يستعد المخرج والممثل المخضرم كلينت إيستوود أشهر مَن قدّم أدوار رعاة البقر على الشاشة، للوقوف خلف الكاميرا لإخراج فيلمه الجديد Hoover الذي يتناول جوانب معقدة من شخصية مدير FBI "إدجار هوفر"، معربا عن استعداده للوقوف مجددا أمام الكاميرا برغم أعوامه الثمانين ما دام قد عُرض عليه عمل شيق. جاءت تصريحات "إيستوود" بمناسبة قرب إطلاق فيلمه الأخير Hereafter والذي يتناول القدرات الخاصة لبعض الأشخاص للتواصل مع العالم الآخر والأموات، مؤكدا أن فيلمه القادم سيكون "عملا غير عادي"؛ لأنه يتناول جوانب غير عادية في حياة شخصية حقيقية، عرفها في شبابه، ويريد أن يعرض وجهة نظره فيها بعد أن وصل إلى هذه المرحلة. يذكر أن "إدجار هوفر" بدأ العمل في FBI في سنّ العشرين وقام بأعمال مدهشة، وأشياء أخرى لم تكن كذلك. يُشار إلى أن آخر أدوار "إيستوود" على الشاشة كانت في فيلم Gran Torino عام 2008 وناقش قضايا التعايش والعنصرية بين أبناء الجاليات المختلفة في الولاياتالمتحدة، ومع ذلك لا يفكر النجم الكبير في الاعتزال، بالرغم من اعترافه أن الفكرة تراوده منذ سنوات. وأصبح "إيستوود" رمزا لأفلام الغرب الأمريكي بالصورة التقليدية "للكاو بوي" منذ أعماله الأولى في المسلسل التليفزيوني Rawhide أو ثلاثية أفلام Spaghetti Western وهو مصطلح يشير لمجموعة من أفلام الغرب الأمريكي أخرجها عدد من المخرجين الإيطاليين، التي لعب بطولتها والتي دفعت به نحو النجومية في منتصف الستينيات من القرن الماضي. وتميزت هذه الأفلام التي تنتج في إيطاليا، بالرغم من أنها تتناول الغرب الأمريكي، بانخفاض الميزانية والأجر، لذلك عزف عنها كثير من نجوم هوليوود في ذلك الوقت. وكان من الممكن أن يواصل في أدوار أفلام الغرب الأمريكي، ولكنه اتجه للتنويع مع الاحتفاظ بالشخصية الهادئة ذات النظرة الثاقبة وأيضا للإخراج والإنتاج. وكانت بدايته كمخرج بفيلم Play Misty for Me ثم قدّم أعمالا مثل Unforgiven والذي حاز عنه جائزة الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل فيلم عام 1992 في أول تعاون له مع مورجان فريمان. ثم عاد بعدها ب12 عاما ليحصد أكبر عدد من جوائز الأوسكار عام 2005 عن فيلمه Million Dollar Baby، حيث يروي قصة مدرب ملاكمة يمتاز بالقسوة، ويقع في غرام متدربة لديه، ويضطر لمواجهة شعوره. ويمتلك "إيستوود" الذي ولد لأبوين عاملين بأحد المصانع في كاليفورنيا، من الأبناء خمسة من سبعة زيجات، ويرى محبو الفن السابع أنه من الصعب تكرار نموذج "إيستوود" من جديد بكل ما يمتاز به من إبداع وتنوّع. عن وكالة الأنباء الإسبانية