استضافت مكتبة "أ" بمصر الجديدة أمس (الثلاثاء)، الكاتبة الصحفية والأديبة "نوال مصطفى" -رئيس تحرير كتاب اليوم- لمناقشة روايتها الجديدة "الزمن الأخير" في طبعتها الثانية؛ إذ نفدت الأولى في شهرين، وهو زمن استثنائي حسب قول الناشر "محمد رشاد"، رئيس اتحاد الناشرين المصرين، وصاحب "الدار المصرية اللبنانية" التي قامت بنشر الرواية. بدأ اللقاء بعرض فيلم صغير عن الكاتبة، واستتبعه نقاش مطوّل حول الرواية.. أدار الندوة "عماد العادلي" -المسئول الثقافي بالمكتبة- الذي بدأ حديثه بالثناء على الكاتبة وروايتها ذات اللغة الأنثوية الشفيفة البسيطة سرداً وحواراً, والتي احتشدت بالأفكار والرؤى والتفاصيل الإنسانية الحميمة؛ فالرواية ترصد تحوّلات مصيرية في حياة أبطالها, كما ترصد تناقضات الإنسان وارتحالاته بين القوة والضعف, بين الحب والكره, بين الفرح والحزن, الإنسان عمقاً وليس سطحاً, الإنسان جوهراً وليس مظهراً؛ فالإنسان الحقيقي دون قشرة هو الهدف الذي يسعى الأدب الأصيل للوصول إليه. وفي مداخلته أكّد الشاعر الكبير "أحمد الشهاوي" احتفاءه الشخصي بالعمل, كما أثنى على اللغة المستخدمة التي تفيض رقة وعذوبة؛ بل وشعرية؛ إلا أنه عاب على الكاتبة إهداءها العمل إلى أمها دون تسميتها؛ حيث تقول "إلى أمي"؛ مؤكداً أن ثقافة الامتناع عن قول أسماء الأمهات هي ثقافة مصرية أصيلة يجب التخلّص منها؛ إلا أن الكاتبة أكّدت أنها لم يخطر ببالها أبداً أن تمتنع عن ذكر الاسم؛ إلا أن ذلك يفتح دلالة الإهداء, كما أنه من دواعي الاقتضاب في العمل الروائي. اعترض "يوسف القعيد" على تحويل حفلات التوقيع إلى ما يشبه الصالونات الأدبية أما الكاتب الكبير "يوسف القعيد"؛ فقد بدأ مداخلته بالاعتراض على تحويل حفلات التوقيع إلى ما يشبه الصالونات الأدبية, والحلقات النقدية, التي تُزعج الجمهور أكثر مما تمتعه؛ إلا أن المسئول الثقافي بالمكتبة أكّد له حرصه على ذلك الشكل التفاعلي بين الجمهور والمبدع بشكل لطيف لا يفقد حيويته؛ لأن الكاتب لا يروّج كتباً؛ ولكنه يروّج أفكاراً. ومن ناحية أخرى اعتذر الأديب الكبير على عدم قراءته للرواية؛ إلا أنه على ثقة بخطوات الكاتبة الراسخة في الكتابة الأدبية والصحفية معاً, كما أكّد أن الصحافة هي أكثر المهن مناسبة للأديب؛ لأنها تُلهمه الكثير من الموضوعات, وتجعله على صلة دائمة ومستمرة بالناس والحياة والأحداث. أما الكاتب الكبير الدكتور "أحمد الخميسي"؛ فأكد أنه يقرأ للكاتبة منذ روايتها الأولى "الفخ", وأنه يلمح في صوتها استثناءاً وتفرّداً تتميز به عن غيرها؛ حيث تتمتع بأسلوب خلاب ورؤية سردية مستنيرة. "فاطمة ناعوت": الانحياز لنوال مصطفى هو انحياز للجمال أما الشاعرة والمترجمة "فاطمة ناعوت"؛ فقد أكّدت في البداية انحيازها للجمال, والانحياز ل"نوال مصطفى" هو انحياز للجمال؛ فهي جميلة على كل الأصعدة؛ جميلة الداخل والخارج, كما أكّدت أيضاً انحيازها للأنثى وللكتابات الأنثوية التي تفيض عذوبة.. وهنا تدخّل "عماد العادلي"؛ مؤكداً أن الانحياز للأنثى هو انحياز للحياة, والانحياز للكتابة الأنثوية, هو بالفعل انحياز للجمال, وأنه يشارك الأستاذة "فاطمة ناعوت" انحيازها للأنثى؛ مؤكداً أن الثقافة أنثى. أما السيناريست الكبير "عاطف بشاي" -الذي قام بتحويل كتاب "نوال مصطفى" عن "مي زيادة" إلى سيناريو لا يزال حبيساً في أدراج وزارة الثقافة على حد قوله- فقد بدأ كلامه بالاعتذار عن عدم تمكّنه من قراءة الرواية؛ إلا أنه قد قرأ كل أعمال "نوال مصطفى" تقريباً, التي تحتفي فيها جميعاً بإنسانية الإنسان, في لغة بسيطة هي أقرب لقلوب وعقول الناس, دون تقعّر أو مغالاة، ثم قام بعد ذلك العديد من جمهور الحضور بطرح أسئلتهم, التي حرصت على أن تجاوب عليها جميعاً, ثم اختتمت اليوم بقراءة مقطع من روايتها. "الزمن الأخير" لنوال مصطفى في مكتبة "أ" * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: