ترجمة وإعداد: عمرو أبو بكر "لا تعتقدوا أن جنوب السودان مجرد قطعة أرض لا تُذكر، فهو أكبر مساحة من فرنسا، وبه جميع موارد السودان النفطية"، هكذا يرى الكاتب الإسرائيلي يوسي بيلين في مقال نشرته أمس (الإثنين) صحيفة "إسرائيل اليوم"، معلّقا فيه على الاستفتاء الذي سيدلي فيه مواطنو الجنوب السوداني في التاسع من يناير الجاري بأصواتهم لصالح انفصال الجنوب؛ ليشكّل دولة مستقلّة عن شمال السودان، أو لصالح وحدة الأراضي السودانية.. جنوب السودان أكبر من فرنسا السودان -كما يقول الكاتب- هو أكبر دولة في إفريقيا (2.5 مليون كيلومتر)، وكلما اقترب موعد الاستفتاء لحظة؛ كلما تعاظمت الشكوك حول فرص تحقيقه لأية نتائج إيجابية، فالكاتب يرى أن المقدمات تشير إلى أن أغلب مواطني الجنوب سيدعمون -بلا تحفّظ- انفصال جنوب السودان كدولة مستقلة عن شماله. ويؤكد الكاتب أن الجنوب هو أكثر المناطق السودانية حيوية على الرغم من إهماله، لذا يرى أنه من الصعب أن تسمح حكومة السودان الحالية بانفصال الجنوب كدولة مستقلة، حتى وإن صوّت أغلب سكانه لصالح الانفصال. فلا تعتقدوا -والحديث للكاتب- أن جنوب السودان مجرد قطعة أرض لا تُذكر، فهو أكبر مساحة من فرنسا، وبه جميع موارد السودان النفطية، ولكنه مقارنة بشمال السودان، سنجد أن الشمال أكثر تقدّما، كما أن عاصمته الخرطوم هي مدينة بالمعنى الحقيقي مقارنة بنظيرتها في الجنوب "جوبا". الجنوب.. حروب وظلم وإهمال ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من أن جميع موارد السودان النفطية موجودة في الجنوب، فإنه يتم توزيعها الثلثان للشمال، وثلث واحد فقط يبقى للجنوب، ويقول الكاتب إن الجنوب يأمل في تعديل هذه الصورة، من خلال زيادة حصته النفطية لتحسين الأوضاع المالية لهذا الجنوب "المهمل". جنوب السودان يؤكد الكاتب أنه لا توجد به طرق صالحة، وتقريبا لا توجد به مستشفيات، ولا وسائل اتصالات صالحة للاستخدام، وليس به أي شيء من تلك البنى التحتية وغيرها، فضلا عن أن نصف سكانه -لا سيما النساء- لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، والنظام التعليمي بالجنوب ينتمي إلى فترة زمنية عتيقة. فضلا عن سنوات من الحروب الوحشية عاشها جنوب السودان، وسنوات من عدم احترام حياة الإنسان وعدم احترام رعايته الاجتماعية.. مسيحيو السودان يعيشون في الجنوب المهمل ويشير الكاتب في جنوب السودان يعيش أغلب المسيحيين في الجنوب (يشكلون 8% من سكان السودان البالغ عددهم 30 مليون نسمة)، وأيضا تعيش فيه القبائل الوثنية، وذلك في مقابل المسلمين الذي يسكن أغلبهم في شمال السودان.
الولاياتالمتحدة تؤيد الانفصال ويستطرد الكاتب بأن الإدراة الأمريكية وعدت الرئيس عمر البشير -المدرج على لائحة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية لدوره في عمليات الإبادة الجماعية بدارفور- بأنه إذا احترم نتائج الاستفتاء، ولم يقم بأي أفعال عنف احتجاجا على نتائجه، فإنها ستقوم بشطب السودان من القائمة التي أعدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية المدرج بها الدول الإرهابية، حيث إن السودان مدرج بهذه القائمة منذ 17 عاما.. ليس هناك حل سوى انقسام السودان ويختتم الكاتب مقاله بأنه من الواضح أنه ليس هناك حل آخر سوى انفصال الجنوب؛ لإنقاذ السودان من حالته الرهيبة التي مرّ بها في السنوات الأخيرة، ولا يستطيع أحد أن يعرف أيضا ما إن كان هذا الحل يمكن أن ينقذ السودان، لكن في الوقت ذاته الكل ينتظر التصويت في الاستفتاء الأحد القادم، على أمل أن الدولة المريضة التي ستنقسم ستلد دولتين أكثر صحة. لكن هناك الكثير من علامات الاستفهام، والغموض، والقلق، والفضول الدولي تجاه هذا الاستفتاء. نُشر في صحيفة إسرائيل اليوم بتاريخ: 2011/1/3