ترجمة وتحرير: مروة سالم ولمياء يس أنتِ تطمحين لأن تعيشي أفضل حياة ممكنة لنفسك، أليس كذلك؟ وحتى تتمكني من تحقيق طموحك هذا، سيتطلب الأمر منك بذل قدر من الجهد من ناحيتك؛ لأن الصحة والسعادة لا تتحققان للفرد عن طريق الصدفة. لذلك حاولي تخصيص بعض الوقت والجهد لتطوير نفسك؛ فأنا أريدك أن تعيشي حياة جميلة وجريئة، وحتى تتمكني من أن تعيشي حياة بهذا الشكل سيتطلب الأمر منك بناء أساس سليم، مثل من يريد بناء برج مثلاً؛ فيجب عليه في البداية أن يبني له أساساً سليماً ومتيناً، وبالتالي لن تتمكني من بناء حياة كبيرة دون بعض الوعي الذاتي. أساس للوقوف عليه: على مدار الأسابيع الماضية تحدّثنا عن القِيَم التي تُساعد على خلق أساس لحياة سعيدة، وهي القيم التي تعلّمناها من الإمام الغزالي؛ فتحدّثنا عن أهمية الحكمة والشجاعة والتوازن. واليوم سنتحدث عن العدالة وكيفية أن تكوني منصفة، وأعتقد أنك عندما تضعين "كونك منصفة" في اعتبارك؛ خاصة عندما تتخذين الخيارات في حياتك، وإذا وضعنا جميعنا مبدأ الإنصاف في الاعتبار؛ فإن هذا سيشكل فارقاً كبيراً في مجتمعنا، ويجعله مجتمعاً أفضل. ما معنى أن أكون عادلة؟ من السهل جداً أن تريْ أن شخصاً ما ليس عادلاً في معاملتك؛ بينما من الصعب جداً أن نلاحظ أننا شخصياً لا نتعامل بعدل مع مَن حولنا! وإذا حاولنا تعريف الشخص العادل؛ نستطيع أن نقول ببساطة: إنه الشخص الذي يُعامل مَن حوله بعدل وإنصاف بغضّ النظر عن خلفيته عنهم. لكن على نطاق أوسع، إذا تمّ تطبيق هذه المعاملة المنصفة على جميع البشر، وشعر جميع الناس بأنهم يعامَلون بعدل وإنصاف؛ فستقلّ معدلات الجريمة والعنف في المجتمع.. ولكني أنا لا أطلب منك أن تعالجي قضايا المجتمع في الوقت الراهن؛ ولكني أطلب منك أن تبدئي في خلق مزيد من الإنصاف في حياتك الخاصة. هل تظلمين نفسكِ؟ وكما تعوّدنا كل أسبوع أن أدعوكِ لمعرفة نفسك بشكل أفضل، سأدعوكِ اليوم إلى القيام بالأمر نفسه، وهذا لأنك تستحقّين أن تصِلِي إلى هذه المعرفة، وأعلم أنك في أوقات عديدة تواجهين مشكلة في التعرّف على نفسك، وتركّزين عندئذٍ فقط على الأجزاء الأكثر سلبية في شخصيتك. وعلى النقيض، نجد بعضنا لا يكون منصفاً مع نفسه، ويتوقع أن يكون أكثر كمالاً؛ على عكس ما يتوقع للآخرين. كيف أكون عادلة مع نفسي؟ نحن -البشر- لدينا قدرة هائلة لنكون غير عادلين مع أنفسنا؛ ولكن بإمكانك أن تصبحي عادلة مع نفسك، ولديك فرصة أكبر للنجاح في الحياة إذا مارستِ بعض الاستراتيجيات التالية: 1- ابحثي عن الصداقة: نحن كائنات اجتماعية، ونحتاج دائماً لوجود الناس بجانبنا ليساعدونا على الإيمان بقيمتنا؛ لذلك حاولي أن تختاري أصدقاءك ورفاقك بعناية، وحاولي أن تحيطي نفسكِ بأناس يُظهرون لك الحب والدعم، وتجنّبي قضاء الكثير من الوقت مع أناس يُقلّلون من شأنك أو قدرك، ويُشعرونك بأنك لست ذات أهمية تذكر. 2- اغفري وتسامحي: عندما ترفضين أن تغفري وتنسيْ؛ فأنت بذلك تضيعين الكثير من طاقتك ووقتك الثمين.. فإذا جرحكِ أي شخص بأي طريقة، حاولي أن تغفري له حتى لو كانت لديك الفرصة لأخذ الثأر منه؛ فيمكنك أن تختاري بديلاً أرقى وأفضل، وهو أن توقفي شعورك بالاستياء والغضب، عندما تفكرين في أي شخص عاملك بسوء. وكما تُسامحين الآخرين؛ فيجب عليك مسامحة نفسك وعدم القسوة عليها؛ فإذا قمتِ بارتكاب خطأ ما؛ يجب أن تغفري لنفسك وتسامحيها؛ فأنتِ لست مثالية ولم تُخلقي لتكوني كذلك. فاغفري لنفسك، وتجاوزي عن أخطائك، وسيري للأمام. 3- كوني أنت: حاولي أن تتكلمي وتتصرفي بطريقة تتفق مع معتقداتك الخاصة؛ فأحياناً نحاول إرضاء الآخرين بأن نكون شخصاً آخر غير أنفسنا؛ لذلك كوني نفسك، وقولي ما تعنينه، واعني ما تقولينه؛ فأن تكوني على طبيعتك أفضل كثيراً من أن تكوني أي شخص غيرك. 4- تعاملي بكرم: أن تكوني سخيّة وكريمة؛ يعني مادياً أن تعطي شيئاً لشخص آخر، وقد يعني أيضاً أن تعطي من نفسك ومن وقتك؛ فالكرم يعني أن تعطي شيئاً ذا قيمة لشخص بطيب خاطر وبسعادة. عندما تختارين أن تكوني شخصية كريمة وسخية مع الآخرين؛ فإن هذا سيساعدك على التركيز على كل النعم التي أنعم الله بها عليك لتتشاركي فيها مع الآخرين؛ فهو أمر سيساعدك على الامتناع عن الغيبة، وألا تكوني شخصية مزعجة. 5- كوني لطيفة: أن تتعاملي بطيبة مع الآخرين، هي واحدة من أعظم العطايا التي تعطينها لنفسك وللآخرين أيضاً؛ حيث تستفيد كيمياء المخ حقاً من إعطاء الآخرين ابتسامة دافئة أو دعمًا. وأن تكوني طيبة مع نفسك، هو الأمر الذي يعني رعاية احتياجاتك الجسمانية، وتأكّدي من أنك تأكلين جيداً، وتحصلين على قسط وافر من النوم، ووازني بين العمل واللعب. لقراءة المقال باللغة الإنجليزية: اضغط هنا اقرأ أيضاً: اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي" اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": درس من أرض العجائب اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": اكتبي قصتك اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني امرأة حكيمة اكتشفي نفسك وطاقاتِك مع "وندي": كوني شجاعة وجميلة اكتشفي نفسك وطاقاتك مع "وندي": حققي التوازن في حياتك