سنة أولى قصة قصيرة.. باب ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها.. وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. الشيء للمرة الألف ينتفض على صوت صرخاتهم المنتشية .. استدار ليجدهم على نفس الحال .. يتقاذفون الكرة و يصرخون صرخاتهم الطفولية التى لطالما زعزعت تركيزه . هز رأسه مغمغماً : ( أطفال ... ) ثم عاد مرة أخرى للغوص فى صفحات كتابه .. لبرهة ساد هدوء نسبى ظن خلالها أن الوقت قد حان لينعم بالقراءة الى أن اصطدمت الكرة البلاستيكية برأسه مبددة أمله .. هنا أيقن كم فاقت حماقته الحد عندما أصر على أن يبيت أحفاده الثلاثة معه هذه الليلة .. أمسك الكرة و تطلع إليهم محاولاً أن يرسم على وجهه علامات الغضب ليجدهم وقد انكمشوا كقطط مبللة فى ليلة ممطرة .. ابتسم فى إشراق وقال : ( ما رأيكم لو حكيت لكم حكاية؟ ) قال أكبرهم فى حماس : ( نعم .. نعم .. ولتكن حكاية مخيفة) اقترب الثلاثة و جلسوا على الأريكة المقابلة له متلاصقين .. متشوقين لسماع حكاية جدهم .. قال الجد لافظاً الحروف ببطء : ( سأبدأ .. ولكن لا تقاطعونى) ******* فى هدوء بدأ شىء عجيب يتجسد .. شيئاً فشيئاً بدأت معالمه المخيفة تتضح .. بدا كقطعة من الليل بسواده العجيب .. بدا شنيعاً كالهول ذاته. كان لزجاً تنساب من جسده تلك المادة العجيبة لتصنع من حوله بركة مريعة المنظر لها رائحة لا توصف .. لا يذكر من هو أو من أين أتى ؟ .. فقط يعرف أن عليه التعايش .. تطلع الى المكان من حوله بإضاءته الخافتة التى أضفت جواً رهيباً .. كانت الأرض ملساء لامعة حتى الجدران بدت من نفس المادة العجيبة مما أشعل فضوله .. حاول النهوض ليكتشف أن كل عضلة فى جسده تئن إرهاقاً .. قد كانت عملية التجسد عسيرة بحق .. هنا تنبهت حواسه كلها دفعة واحدة على صوت الخطوات القادمة و .. أحدهم يفتح باب الغرفة .. أسرع فى حركة لا تصدق ليلتصق بالسقف .. حدق فى القادم .. كان كائناً صغير الحجم .. بدا وكأنه يغسل يده فى ما يشبه إناءاً يندفع إليه الماء من ماسورة ملتوية .. ما هى إلا ثوان و أسرع الكائن الصغير يندفع خارجاً .. سكن فى مكانه لحظات ثم هبط إلى الأرضية مرة أخرى .. كانت رهبته تتقلص كل لحظة ليحل محلها شعوراً عاتياً بالثقة .. هنا لاحظ أن جزءاً من الجدار يعكس صورته اقترب رويداً رويدا .. لم يكن يع ِ معنى للجمال أو القبح لذلك لم يثيره الأمر كثيراً .. ******* توقف الجد عن السرد ورشف رشفة من قدح الكاكاو الساخن .. كان يستمتع بمراقبتهم مرتاعين أمامه وقد انكمشوا على الأريكة .. قطع أفكاره صوتهم يصيحون فى نفس واحد : ( أكمل .. أكمل ) فدعاهم للصمت بإشارة من يده وأكمل .. ******* هنا شعر بسيف الجوع يمزق أحشاءه .. عليه أن يجد طعاماً مهما كان الثمن .. سمع صوت الضحكات بالخارج فسار كالضوارى على أربع الى خارج الغرفة .. خطوات ثابتة متئدة كمن يعرف ما يفعله الى أن رآهم .. ثلاثة بدوا متشابهى الحجم يتقاذفون جسماً مستديراً .. و الأهم أنهم يصلحون كغذاء ... كان عقله يعمل بلا توقف .. كل لحظة تمر يتعلم شيئاً جديداً و الأخطر أن كل ثانية قد تهدد حياته لو تصرف بطريقة خاطئة فالحذر هو اسم اللعبة .. لذا اختبأ تحت إحدى المناضد .. وانتظر .. غاب عن الوعى للحظات من فرط المجهود فهز رأسه محاولاً استعادة نشاطه .. لمعت أنيابه فى الظلام عندما اقتربت إحدى الكائنات الصغيرة من المنضدة .. انتصبت مخالبه تأهباً للهجوم و سال لعابه فى جشع مغرقاً الأرضية من تحته و ... و ابتعد الكائن الصغير بسرعة .. ضغط أسنانه فى حنق و جحظت عيناه فى غضب عارم .. الجوع يحرق أحشاءه فى قسوة و الوهن قد بلغ منه مبلغاً .. لو لم يتغذى الآن فهو هالك لا محالة .. ******* ابتسم الجد فى خبث عندما لاحظ أعينهم وقد جحظت ورشف آخر رشفة من القدح ليسمع صيحاتهم التى تدعوه لإكمال القصة .. صيحاتهم التى تعكس مدى انفعالهم زادت من نشوته أضعافاً و .. وأكمل ******* لاحظ أنهم يبتعدون الى نقطة ما .. فخرج فى رشاقة من مكمنه وتحرك فى بطء حذر الى تلك النقطة ..لاحظ للمرة الأولى وجود كائناً آخر .. بدا أكبر حجماً .. كان جالساً فى مواجهة الكائنات الصغيرة وقد أولاه ظهره .. اقترب ببطء .. شيئاً فشيئاً حتى صار خلفه تماما و .. ووقف منتصباً على اثنين .. بدا مهيباً .. مخيفاً .. صاح الجد فجأة : ( وأكلهم واحداً واحداً ) وغرق الجد فى موجة من الضحك عندما انتفض ثلاثتهم خائفين ، مسح عينيه الدامعتين من فرط الضحك ليلاحظ أنهم مازالوا جاحظى العيون متلاحقى الأنفاس .. ذكره منظرهم بالأرانب قبل الذبح .. حقاً لم يكن يدرى أن تأثير قصته عليهم سيصل الى هذا الحد .. إن أنصف لقال أنهم فى حالة صدمة .. هنا لاحظ أن عيونهم مركزة على نقطة ما خلفه .. استدار و .. ولكنه لم يكمل الإستدارة .. رصاصة اخترقت رأسه تاركة ثقباً قبيح المنظر تسيل منه الدماء بغزارة و صوت أجش يعقبها قائلاً : ( اتصرف مع العيال دى .. وتعالى نفتش الأوضة التانية ) ممدوح إبراهيم ياسين التعليق: القدرة على الكتابة متوفرة (رغم الأخطاء اللغوية) لكن النهاية تفتح أكثر مما تغلق مما يجعل النص أقرب إلى جزء من قصة رعب طويلة وليس قصة قصيرة أ. د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة ملحوظة ينشر الموقع القصص كما وردت من أصحابها، أي دون تدخل بالمراجعة، وذلك لأن الجوانب الإملائية واللغوية والتنسيقية يُعتد بها في تقييم النص. لذا وجب التنبيه، وشكرًا.