المشكلة إن جوزي كل اللي في باله هو التحويش وبس، ومش عاوز يفهم إن فيه أولويات زي اللبس والأكل.. هو بيقول ممكن آكل فول كل يوم عادي، واللبس آخر حاجة ممكن تيجي في باله. الموضوع ده نفس طبع باباه، ومامته فضلت مستحملة، ومافيش حاجة عندهم اسمها أكل كويس أو أجيب طاقم جديد، وهو طول عمره لبسه متواضع جداً هو وأخته.
هو بصراحة مش بخيل، ده حنين جداً؛ يعني مش بياكل حاجة مثلاً من غيري وكده.. هو بيقبض 300 جنيه، وبيقبض من شغلانة تانية 500؛ فيقول لي خدي 300 للبيت، و500 يودّيهم البنك! وإنتم عارفين إن 300 مش بتجيب حاجة خالص، وأنا مش متعودة على كده في بيت بابا؛ إحنا مش مسرفين؛ بس ناكل كويس ونلبس كويس ونخرج؛ لكن دلوقتي أنا وهو مش بنخرج علشان مانصرفش.
أنا مش عارفة إزاي أتكلم معاه بالراحة؟ وإزاي أفهّمه إن إحنا نصرف 500، ونعين 300؟
والله يا جماعة أنا بحبه، وكل كلمه كتبتها على عيني إني أقول كده عليه؛ بس أنا بجد تعبت.. وكمان ماينفعش أتكلم مع أهلي أو أهله في الحكاية دي لأني طالعة من بيت كرم وأصل، ومش ممكن أبداً أتكلم وأعمل قعدة علشان الفلوس.
عارفين؟ كل ما باروح عند بابا، يقول لي: إستني، عاوزك. ويطلّع فلوس من جيبه ويديني.. الوقفة دي صعبة عليّ أوي، وأنا واقفة كده ومستنية أبويا يديني ويقول لي: خدي دول.
أنا آسفة إني طوّلت عليكم؛ بس بجد مش لاقية حد أفضفض معاه، وكمان عاوزة أفهّمه إن لازم يكون فيه أولويات، ولازم نلبس كويس وناكل كويس، ولو اتكلمت معاه أنا متأكدة إنه هيقول لي: إنت مش حاسة بحاجة.. فهل أنا صحيح مش حاسة بحاجة؟ ولا دي حقوقي ولا إيه؟
R.N
أولاً أحب أن أحيّي فيكِ احترامك وحبك لزوجك، وعدم رغبتك في الإساءة إليه بالكلام؛ حتى ولو بينك وبين نفسك.. وأقدّر لكِ ذكرك لمحاسنه وعدم نسيانها بسبب العيب الذي تُعانينه منه، وتقديرك لظروف نشأته وتربيته.
فأنتِ -صديقتي العزيزة- نِعم المثل والقدوة لكل الزوجات اللاتي يتناسين ميزات أزواجهن؛ بمجرد أن تحدث مشكلة أو يختلفوا معاً في الرأي.
وأنا متأكدة أنكِ بما تتصفين به من نضج وحكمة وقدرة على التعامل مع الأمور ستتمكنين من اجتياز تلك المشكلة بنجاح؛ ولكن مع شيء من الصبر والثقة.
صديقتي العزيزة.. كما تقولين إن زوجك ليس بالرجل البخيل؛ لأن الإنسان البخيل يكون بخيلاً في كل شيء حتى في مشاعره، وما أشعره من كلامك أن زوجك شخص حنون لا يبخل عليكِ بمشاعره؛ وإلا ما كنتِ تتحدثين عنه الآن بكل هذا الحب برغم كل عيوبه.
ولهذا فأنا أعتقد أنه يستحقّ أن تبذلي معه بعض الجهد لتحصلي على نتيجة مُرضية لكي تعيشي حياتك معه في سعادة وهناء.
وهناك خطوات يمكنك أن تلجئي إليها لحل هذه المشكلة: 1- حاولي التحدث معه في المشكلة بكل جوانبها بطريقة مباشرة كما حكيتِها الآن، وحاولي أن توصلي له مدى الصعوبة التي تعانين منها لتوفير احتياجات البيت بهذا المبلغ الصغير، واقترحي عليه فكرة أن يجعل الجزء الأكبر من راتبه لصالح المنزل ومتطلباتكم، والجزء المتبقي يمكنه أن يدّخره لأنه لا عيب أبداً في أن يعمل زوجك على تأمين مستقلبكما.
2- تكلّمي معه في الموضوع من الناحية الدينية، وذكّريه بأن عليه أن يُنفق على بيته ويوفّر له كل ما يريد على حسب إمكانياته المتاحة؛ لأن هذا هو حقكم عليه؛ ما دام أنك لا تبالغين في طلباتك؛ فكما قال الله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
3- اتركي له مسئولية الصرف على البيت لفترة محددة، واكتبي له قائمة بكل الأشياء الضرورية التي يحتاجها البيت كل شهر والتكلفة المطلوبة؛ حتى يشعر أن ما تطلبينه من زيادة له سبب ضروري وليس من قبيل الإسراف أو البذخ.
4- آخر خطوة يمكنك أن تلجئي إليها هو أن تبحثي عن عمل مناسب لكِ لمساعدته على توفير نفقات البيت، ولِتُشعريه بأنك متحملة المسئولية معه؛ ولكن هذه الخطوة أنت لست مجبرة عليها، ولا يمكن أن يلومك أحد لو لم ترغبي في العمل.
كما أنك يمكنك أن تأخذي ما يكفيكِ من ماله دون علمه، إذا أتيح لكِ ذلك؛ ما دمت لم تأخذي إلا بالحق من دون زيادة أو إسراف؛ فعن عائشة رضي الله عنها، أن هنداً قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يُعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيّ؛ إلا ما أخذتُ من ماله بغير علمه؛ فهل عليّ في ذلك من جُناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك". ولا عيب أبداً في أن يساعدك أهلك ببعض المال؛ حتى تتمكني من العيش حياة كريمة مع زوجك دون أن تدخلي معه في صدام، إذا أصرّ هو على حرصه في المال. وفي النهاية، أتمنى لكِ حياة هادئة سعيدة مع زوجك، وأن يهديه الله لكِ.. وأطلب منك أن تصمدي وتصبري، واعتبري أن هذا الأمر هو ابتلاء من الله، ولا تنسي أن الزوجة الصابرة على زوجها لها أجر وثواب عظيم عند الله.