في هذا القسم الجديد سنحاول تقديم روعة وغموض الطبيعة بصورة مختلفة؛ حيث سنُقدِّم صوراً تعبّر عن غرائب الحياة البرية؛ سواء كانت قديمة أو حديثة نسبياً مع شرح تفصيلي لها. صورتنا هذا اليوم حديثة نوعاً ما -تم التقاطها في نوفمبر الماضي- ولها ظروف خاصة؛ حيث قام بالتقاطها السائح السويسري مارتن نيفلير، أثناء رحلة سياحية في زامبيا، وتحديداً للمحمية الوطنية South Luangwa في وادي نهر Luangwa. لاحظ نيفلير فيلَيْن إفريقيَيْن (فيلة وصغيرها) يقتربان مِن الماء ليشربَا، وحينها قرّر التوقُّف ليلتقط صورة لهما، ولكنه لم يتخيّل يوماً أنها ستكون واحدة من أندر صور الطبيعة على الإطلاق؛ حيث ظهر فجأة تمساح نيلي من الماء، وهاجم الأم وصغيرها، ونجح فعلاً في التعلّق بخرطوم الفيلة الأم، واستمرّ الصراع بين الفيلة والتمساح لمدة 15 ثانية فقط. بالرغم من أن هذا الهجوم ليس معتاداً، فإن علماء الحيوان وجدوا له تفسيرا؛ إذ إن التمساح -الذي يعتمد على الحيوانات الصغيرة والأسماك في طعامه- أحياناً ما يقوم بنصب الكمائن لاصطياد الحيوانات الأكبر منه حجماً على غرار صغار فرس النهر أو الجاموس الإفريقي، بجانب نيله من البشر في عدة حوادث؛ فالتماسيح من المفترسات الانتهازية التي تنتهز اقتراب الحيوانات من الماء لتشرب لكي تقوم بالانقضاض عليها، وافتراسها إن أمكن. ولكن يبدو أن هذا التمساح لم يُدرك أن الفيل ليس مثل بقية الحيوانات التي افترسها من قبل؛ فالحجم هنا -والحجم فقط- كان هو العنصر الحاسم للصراع؛ حيث استطاع الفيلان الابتعاد عن الماء، بالرغم مِن تعلّق التمساح بخرطوم الفيلة الأم، ويبدو من الصراع أنه كان يُحاول الوصول إلى الفيل الصغير، ويرى دون بوير -المتخصص في الزواحف والبرمائيات في حديقة حيوانات San Diego- أن حتى أقوى المفترسات مثل التماسيح تُخطِئ في التقدير أحياناً، بل وتتورَّط في معارك قد لا تكون متكافئة نهائياً، وهو ما حدث هنا. ولكن لحُسن الحظ في هذا الصراع كانت النهاية سعيدة لجميع الأطراف؛ حيث أكّد نيفلير أن الفيلة الأم نجحت في الهروب، وجذب التمساح النيلي خارج الماء، وأثناء هروبها وقع الصغير على التمساح، وهو ما جعل التمساح يفلت من خرطوم الأم، ويلوذ الطرفان في النهاية بالفرار. ويمكن تلخيص هذا الصراع في هذه الصور الأربع أضف جاليري: مِن أرشيف الطبيعة.. تمساح "اتجنن" من الجوع!! * تكنولوجيا اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: