أنا جايبة لكم قصة عبرة لكل واحدة تدخل النت وماتعرفش إيه مستخبي لها ورا دخولها.. قبل أن أبدأ القصة، أنا عارفة ممكن تكون إيه ردودكم على كلامي؛ بس أنا مش كاتباها للردّ؛ أنا كاتباها للعبرة؛ عشان ماحدش يحصل له زي ما حصل لي. أنا سيدة أبلغ من العمر 28 عاماً، متزوجة ولديّ طفلان، حياتي من البداية فيها كتير من التشتت الأسري، زواجي كان بمثابة النجدة بالنسبة لي.. توقّعت أني لو تزوجت سيكون زوجي لي بمثابة الأب والأم والأخ والصديق. قبل ما نتزوج كنت حاسة إني بالنسبة له ملكة، وإنه بيحبني ومش قادر يستغنى عني.. بعد ما تزوجنا ابتدت المعاملة تتغير، وابتدى يمدّ إيده ويشتمني بأسوأ الألفاظ، وابتديت كل شوية ألاقي على تليفونه رسايل وأرقام ترنّ بأسماء رجال، وأكتشف بعدها إنهم ستات. المهم عملت مشاكل كتير ودخّلت أهله كتير، وهو مافيش فايدة.. المهم استسلمت للأمر الواقع لأني لم أجد أمامي حل تاني غير إني أستسلم، وسِبت الموضوع وقلت أربّي عيالي، ووقفت جنبه كتير جداً في كل حاجة في ظروفنا المادية، وفي كل شيء. وفي يوم اكتشفت إنه على علاقة بأعزّ صديقاتي.. في اليوم ده حسيت إني زي المجنونة، مش عارفة أعمل إيه، فضلت أصوّت؛ المشكلة إنها مش صاحبتي بس، هي جارتي كمان؛ يعني على طول هاشوفها.. ما بقيتش عارفة أعمل إيه.. وهو مد إيده عليّ لما عرف إني قلت لأهله، وأقسمت إني أذوّقه من نفس الكأس عشان يحسّ باللي عمله فيّ.. ماجاش في بالي -ولا لحظة- إني كنت بادمّر نفسي قبل ما أدمّره. ولإني كنت باخاف ربنا -ويعلم الله صدقي- وقد إيه مش حابّة أهين أبو عيالي وأدخّل حد من أهلي؛ عشان ماحدش ينظر لي نظرة مش كويسة؛ دخلت النت أدوّر على حد أفضفض معاه، وفي نفس الوقت أكون ردّيت له القلم بأني أكلم حدّ يشغلني عنه. المهم اتعرفت على رجل دكتور؛ يعني معاه أعلى الشهادات؛ اهتمّ بيّ، وإداني كل اللي أنا محتاجة له من اهتمام ورعاية، حسسني إني ملكة.. لم أكن أعلم أن وراء هذا الوجه لصّ محتال يستدرج النساء من النت، ويوقع بهم ما يُغضب الله، وبعد ما يزهق يهددهم بإنه صوّرهم، وإنه هيفضحهم بالصور والفيديو اللي مصوّرها ليهم.. عاوزة أقول لكم إنه شخص بجد أقذر مما كنت أتخيل، اللي ادّاه الشهادة ظلمه، حرامي كان بيسرقني وأنا معاه، ويبتزني بإنه هيعرّف أهلي وهيفضحني لو ما عملتش اللي هو عاوزه.. المشكلة الكبيرة إني طلبت الطلاق من زوجي ورفض بشدة، وأنا تأنيب الضمير هيجنّني، وحاسة إني ممكن أعمل حاجة في نفسي من كتر الضيق اللي أنا فيه. ربنا يعلم إن دي خطيئتي، وأنا أول مرة في حياتي أقف في موقف زي ده، وأنا مش بتاعة مشاكل، ولا باحب المشاكل، وأنا ما اعرفش إذا كان فعلاً صوّرني ولا لأ؛ بس هو بيهددني، وكمان جوزي دلوقتي لما بقيت مش معاه ولا مع البيت، بقى كويس معايا؛ بس بعد إيه؟ جاي دلوقتي يبقى كويس بعد ما ضيّعت نفسي؟! أنا الحمد لله باصلّي وباصوم؛ بس مش قادرة أسامح نفسي على اللي عملته.. نفسي أنتقم منه، حاسة إني ممكن أموّته بس ده إنسان ضميره ميت. أملي في ربنا كبير إنه ياخد لي حقي؛ بس أنا عندي سؤال: مافيش قانون يدافع عن الست اللي واحد ممكن يعمل معاها كده، ويجيب لها حقها؟ حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل. posy سيدتي، كان الأكرم لكِ من البداية أن تنفصلي عن زوجك فور اكتشافك خيانته لك؛ بل منذ بدأ يهينك ويتطاول عليكِ؛ لكن ما فعلتِه هو أنكِ وجّهتِ غضبكِ للاتجاه الخاطئ؛ مما أوقعكِ في خطأ بشع، يكاد يدمّر حياتكِ. فما فعلتِه هو ببساطة "خيانة زوجية".. نعم؛ فالخيانة لا تتطلب وجود علاقة جسدية؛ بل إن مجرد إقدام أحد طرفي الزواج على إقامة علاقة -ولو بالحديث مع طرف خارجي- دون علم وموافقة شريك حياته، هو من أعمال الخيانة. إن ما يعطينا أفضلية ويميّزنا عمّن يسيء إلينا، هو أنه هو الطرف المخطئ والمفتري، وهو من يُفترض أن يشعر بالعار؛ فإن ردّدنا خطأه بخطأ من جانبنا؛ فقد تنازلنا عن تلك الأفضلية وتساوينا معه؛ فكيف لم تفكري في ذلك؟ وكيف يتساوى رفضُكِ الإساءة لزوجكِ عند أهلك، مع إساءتكِ أنت إليه بتعرّفك على غيره والحديث معه من وراء ظهره؟ إن تصرفات بعض النساء عند التعرض لجرعة عالية من الأفعال المستفزة للغيرة، تؤكد لي يومياً صدق الحديث الشريف عن أن المرأة عند الغيرة لا تعرف أعلى الوادي من أسفله! بل وما يزيد موقفَكِ سوءاً، تبدّل موقف زوجكِ وعودته للسبيل القويم في معاملتك؛ حسبما فهمتُ من رسالتك. على أية حال، الموقف الآن يحتاج لتعامل عملي لمنع وقوع فضيحة لكِ من قِبَل هذا الوغد الذي أوقعْتِ نفسكِ في براثنه، أنا لا أعرف بالضبط لأي حدّ توغّلت علاقتكما؛ خاصة أنكِ تتحدثين -عفواً- عن صور؛ ولكن الموقف القانوني واحد على أية حال. سألتِني عن: إن كانت توجد حماية قانونية من أمثال هذا الحقير؟ والإجابة هي: نعم؛ بل وتوجد مواد رادعة وعقابية أيضاً.. فمجرد صدور فعل عنه، ولو كان مقروناً بتسجيلات أو صور، فيه تشهير بكِ أو نشر لمعلومات -بغضّ النظر عن صحتها- فيها تشويه لصورتك وتعريضك للازدراء في محيطك الاجتماعي؛ هو مما يتمّ تصنيفه تحت بند "جرائم القذف". وكلما كان استخدامه الخداع لتحقق ذلك متوفراً كانت العقوبة مُغلّظة؛ لأن قانون العقوبات المصري يُغلّظ العقوبة على الجريمة كلما كان تنفيذها سهلاً؛ فضلاً عن إمكانية تعرّضه للشطب من نقابة الأطباء؛ باعتباره قد قام بعمل مُخلّ بالشرف.. هذا فضلاً عن حقّ المتضرر في ملاحقة الجاني بالمطالبة بالتعويض المدني عن الأضرار المادية والمعنوية والأدبية. إذن ما عليكِ سوى مواجهته بقوة، وإخباره أنكِ تعلمين حقوقكِ، وأنكِ تستطيعين ملاحقته قضائياً؛ خاصة مع إمكانية تسجيل المحادثات أو الرسائل التي تضمّنت تهديده لكِ. أما عن زوجكِ فما دام أن حاله قد صلُح معكِ فلْتلتزمي تجاهه بما تلتزم به الزوجة الطيبة، ولْتصفحي عما سلف؛ شريطة ألا يعود لتكراره.. أما إن تكرّر منه ما كان يُسيئك؛ فما عليكِ إلا طلب الطلاق منه؛ لأنكِ -في رأيي- قد صبَرتِ بما فيه الكفاية. وبصراحة شديدة أقول لكِ: إن تربية أبنائكِ بين أبوين منفصلين، خيرٌ من نشأتهما وهما يريان مثلاً أخلاقياً سيئاً في الأب، ومثلاً للشخصية المُهانة في الأم. فكّري في كلامي.. ولْيوفّقكِ الله تعالى لما فيه الخير.