إشراقة شمسك فاتنة يا أجمل نساء الأرض لولا عينيك ما كنت أبصر ولا أدرى كم من الأعوام من غيرك عشت توقظنى ضحكة شفتيك، تعزينى صورك ورائحتك فى كل ركن من أركان البيت بيدى هاتين تقبلت مواساة أهلى وأصدقائى، لكنهم لا يعرفون أنك مازلت تمرحين فى دمى فى قلبى.. مازلت تظللين بكلماتك الدافئة حياتى هذا الصباح استيقظت.. رأيت نورا يشرق برائحة عطرك يغرق الغرفة، ناديتك سلمى فرنت ضحكتك.. أقبلت على فاتحة ذراعيك لحضنى، قبلات ممزوجة بطلاوة صوتك العذب غمرتنى.. يا إلهى أهذا هو الحب أفرك عينى لأحضن فرحتى بسلمى، يستفزنى استسلام جسدها بين يدى، يدعونى ألا أرحمها، فالشوق للقائها يزيد.. أراقبها وهى تتدلل فى فراشها ترفع خصلات شعرها البنى الطويل من على عينيها، تخيرنى ماذا أحب ان آكل.. أطيل نظراتى إليها حتى تنتبه وتطلق ضحكتها الوديعة بين مسامعى، وتغمز بإحدى عينيها وتتركنى وتذهب لماذا يقولون إنها ماتت وهى معى بشحمها ولحمها.. استنشق هواء زفيرها ليصبح شهيقا، يتسرب لرئتى يبث فيهما الحياة أناديها أتحسس وجهها.. ملامحها.. أشد شعرها.. ألف يدى حول خصرها إنها حية.. سلمى مازالت حية!! سلمى مازالت حية.. ارتسمت على وجهها علامات استغراب وريبة، وبدأت تنظر لى نظرات لم أفهمها.. لم تنطق لم تقل لى ماذا أقول؟ حتى دخل على طفل صغير ارتمى فى حضنى، ظل يقبلنى بحرارة سنوات لم يرنى فيها، وصدمتنى جملته (يا حبيبى يابابا وحشتنى أوى) أسأل نفسى هل هذا ابنى؟ لكننى لا أذكر.. أنظر لتفاصيل الأشياء حولى.. أجدنى غريبا عنها.. ماهذه الصورة المعلقة على الحائط، لا يمكن أن أكون قد وافقت أن أضع صورة لامرأة عارية.. لون فراشى قاتم حوائط منزلى غير متناسقة حتى سلمى أنظر إليها، ألمح تغييرات فى حركاتها، أصبحت سريعة بعض الشىء هندامها فقد بريقه.. جسدها يبدو لى ممتلئا عن ذى قبل.. أسألها بحدة، لماذا قصصت شعرك وصبغته دون إذنى لم تكترث وترد أعنفها وأصرخ فيها، فتتركنى وتدخل المطبخ تنتفض الدماء تغلى فى عروقى، فأصوب قمة غضبتى وأقذفها فى يدى لأمسك بشعرها القصير، أجذبها منه حتى كدت أخلع رأسها أتعجب.. لم تصرخ لم تلق بشتائم النساء فى وجهى، اكتفت بدموع ساخنة انطلقت تعدو على خديها تحفر قسوتى أهزها بقوة أنطقى.. ماذا فعلت بنفسك، أنت لست سلمى التى أعرفها..أين سلمى حبيبتى وزوجتى؟ من هذا الطفل؟ لم تنطق لكن براءة عينيه الدامعتين قهرتنى.. وتسربت كلماته ضعيفة خجلة من بين شفتيه (أنا حسام يا بابا، ده ماما مايسة ما بتسمعش وما بتتكلمش) حسام.. مايسة!! أنا لا أعرفهما أنا لم أنجب.. أين سلمى؟ أطوف أرجاء البيت أبحث فى الأدراج عن خيط يربطنى بهؤلاء.. أجد صورا كثيرة وأنا أمسك (تلك المرأة) وأحتضن هذا الطفل (حسام) لا أتذكرهما.. لا أعرف حتى من أكون!! أحاول استجماع ذاكرتى أغمض عينى دقائق.. آخر شىء تحمله رأسى وسلمى بين يدى يقول الأطباء إنها ماتت ماتت بسببى.. عشت أنا وهى، ماتت بعد أن انقلبت السيارة بنا لا أذكر ماذا حدث بعدها يرن جرس الباب فتتسمر تلك المرأة التى تدعى أنها زوجتى، ويتكوم ابنها بين أحضانها فلا أجد مفرا من أن أفتح الباب إنها أمى.. أمى أنت، أمى صحيح طبعاً يا سمير يا ابنى أنا أمك.. أشرت لها على تلك السيدة وابنها وقلت لها لا أعرفهما اطلبى الشرطة لهما خرّت أمى على أقرب كرسى تنهمر دموعها.. تبتسم رغم الدموع التى أغرقت وجهها. حمداً لله على سلامتك سمير لقد استعدت ذاكرتك بعد سبع سنوات فقدت الأمل فى أن تعود إلىّ.. سمير ابنى الوحيد.. سلمى زوجتك ماتت بين يديك فلم تحتمل الصدمة مايسة هى زوجتك أيضاً وام ابنك الوحيد، تحملت كل هذيانك، أحبتك.. كانت تخشى هذه اللحظة يشتد الألم فى رأسى، تدور الأشياء من حولى تنقلب الدنيا أمامى فأستسلم لقدرى لكننى مازلت أبحث عن سلمى فى قلبى. للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا