كنت في السابعة من عمري,اعيش مع امي....امي فقط,لم يكن لها أحدأَ سواي وأنا لم أعرف غيرها . في الليل أترك سريري واذهب إلي غرفتي ,أجدها جالسه علي الكرسي امام المرآه تنظر إلي صوره والدي المعلقه في اطارها وتضع وجهها في راحه يدها وتبكي قائله
لماذا تركتني وحدي؟؟ لماذا رحلت عني؟؟ ليتك يا حبيبي لم تتركني...
وتستمر في البكاء إلي أن تشعر بوجودي,فتنظر إليّ وأقول لها بطريقتي الطفولية - ماما انا خايف انا لوحدي... تأخذني في احضانها وتقبل جبيني قائله متخافش يا حبيبي انا جنبك بين ذراعيها....لم أعرف الخوف قط
في الصباح توقظني أمي وتضحك في وجهي وهي تدللني تحمل عني حقيبتي في ذهابي وإيابي للمدرسه,لم تدع شئ يتعبني او يؤلمني في حياتي ,لم اعرف معني الكاهل المثقل بالمتاعب والمرهق بالحمول لم اعرف بديلا عن الكره بين قدمي وكيس السندوتشات في يدي
عند رجوعي من المدرسه كنت أجد "عم عبده " جارنا العجوز يغسل سيارته القديمه وينظر إلي بوجهه المبتسم دائمأ قائلأ لامى - خلى بالك منه ده من ريحه الغالى فترد أمى مبتسمه - أنت هتوصينى على ابنى يا "عم عبده"
و عندما أعود اليها مجروح من لعب الكرة,كانت تبكى و تقبل يدى و تاخذنى بين أحضانها و تظل لساعات منهاره فى البكاء وهى تردد - أنت عايز تسبنى زى ما سبنى ابوك كل ما أفعله حينها هو ان اضع يدى على رأسها فى محاوله منى لطمأنتها
و فى يوم دخل "عم عبده" الفصل,و حدث المدرس بصوت منخفض,وجهه حزين علي غير عادته وعينيه تلمع بالدموع بعدها نادي المدرس علي اسمي وأمرني بأن احضر حقيبتي معي,لم افهم شئ أخذني "عم عبده" وخرجنا من باب المدرسه وكنت متعجبا فاليوم الدراسي لم ينتهي بعد ركبت سيارته العجوز ووصلنا إلي المستشفي ليخبرني بان سياره صدمت امي اثناء عودتها للبيت بعد ان اوصلتني إلي المدرسه وقفت امام غرفه كتب عليها "العنايه المركزه" ,خرج الطبيب من الغرفه وحدثه "عم عبده" بصوت منخفض حتي لا اسمع شئ, ولكن رأيت الطبيب يجيب بحركه من رأسه نافيه ثم قال لي بصوت رقيق -5 دقايق بس دخلت لاجد امي مدده علي الفراش ومتصل بجسدها جهاز يصدر صوت صفير متقطع فبكيت وقبلت يدها وأخدتها في احضاني وانهرت في البكاء وأنا اردد مثلها - انتي عايزه تسيبيني زي ما سابني بابا؟؟ كل ما فعلته حينها أن وضعت يده علي رأسي في محاوله منها لتطمأنني وضحكت في وجهي وأطلق الجهاز صوت صفير متصل
وفي الليل دخلت غرفه امي وجلست علي الكرسي ووضعت صوره امي بجوار صوره ابي في اطار المرآه ونظرت إليهما ووضعت وجهي في راحه يدي وبكيت وانا اردد لماذا تركتيني وحدي ؟؟ لماذا رحلتي عني؟؟ ليتكي يا امي لم تتركيني...
وبكيت وعندها لم افكر سوا في المتاعب التي ستقابلني والتي ستيدأ بحقيبه المدرسه التي لم احملها في يوم من الايام ارجوكِ يا امي ....لا تتركيني