تتواتر الأخبار والتقارير الواحد تلو الآخر عن حتمية ضرب إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية، ومدى ردّ الفعل الإيراني على إسرائيل والقوات الأمريكية في دول الخليج، وخاصة في العراق. بيد أنه من الأخبار والتقارير الأخيرة والجديدة والتي ربما تشير إلى وضع لبنة جديدة في مسلسل الحرب الأمريكية الإسرائيلية على إيران، وتتعلق بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكيةالجديدة لإسرائيل من العراق عبر الأردن، بعد انتهاء مهامّ القوات الأمريكية -على الورق- في العراق، وبقاء عدد محدود في قواعد عسكرية تتوزع وتنتشر بطول الأراضي العراقية، لتدخل هذه المعدات الحديثة والمتطورة مخازن الجيش الإسرائيلي، بل اشتركت بعض هذه القوات الأمريكية في إحدى المناورات الإسرائيلية التي أجريت مطلع الشهر الماضي. ذكرت شبكة ديبكا الإسرائيلية في تقرير مطوّل لها معلومات خطيرة وجديدة ربما تنفرد بها، وتقضي بنقل الإدارة الأمريكية كميات كبيرة من القوات والأسلحة الأمريكية التي كانت موجودة في العراق إلى إسرائيل، عبر ميناء العقبة الأردني وعبر الجسور الأردنية فوق نهر الأردن، مباشرة بواسطة سلاح المهندسين الأردني، لتوضع في المخازن الأمريكية الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بعد مخازن الولاياتالمتحدةالأمريكية الأولى بجنوب الكويت. وزعمت الشبكة قريبة الصلة من جهاز الموساد الإسرائيلي يوم الحادي والعشرين من الشهر الجاري، أن حركة حماس حاولت ضرب قافلة من تلك المعدات الأمريكية وهي في طريقها إلى إسرائيل أثناء مرورها من ميناء العقبة الأردني في الثالث من شهر أغسطس الماضي، حينما أطلقت بعض الصواريخ على القافلة دون وقوع خسائر في الأرواح والمعدّات، وهي المعدّات التي من المفترض أن تذهب إلى دول الخليج العربي أو أفغانستان أو على الأقل تعود إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكنها ذهبت مباشرة إلى إسرائيل، وكان على متن تلك الشاحنات الأمريكية المئات من الجنود الأمريكيين، ومثلهم من الجنود الإسرائيليين؛ للتنسيق فيما يمكن الاستفادة به من المعدّات الأمريكية في إسرائيل كعمل مستقبلي مشترك. تشمل المعدات الأمريكية التي حُملت على شاحنات أمريكية كبيرة، معدات من مختلف الأنواع والأحجام، من بينها دبابات ومجنزرات وآليات عسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وقطع الغيار ووحدات هندسية كاملة، وسيارات إسعاف، وحاملات جنود، وبعض هذه المعدّات سبق واشترك في مناورة كبيرة للجيش الإسرائيلي في الفترة من التاسع وحتى الثاني عشر من شهر أغسطس الماضي، في هضبة الجولان السورية المحتلة، والجليل، ومنطقة الحدود الإسرائيلية مع كل من سوريا ولبنان، كاختبار لمدى قوة وجاهزية هذه المعدات الأمريكية. بيد أنه كانت نية الولاياتالمتحدةالأمريكية في الماضي عدم الانجرار إلى الوقوع في حرب مع إيران؛ تخوّفا من الإجهاز على القوات والمعدّات الأمريكية في العراق -وها هي في إسرائيل- والانتظار إلى ما ستسفر عنه المباحثات الأمريكيةالإيرانية المشتركة، وكذا المحادثات الإيرانية مع دول 5 + 1 الأوروبية. ومع فشل هذه المباحثات ودخول المفاعل النووي الإيراني حيز التنفيذ هل يمكن للولايات المتحدةالأمريكية وإسرائيل القيام بضربة جوية مشتركة للبرنامج النووي الإيراني قريبا؟