقتاً؛ وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته فقد قال مسئول في مطار تونس إن وحدات مِن الجيش التونسي طوّقت المطار الدولي على مشارف العاصمة التونسية، كما أغلقت السلطات المجال الجوي التونسي؛ وذلك حسب ما ورد في وكالة الأنباء الفرنسية. يُذكَر أن السلطات التونسية قد أعلنت حالة الطوارئ في البلاد في وقت سابق اليوم، وذكر التليفزيون التونسي أن الرئيس زين العابدين بن علي أقال الحكومة على خلفية الأحداث التي تعيشها البلاد، ودعا إلى انتخابات تشريعية مبكّرة في غضون ستة أشهر. كما كلّف الوزير الأوّل التونسي باقتراح تشكيل حكومة جديدة، كما فرضت السلطات حظر التجوّل من الساعة الخامسة مساءً حتى السابعة صباحا. وحظرت السلطات التونسية التجمّعات لأكثر من 3 أفراد، فيما سمحت باستخدام السلاح في حالة مخالفة أوامر قوات الأمن. وفي إطار متصل كانت الشرطة التونسية قد أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع اليوم خارج مبنى وزارة الداخلية بالعاصمة تونس، كما سمعت أصوات أعيرة نارية مِن مكان قريب، وهو ما دفع مئات المحتجين إلى الفرار. يأتي ذلك في الوقت الذي احتشد فيه آلاف التونسيين اليوم أمام وزارة الداخلية في أعقاب انسحاب قوات الأمن التي انتشرت بكثافة بالعاصمة في الأسابيع الماضية، واعتبروا أن قرار الرئيس علي زين العابدين بعدم خوض انتخابات الرئاسة القادمة عام 2014 ليس كافيا. وكان الرئيس التونسي قد أعلن في خطابه إلى الشعب عن بدء تغيير شامل وعميق وفتح أبواب الحرية الإعلامية والسياسية أمام الجميع، كما أعلن عدم الترشّح في انتخابات 2014، ورفضه خرق الدستور، ودعا إلى وقف إطلاق الرصاص فورا.