ينظر الكثيرون إلى المشي باعتباره أمراً طبيعياً؛ لكن بالنسبة للعلماء؛ فإنه ربما يمثّل مقياساً لطول عمر المسنّين. وجدت دراسة موسعة -نُشرت في دورية الجمعية الطبية الأمريكية- أن سرعة المشي قد تكون مؤشراً جيّداً للعمر المتوقع لكبار السن؛ فالبُطء قد يعني في الواقع اقتراب نهاية المطاف. وقالت ستيفاني ستيودنسكي -من جامعة Pittsburgh- التي قادت فريق البحث: "البحث يعطينا وسيلة أخرى لمراقبة صحتنا واستكشاف السبُل الكفيلة بالتقدّم في السن بأفضل الطرق المتاحة". وعكف الباحثون على تحليل نتائج تسع دراسات مختلفة، شملت 35 ألف مُسنّ من الجنسين، ومن عرقيات مختلفة في سن 65، فأكثر، تركّزت جميعها حول سرعة مشي المشاركين بوتيرة معتادة لمسافة ثابتة؛ بدءاً من الوقوف. ووجد الباحثون أنه مع سرعة المشي، تزايدات احتمالات أن يعيش المرء أطول، وهو ما يمثل إضافة جديدة لمؤشرات طول العمر مثل: السنّ، والجنس، والأمراض المزمنة، وتاريخ التدخين، وضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم؛ فضلاً عن معدل دخول المستشفيات خلال العام الماضي. على سبيل المثال، وجد الباحثون أن فارق المشي بسرعة 3 أميال/ ساعة و 3.5 ميل/ ساعة، لرجل سبعيني قد تعني أربع سنوات في المتوسط، وبالنسبة للمرأة ما بين ستّ إلى سبع سنوات. والسبعيني الذي يمشي بسرعة 2.5 ميل/ ساعة، من المتوقع أن يعيش ثماني سنوات، في المتوسط، أطول من قرينه الذي يسير بسرعة 1 ميل/ ساعة، أما للمرأة فيرتفع الفارق إلى قرابة عشرة أعوام. ووجدت الدراسة أن سرعة المشي ربما تُعدّ أقوى مؤشر لمتوسط أعمار كبار السن المستقلين، الذين ليسوا بحاجة للمساعدة؛ إلا أن الترابط يتراجع مع المسنين المصابين بعجز يحول دون قيامهم بأبسط الأنشطة. وخلاصة الدراسة تستند إلى الاحتمالات، ولا تعني حكماً بالإعدام؛ فهناك بعض المسنين الذين يسيرون ببطء ويعيشون عمراً مديداً، كما هو حال بعض الذين يعانون ارتفاع الكوليسترول في الدم ولم يعانوا قطّ نوبة قلبية. عن CNN