أعرب المخرج داوود عبد السيد عن سعادته الكبيرة لاختيار لجنة "الأوسكار" فيلمه "رسائل البحر" ليكون الفيلم الذي يمثّل مصر في دورة مهرجان الأوسكار العالمي بالولاياتالمتحدةالأمريكية لعام 2010، مشيراً إلى أن الدعائم الأساسية للفيلم من سيناريو جيّد وإنتاج محترم وإبداع القائمين عليه من فنيين وممثلين موهوبين، هي مَن رجّحت هذا الاختيار الذي جاء بإجماع الآراء من قِبل اللجنة. وكانت لجنة "الأوسكار" المستقلّة المُشَكّلة بقرار من فاروق حسني -وزير الثقافة- قد اتفقت بالإجماع على اختيار فيلم "رسائل البحر" للمخرج داوود عبد السيد، ليُمثّل مصر في مهرجان أوسكار الفيلم الأجنبي.. حيث ترأس اللجنة الكاتب والناقد "محمد سلماوي"، وضمّت في عضويتها نخبة متنوّعة مِن كبار الفنانين والسينمائيين والكتّاب والنقاد؛ وهم: محمود ياسين، ليلى علوي، محمود قابيل، المخرج الدكتور سمير سيف، المخرجة إيناس الدغيدي، الناقد الدكتور رفيق الصبان، الكاتب لويس جريس، والناقد السينارست أحمد صالح. وقال البيان الصادر عن إدارة مهرجان القاهرة السينمائي: "إن اللجنة شاهدت 24 فيلماً للاختيار منها، كان أبرزها فيلم "عسل إسود" للمخرج خالد مرعي، و"الديلر" لأحمد صالح، و"رسائل البحر" لداوود عبد السيد، و"كلّمني شكراً" لخالد يوسف، و"أولاد العم" للمخرج شريف عرفة". وأشار البيان إلى أن فيلم "رسائل البحر" كان قد حصل مؤخراً على جائزة وزارة الإعلام من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط في دورته ال26. أما الشروط التي يتم اختيار الفيلم المرشّح على أساسها للمنافسة على جائزة الأوسكار للفيلم الأجنبي، فهي أن يكون الفيلم طويلاً، وأن يكون تم إنتاجه خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن يكون الحوار فيه ناطقاً بغير اللغة الإنجليزية. كما يشترط أن يكون الفيلم قد عُرِض لأوّل مرة في الدولة التي تُقدّمه خلال الفترة من أول أكتوبر 2009 وحتى 30 سبتمبر 2010، وأن يكون قد تم عرضه للجمهور بنسخة 35 مللي أو 70 مللي، لمدة لا تقل عن 7 أيام متوالية في عرض تجاري، كما يجب أن تشهد الدولة التي تُقدِّم الفيلم أن صنّاعه من المواهب الخلّاقة، وللأكاديمية القرار الأخير فيما يتعلّق بقبول أو رفض الفيلم. تدور أحداث فيلم "رسائل البحر" حول "يحيى" وهو طبيب شاب يُعاني اضطرابات في النطق تُعرّضه لسخرية أصدقائه في العمل، فيترك مهنته، ويُقرر الذهاب إلى مدينة الإسكندرية الساحلية بدون هدف محدد، وخلال ذلك يلتقي بنماذج بشرية لكل منها قصة مختلفة. وقد استغرق تصوير الفيلم 8 أسابيع؛ منها 5 أسابيع بالإسكندرية، وباقي الأيام ما بين مدينة 6 أكتوبر واستوديو مصر. ومن المواقف الخاصة بإنتاج الفيلم أنه كان مرشّحاً للقيام ببطولة "رسائل البحر" النجم الراحل أحمد زكي، إلى أن استقر الفيلم عند النجم الشاب آسر ياسين. وكان البعض يريد أن يتم ترشيح فيلم "المسافر" للفنان العالمي عمر الشريف بدلاً من "رسائل البحر"، إلا أن "المسافر" لم يُعرض للجمهور حتى الآن، وهو ما يُخالف لوائح الاشتراك بالمسابقة الأمريكية. ومن المعروف أن المخرج داوود عبد السلام داوود من مواليد القاهرة في 23 نوفمبر 1946، وحصل على بكالوريوس إخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967، وبدأ العمل كمساعد مخرج في بعض الأفلام أهمها: "الأرض" ليوسف شاهين، و"الرجل الذي فَقَد ظله" لكمال الشيخ، و"أوهام الحب" لممدوح شكري، ثم بعد ذلك توقّف "عبد السلام" عن مزاولة هذا العمل، ولهذا السبب قرّر أن يحمل الكاميرا، وينطلق بها في شوارع القاهرة يرصد الحزن والألم في عيون الناس، ويصنع أفلاماً تسجيلية اجتماعية عنهم، ثم عاد مرة أخرى. ومن أشهر أفلامه: "سارق الفرح"، "مواطن ومخبر وحرامي"، "أرض الأحلام"، "الكيت كات"، "البحث عن سيد مرزوق"، "الصعاليك". عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرّف)