أنا على مشارف الطلاق ومش عارفة أعمل إيه.. أبلغ من العمر 26 عاماً، ومتزوجة ولديّ طفل، وعلى خلاف دائم مع زوجي، وأقيم عند والدي منذ أكثر من سنة، وبيني وبين زوجي مشكلات كثيرة وقضايا وخلافات؛ انتهت بأنني أخذت منقولاتي. هو دلوقتي عايز يرجّعني؛ بس هو بخيل جداً.. المشكلة إني كنت مخطوبة من أحد أقاربي قبل زواجي؛ وأنا لسه بحبه، وهو كمان؛ بس هو خطب وهيتجوز علشان العيلة بس؛ لكن هو مش حابب خطيبته، وهم مش موافقين إنه يتجوزني.
إحنا بنحب بعض حب جنوني، أنا عارفة إني كده باخون جوزي؛ بس مش قادرة أسيطر على مشاعري.
وكمان زوجي لا يريد الرجوع إلا بشرط أن أتنازل عن كل حقوقي الشرعية.. كل اللي همّه الفلوس والمادة، ما فيش مشاعر، تاركني لوحدي أنا وابني بدون سؤال ولا مصاريف، وأهلي هم المتكفلين بكل شيء.
أنا نفسي أرجع علشان ابني والبيت والأسرة، مش عايزة ابني يتربى مع غير أبوه، وفي نفس الوقت زوجي يدوس عليّ جامد بتنازلي عن تلك الحقوق لأنه حق ابني؛ مع العلم إني مش هاممني الفلوس والله، ورافعة خلع.
ونفسي أرجع علشان كمان مشاعر الحب القديم المسيطرة عليّ تنتهي؛ مع العلم إن وأنا مع زوجي عمري ما فكّرت أكلم خطيبي السابق؛ بس لما دخلت في المشكلات ما لقيتش غير خطيبي السابق اللي أكلّمه، ومش قادرة أمنع نفسي إني أكلّمه وأفضفض معاه لأني كلما توجّهت إلى زوجي صدّني، ومش عايز يرجع غير بشروطه.. وأنا جرّبت معاه أكثر من مرة؛ ولكنه رافض من غير شروط.
مش عارفة أعمل إيه، وحاسة إني مطمع لكتير من الرجالة؛ يعني في المحكمة لما باروح أسأل على ورق، ألف عين وعين بتبص لي، وكتير طلبوا مني أشياء لا تُذكر مقابل إنهم يخلّصوا لي الورق؛ بس أنا طبعاً باصدّ كل دول.
أنا زهقت، مش لاقية اهتمام من حدّ، واهتمام الأهل مش كافي، أنا عايزة أعرف أكمّل حياتي إزاي.. هل أستمرّ مع زوجي مع شرط أن أتنازل عن كل حقوقي (قايمة ونفقة وغيره)؟ ولا أستمر في الخلع؟ أرجو مساعدتي.
b
" زوجي بخيل.. تاركني أنا وابنه عند بابا بدون مصاريف.. وبينّا قضايا ومحاكم.." دائماً تبدأ أول خطوة من خطوات الشيطان هكذا لهدم البيوت.. أنت تتهميه بالبخل وعدم الإنفاق عليك؛ برغم أنني أكاد أجزم أنك خرجت من بيتك بإرادتك ورغماً عنه ودون إذن أو إنذار منك له بذلك.
ثم راجعي نفسك، ستجدين قولك "على خلاف دائم مع زوجي"؛ دليل على وقوفك أمامه كندٍّ وكعدوٍّ وكمحاسب على أخطائه أمام عينيك طول الوقت، ثم دخلت ساحات المحاكم ظنًّا منك أنه سيدفع الثمن غالياً.
وفي هذا الوقت يبدأ الشيطان يلعب لعبته الأخرى.. "كلّمت خطيبي السابق.. بحبه وبيحبني بجنون.. مش قادرة أمنع نفسي عنه رغم إني عارفة إني باخون جوزي".. كلام تفوح منه رائحة الشيطان وأبخرة الكراهية، لا عطور الحب يا سيدتي.. هذا ليس حباً أبداً؛ الذي يأتي على جثث الابن والزوج والبيت.. هذا اسمه لعبة الشيطان باسم الشوق والحب والتفاهم.. هذا اسمه بدايات دخول جحيم الخيانة والبعد عن الحق.
أفيقي يا سيدتي؛ فإن خطيبك السابق -كما تقولين- سيتزوج غيرك، ولن يكون لك في حلال؛ غير أنه كأي بشر باسم الحب قد يقع معك في الحرام -لا قدر الله- وقد يدفعك جنونك وشوقك وغريزتك لهلاك ما بعده هلاك.. أفيقي واستعيذي بالله؛ فهذا ليس حباً أبداً؛ هذا عبودية للعاطفة المغلوطة واستدراج لبئر الخيانة.
واجهي أخطاءك وصحّحي نفسك قبل أن تطلبي من زوجك أن يُصلح نفسه، واقطعي علاقتك بهذا الشاب فوراً، ولا ترضي لنفسك الخيانة والضياع.. عودي لزوجك أياً كانت شروطه.. تنازلي عن كل شيء إن كان يرضيه هذا؛ من أجل نفسك وولدك، واستشهدي الله عليه وكفى بالله شهيداً بينك وبينه.
طمئنيه على أنك لن تذهبي به للمحاكم مرة أخرى، وإياك أن تقولي "هذا حق ابني"؛ فهذا كذب وافتراء عليه؛ فحق ابنك ليس في ميراث هدم بيتك وبيته، حق ابنك في حياة محترمة هادئة نقية بين أب وأم.
بيعي الخشب الذي يمثّله قائمة المنقولات، والتراب الذي يمثله المؤخر، واشتري بيتك وابنك؛ فإن فعلتِ سيكون الله معك ولن يخذلك أبداً.
فإن خفتِ أن يظلمك، تذكّري من هو وكيلك وكفيلك وضمينك؛ إنه الله الواحد القهار الحَكَم العدل، القادر على أن يعوّضك عن كل شيء في لمح البصر.
أفيقي وعودي لبيتك، وابدئي من جديد لصالح ولدك وزوجك.. وأخبرينا بما توصلت إليه فنحن نهتمّ لأمرك.