سنة أولى قصة.. باب جديد ينضم إلى ورشة "بص وطل" للقصة القصيرة سننشر فيه بالتتابع القصص التي تعدّ المحاولات الأولى للكتّاب في كتابة القصة البسيطة. تلك الكتابات التي لا تنتمي لفن القصة القصيرة بقدر ما تعد محاولات بدائية للكتابة.. سننشرها مع تعليق د. سيد البحراوي حتى تتعرّف على تلك المحاولات وتضع يدك على أخطائها.. وننتظر منك أن تُشارك أصحاب تلك المحاولات بالتعليق على قصصهم بإضافة ملاحظات إضافية حتى تتحقق الاستفادة الكاملة لك ولصاحب أو صاحبة القصّة.. "باب الدنيا" أدير المفتاح فى المزلاج,أدخل البيت الجديد الواسع الصامت الذى لا أعلم عنه شيئاً, كطفل وليد بدأ بكائه للتو وشقت صرخاته عنان السماء.. تصطف أمامى الغرف بجوار بعضها,أدخل الغرفة الأولى لأطالع وجه أمى والتى ما إن ترانى حتى تصيح فى لنزولى بدون إفطار,أمط شفتى فى حنق وأغادر الحجرة لأخرى ليطالعنى الوجه الكئيب لأستاذ سعيد مدرس اللغة العربية ,يشرح لى "نائب الفعل" أتابعه بدون إهتمام وأتجاوزه للغرفة الثالثة أجد فيها حازم صديقى,نتبادل السباب بالأم وأودعه ضاحكاً للغرفة الرابعة اللتى أرى فيها أمامى فتاة تضحك بتلقائية دون الحاجة لتصنع ذهبت إليها بدون خطة مسبقة, نظرت إلى عينيها, أدرت لها ظهرى وقلت أثناء ذهابى بصوت مرتجف كأنه معطل منذ سنوات:-أحبك.. توقفت أمام باب الغرفة الرابعة والباب ينغلق شيئاً فشيئاً,تدريجياً تبهت إبتسامتها الخجلة ويختفى الوجه بعد إغلاق الباب نهائياً,أسرعت إلى الغرفة الخامسة لأجدها تتحاشى النظر إلى,ذهبت إليها بلهفة لتباغتنى بصوت مختنق:-كل شئ قسمة ونصيب.. لم تمهلنى فرصة للرد بل أسرعت للمغادرة وأنا أتبعها للغرفة السادسة,بهدوء ترقد على سرير طبى,أمسك يدها وأجاهد لكبح دموعى,أهرب إلى الغرفة التالية حتى لا أسمع صوت الصفير المتواصل الذى يعلن توقف قلبها عن النبض,وإن لم يتوقف عن الحب.. فى الغرفة السابعة وجدت فتاة عارية ترقد على السرير,تدعونى ,أنقض عليها متناسياً الآمى, أطبق على شفتيها بعنف,أقبض على نهديها,أقتحم عالمها الخاص مستمتعاً بتأوتها.. أنهض منهكاً,أعدل ملابسى لأدخل غرفة أبى الجالس على كرسيه المتحرك ناظراً إلى النافذة غير عابئ بشئ,قبلت يده وخرجت.. أدخل الغرفة التاسعة لأجدها خاوية بلا أثاث بلا حوائط بلا حياة بلا ذكريات,فقط نافذة وحيدة تطل على الحديقة,أقترب منها أراهم جميعاً هناك,أمى تتحرك بأبى على كرسيه المتحرك,حازم يخاطب الحسناء العارية بينما إنزوت فتاتى جانبً تتدلى منها خراطيم العلاج,خرجت من الغرفة لأتنفس الصعداء وقد ذهب عنى كل همومى فى ذلك البيت,نظرت إلى الغرفة الأخيرة,درت بنظرى فى جميع الإتجاهات,أرى باب الشقة موارباً كأنه يدعونى للهروب,أذهب بخطى مترددة لأغلقة وبسرعة سلحفاة أعود إلى الغرفة التاسعة,أسمع صوت المدرس الصاخب صديقى يمارس عادته فى السب ,ضحكتها تمتزج مع صوت الصفير,تأوهات من بعدي وصوت الخواء يحتوينى مجدداَ,أدخل الغرفة العاشرة والأخيرة,أرقدعلى السرير الصغير,أود لو أنهض لأنظر من نافذة الغرفة الغاوية,ومن بعيد كان صوت الصفير أخر ما أسمعه قبل أن أسقط فى سباتِ دائم ماجد عبد الدايم التعليق: تصور جيد للحياة، لكنه جاء في مشاهد منفصلة ينقصها البناء الدرامي والنهاية لم تنجح في تحقيق الترابط لأنها تفتقد العمق الشعوري. وثمة أخطاء لغوية د. سيد البحراوي أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة