فاجأني كمّ الارتياح والأفراح التي عاشتها الجماهير، وهي ترى الأشقاء وشيخ الأندية التونسية، وهو يسقط وينهار أمام "أولاد العم" مازيمبي الكونغولي الذي يأتي لنا النيل من عندهم، ولكن هذه ليست شماتة. في الحقيقة هو شعور بأن المولى عزّ وجلّ رفع الظلم والغمّة بأن أذاق الآخر الذي كان يتهكّم ويُخبّئ الكرة، ويسقط على الأرض بدون أي سبب، ويتعدّى على اللاعبين في الملعب بالضرب والسباب؛ مرارة الهزيمة. إنه شعور بالخير؛ لأن الأشقاء سيتعلَّمون من الدرس، ويعرفون عن قُرب طعم مرارة الظلم التي شعر بها الأهلي وجماهيره الغفيرة.. فلعل وعسى أن يتعلَّم الأشقاء درس من "أولاد العم" حتى لا يفعلوا أو يفرحوا في المظلومين بعد ذلك! وأستأذنكم في إلقاء الضوء على كمّ الفرحة والارتياح من خلال مسامع ومشاهد وسطور في القنوات والإذاعات والصحف والمواقع المختلفة، والتي تُوضّح لنا كم الاندهاش من النتيجة غير المتوقّعة بالمرة. ففي قناة "الأهلي" طبعا كانت البداية لأن الأهلي أكثر مَن تذوّق المرارة.. قال المذيع: "الهزيمة التي مُنِي بها فريق الترجي التونسي على يد مضيفه مازيمبي الكونغولي، ما هي إلا العدالة الربانية لرد الظلم الذي تعرّض له فريق الأهلي من الفريق التونسي خلال مباراة الإياب، في الدور قبل النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا". وتهكّم المذيع على الحكم الغاني جوزيف لامبتي قائلاً: "حتى لو استعان فريق الترجي خلال مباراة الإياب بالحكم الغاني "الظالم" جوزيف لامبتي ووالده الذي تسبّب في إعادة مباراة مصر وزيمبابوي، لن يتمكّن مِن تعويض الهزيمة القاسية التي تلقّاها مِن مازيمبي". وفي التليفزيون المصري تحديداً في برنامج "مصر النهارده" قال المذيع: "إن ربّك لبالمرصاد، عدالة السماء حاضرة دائماً، والظلم لن يستمر، واللهم لا شماتة، النتيجة تعبّر عن مدى مرارة الظلم الذي قد يشعر به أي فريق". وفي شبكه تليفزيون "الحياة" قال المذيع إن النتيجة الثقيلة التي تلقّاها فريق الترجي، هي انعكاس لسمة العدالة الربانية لردّ الظلم الذي تعرّض له فريق الأهلي، في مباراة الإياب للدور نصف النهائي من البطولة الإفريقية من جانب الحكم الغاني ومسئولي الفريق التونسي. أما في إذاعة "الشباب والرياضة" قال أحد الضيوف في الفترة الصباحية معلّقاً على النتيجة: "النتيجة قاسية وثقيلة للغاية، خاصة أنها في مباراة نهائية لكبرى البطولات الإفريقية للأندية، النتيجة غريبة وغير متوقّعة في ظلّ المستويات المتقاربة بين الفريقين". وفي "روزاليوسف" خرجت الجريدة بعنوان: "مِن لامبتي لكوكو يا قلبي لا تحزن"، تلقّى فريق الترجي التونسي هزيمة قاسية بخماسية نظيفة على يد مضيفه مازيمبي الكونغولي، في ذهاب الدور النهائي لبطولة دوري أبطال إفريقيا في مباراة أدارها الحكم التوجولي "كوكو". ورصدت "روزاليوسف" كيف تلقّى لاعبو الأهلي أنباء هزيمة الترجي بفرح المظلوم الذي نجده ربه بعد الظلم ب15 يوما فقط؟ ونحن أيضاً ننتظر.. ماذا سيفعل الأشقاء بعد خمسة عشر يوما قادمة في مباراة العودة أمام مازيمبي حامل اللقب، لكن يبقى السؤال الآن:
هل "ارتحت" بعد خماسية مازيمبي في شباك الترجي؟!! طبعا هي دي العدالة لأ طبعاً دول أشقاء مش فارقة معايا