أكد د. علي الدين هلال -أمين الإعلام بالحزب الوطني الديمقراطي- أن فتاوى الفضائيات حرب تجارية تحضّ على التعصب، وتلقي الضوء على كل ما هو مثير للمشاعر من أجل التوظيف الاقتصادي، وطالب بالاجتهاد فيما يصدر من فتاوى باعتبارها أحد أهم آليات تجديد الفكر الديني. وقال"هلال" في حديث لصحيفة "الأهرام المسائي" بعددها الصادر اليوم (الخميس): "الفكر الديني في مصر يحتاج إلى إعادة طرح المفاهيم والقيم التي تساعد على إقامة مجتمع متكامل قادر على تكريس معنى المواطنة الحقيقي". وأكد "هلال" أنه لا تجديد في الفكر الديني بدون تطوير الأزهر الذي يُعتبر الممثل الأهم للتيار الوسطي للإسلام وعودة دوره في المجتمع واستعادة هويته وتفرغ مؤسساته التعليمية للعلوم الشرعية. وأشار "هلال" إلى حاجة الفكر الديني في مصر لإعادة تفسير النصوص وإسقاط أحكام القرآن الثابتة على وقائع الحياة المتغيرة، والتخلص من الأساطير والخرافات التي ترسّخت في أذهان الناس باعتبارها من الدين. وأشار إلى أن بعض الفضائيات يحضّ على التعصب، والقليل منها يخاطب العقل، وأكثرها يحضّ على الكراهية والتمييز بين الأديان وحتى بين المذاهب. وفي محاولة للتصدي لفتاوى الفضائيات، خصصت دار الإفتاء المصرية خطاً ساخناً للرد على فتاوى المواطنين في غضون 24 ساعة. وكان الشيخ "جمال عبد الناصر" -مدير عام الأوقاف بالقاهرة- قد أدلى في تصريحات سابقة بأن هناك مواصفات لمن يُصدر الفتوى تتمثل في حفظه للقرآن الكريم، ومعرفته بأحكامه، وإتقانه للأحاديث النبوية الشريفة واللغة العربية، كما لا بد أن يكون لديه فطنة وقدرة على استنباط الأحكام الشرعية وتوصيل المعلومة. وقال إن هناك مؤسسات رسمية للإفتاء في مقدمتها دار الإفتاء المصرية، وتضم أمناء حاصلين على أعلى الشهادات العلمية من الكليات الشرعية، بصورة تمكّنهم من الرد على فتاوى المواطنين، وإصدار الفتاوى. ويقوم د. علي جمعة مفتي الجمهورية بمراجعتها وإجازة الصحيح منها. يذكر أن أحد نواب مجلس الشعب كان قد قدّم مشروع قانون يدعو لمعاقبة وتجريم كل من يتصدى للفتوى بدون شهادة معتمدة من دار الإفتاء، وإجازة خطية من المفتي شخصيا. وطالب بتوقيع عقوبة الحبس وجوباً على كل من يدلي بفتوى عبر أية وسيلة إعلامية أو أي طريق آخر، دون أن يكون حاصلاً على شهادة معتمدة من دار الإفتاء، وبتوقيع فضيلة المفتي نفسه بالترخيص لحاملها بالفتوى، وأحيل اقتراحه إلى لجنة الاقتراحات والشكاوى للنظر فيه. عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (بتصرُّف)