في واحد من القرارات المهمة والخطيرة في مغزاها ومعناها للعرب والمسلمين، وللمرة الأولى في تاريخها، وكحلقة جديدة ومهمة في مسلسل سيبدأ عرضه قريبا وبقوة وهو مسلسل التطبيع، قرّرت وزارة التعليم الإسرائيلية تدريس اللغة العربية إجباريا للطلاب اليهود من الصف الخامس الابتدائي. أفاد الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "والا" الأسبوع الماضي أنه بهدف التواصل مع المواطنين العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلّة وتحسين العلاقات اليهودية العربية الإسلامية منها والمسيحية، قرّرت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية تدريس اللغة العربية بشكل إجباري لطلبة المرحلة الابتدائية من الصف الخامس، على أن يبدأ تطبيق ذلك مع العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في سبتمبر القادم، مؤكدًا أن تعليم اللغة العربية للإسرائيليين كان اختياريًا من الصف السابع فما فوقه، أي مع إمكانية استبدالها بلغات أخرى مثل الروسية والفرنسية والأمهرية. بيد أن وزارة التعليم الإسرائيلية أشارت إلى أن قرار تدريس اللغة العربية بالمدارس الإسرائيلية سيسري على مدارس مناطق الشمال ومدينة حيفا الساحلية فقط في البداية؛ حيث يتمركز أغلب السكان العرب والبالغ عددهم ما يقرب من مليون ونصف المليون نسمة، فيما أوضح الموقع الإلكتروني على صفحته الرئيسية ارتفاع عدد طلبة الثانوية العامة الإسرائيلية الذين اختاروا اللغة العربية لغة أجنبية ثانية؛ وبحسب قولهم فهم يهتمون بدراسة العالمين العربي والإسلامي.
وتعتقد إسرائيل أن تدريسها للغة العربية في مدارسها يهدف إلى التواصل مع العالمين العربي والإسلامي، وأنه سيعود عليها بتحسين العلاقات اليهودية العربية؛ خاصة بعد أن قررت الولاياتالمتحدةالأمريكية تجنيد من يُتقنون اللغة الفارسية والعربية بين صفوف جيشها، وبعد إجراء حوارات غربية وخاصة أمريكية وبريطانية مع ممثلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وكذا "حزب الله" اللبناني أيضا، وطلب بعضهم دمج "حماس" وحركات المقاومة الفلسطينية في السلطة الوطنية الفلسطينية، وإدارة حوار مباشر ومفتوح بين الغرب من جهة و"حماس" و"حزب الله" من جهة.
فهل يعدّ تدريس إسرائيل للغة العربية حلقة جديدة في مسلسل التطبيع أم للتقارب مع العالمين العربي والإسلامي؟