أرجو العناية بأمري وتفهمه؛ لأني حقاً حائرة؛ أنا زوجة منذ 5 سنوات، راعيت الله في بيتي وزوجي، وتمنيت ككل زوجة أن يكون لي طفل من زوجي الذي تزوّجته عن حُب، لكن الله لم يرِد حتى الآن، بذلت الكثير والكثير لكن دون جدوى. المشكلة الحقيقية ليست في هذا الأمر فلقد ارتضيت قضاء الله في ذلك؛ لأنه والحمد لله لا يوجد ما يعوق الإنجاب مني أو من زوجي، ولكنه قضاء الله وربما رحمته.
المشكلة الحقيقية في زوجي الذي أهملني بعد الزواج بشهور، كما أهمل كل شيء بحياته، فهو لا يصلي ولا يهتم بعمله، ومجال اهتمامه الوحيد هو إدمانه للكمبيوتر وألعابه التي يجد فيها نفسه، حاولت جاهدة لمدة 4 سنوات ونصف تغييره، لكنه لم يستجِب، فكّرت أن أنسحب من حياته نهائياً، لكني لم أستطِع العودة لمنزل أهلي، ومنذ أشهر قليلة تعرّفت على شاب عن طريق مكالمة هاتفية خطأ، وذكرت له أني متزوّجة، وطلبت منه كثيراً أن يبتعد عني، لكن دون جدوى ظلّ يلحّ في الاتصال بي، حتى أصبحنا أصدقاء، ثم توطدت الصداقة وأصبح يصف لي كيف سيكون اللقاء بيننا، وكلما يتحدّث عن ذلك أبتعد وأبتعد!! قاومته كثيراً ولم أسمح له بلقائي أبداً رغم إلحاحه الشديد، لا أرغب في أن أظلّ بحياته بهذا الشكل، أعرف أنني أخون زوجي بمحادثتي له، لكنني لا أستطيع مقاومته، فكلما رأيت رقمه يتصل بي أرتجف ولا أشعر بنفسي إلا وأنا أتحدّث إليه وأذوب من عذب الكلام الذي أُدرِك أنه مجرد كلام، لكني لا أعرف كيف أبتعد!!
لقد طلبت من زوجي كثيراً الاهتمام بي، وحاولت مشاركته في ألعابه التي يلعبها، لكن دون جدوى!! كما أنني هددته بالانفصال.. سألته إن كان صدر مني شيء، لكنه يبلغني دائماً بأنه يعشقني ولا يعرف لِمَا لا أشعر بذلك؟!! أرجوكم انصحوني فأنا إنسانة محترمة، لكني لا أعرف لما وصلت لما أنا فيه!! n
تذكّرني رسالتك يا عزيزتي بقوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، أتدرين لماذا؟ لأنه استطاع أن يستدرجك لفخ الوقوع في مستنقع الخيانة؛ بدءًا من اعتراضكِ الدفين على قدر الله في الإنجاب، ثم رفضك لسلوكيات زوجك، ثم انعطف بكِ ليضع يديك على عيوبه وأخطائه وعدم اهتمامه إلا باللهو، ليسقط من نظرك كزوج، ثم يستدرجك لفراغ عاطفي لا يمكن ملؤه في ظل ظروفك إلا في الحرام..
بدأها معك بعدم صلاة زوجكِ، واعتراضك على ذلك كمؤمنة، ليستدرجك إلى علاقة تليفونية آثمة مع شخص غريب عنك، وجعل لكلامه الحرام مفعول السحر حتى يوقع بك في الخطوة التالية، ولا تفيقين إلا على فراش الزنا -أعاذك الله منه- لتسقط كل أقنعة الحب وكلام الهوى، ولتشعري بحلاوة المعصية قليلاً لتبقى مرارتها مدى العمر.
لا مبرر لك فيما تفعلين يا عزيزتي.. فالأولاد هبة من الله، وكم من إنسان لم يهبه الله الأولاد؛ لأنهم سيرهقونه طغياناً وكفراً لو أتوا، ولنا في الطفل الذي قتله الخضر عليه السلام مثلاً لهذا.. وقد يؤخر الله الطلب ليختبر صبر الإنسان فإذا صبر عوّضه بخير مما يطلب..
أؤكّد أنه لا مبرر لك يا عزيزتي، وما الكلام الذي تسمعينه من هذا العاشق الكاذب سوى أحاديث الشيطان يريد أن يوقع بك، ولو استمر حديثه معك ستسمعين ما هو أجمل وأروع حتى تلتقي به على فراش الحرام لتسمعي ما هو أقذر وأفظع.. فأفيقي!!
أمامك حلان لا ثالث لهما... أن تطلبي الطلاق من هذا الرجل بشرف وأمانة، ولتعيشي حياتك كيفما ترتضين ويرتاح ضميرك..
أو أن تحترمي الرباط المقدّس بينك وبين زوجكِ، وتعملي على إصلاح ما بينكما، وترك هذا العاشق الكاذب فوراً..
أما أن تبحثي في زوجك عن ظل رجل.. وفي عشيقك عن مؤنس الوحدة ومفرج الهموم بكلمات الحب، فغداً سيفرج همّك بلمسات الحب وقبلات الحب والقبح الذي نطلق عليه حبًّا وما هو عن الشيطان ببعيد..
أفيقي يا عزيزتي قبل فوات الأوان وعليكِ أن تختاري..
واعلمي أن الله لا يرضيه ما أنتِ فيه ولا يرضاه للطيبين من عباده فاحسمي أمرك.. وأخبرينا بما توصّلتِ إليه؛ فنحن نهتم بشأنك.. وفقكِ الله،،،