أنا عندي 24 سنة، ومتجوزة من 5 سنين، وعندي ولدين.. وأنا على قدر عالٍ من الجمال؛ ولكن جوزي لا يشعر بذلك، ودائماً يتجاهل وجودي، وحاولت بشتى الطرق لفت نظره؛ ولكن لا مبالاة.. وفي نفس الوقت أرى إعجاب الكثيرين بي، وأهتم لأرى نظراتهم، وهذا يؤلمني. وحاولت السيطرة على نفسي بالتقرب من زوجي؛ ولكن دائماً النتيجة واحدة.. حاولت بالحب والتسامح والعشرة، وأيضاً بالهجر والعتاب؛ وكل ذلك دون جدوي.
فما هو الحل؟ مع العلم أني أحب زوجي أحياناً وأكرهه كثيراً، وأحب لفت الأنظار إليّ فماذا أفعل؟؟
otosona
قرأت رسالتك يا عزيزتي، ثم أعدت قراءتها، ووقفت أمام إحساسك بالجمال وشعورك بأن زوجك لا يقدّره ولا يقف ممتنًّا لك لأنك وافقت رغم كل هذا الجمال أن تكوني له زوجة.
ثم ها أنت تبحثين عن عابد يقف في محراب هذا الجمال وتبحثين عن السعادة في نفسك وأنت تجدين العيون التي تشهد لك بالجمال ثم تتمنى لو طالته بيديها أو تذوقته على أعتاب الحرام.. تسعدين بنظرات الجوع لمثل هذه الوجبة الشهية في العيون الضالة التي لا تفرّق بين حلال النظرة من حرامها.
وهكذا؛ فإن ما تصفينه بأنه إهمال من عين زوجك، تَسعَيْن لرؤيته في عيون تُغِير على هذا الحرم لتدنّسه بعينيها.. فهل تركنين إلى حرام وهل تحبين أن تكوني مصدراً للزنا؟ فالعين تزني كما علمنا رسول الله وزنا العين هو النظر لما حرم الله علينا.
فلتتذكري يا عزيزتي أن ما بك من جمال الوجه أو الجسد أنت لم تصنعيه؛ بل هو نعمة من الله لتري جمال صنعته فيك ولتسعدي به، وعليك كلما وقفت أمام المرآة أن تقولي "اللهم كما أحسنت خَلْقِي أحسِن خُلُقي".
إن جمال الوجه والجسد زائل ولا يبقى إلا الجمال الذي ذكره ربنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: "المرء بأصغريه: قلبه ولسانه".. فالجمال في القلب واللسان وقوامه الخُلُق الطيب والقلب الصافي والكلمة المحببة للنفوس".
ومن هنا فأرجو أن تركّزي على حقيقة معنى الجمال حتى لا يصيبك الغرور وتتحول نعمة الله إلى نقمة.
ولا يسعدنّك تلفّت العيون إليك في حرام؛ فهي محسوبة عليك وليست لك.
وأرجو أن تعلمي أن قربك من زوجك وعدم إشعاره بقيمة جمالك باب ليُعلِن عن حبه وحمده لله أن وهبك له.. فاقتربي منه وتعلّمي قول الأعرابية "كوني له أَمَة يكُنْ لك عبداً".
حاولي معه ولا تيأسي، حاولي بجمال روحك لا بجمال شكلك؛ فقد صار جمال شكلك عبئاً عليه حين تتلفت إليك العيون، وحين تتلفتين أنت للعيون لتري جمالك فيها.
هي خطوات الشيطان ليوقعك في الحرام فلا تتبعيها، واقتربي من هذا الزوج واستشعري حبه لك وخوفه عليك.. واسألي الله ألا يكون ما وهبه لك من جمال الشكل حاجباً لك عن إدراك حقيقة الجمال والسعادة في حياتك.
أنت تقولين إنك حاولت بكل الطرق حتى بالهجر والعتاب.. وهذا معناه أنك أردت أن تري احتياجه لك ولهفته عليك حين تتدللين عليه، فقط ليُعلن أنه أسير جمالك فهل هذه حياة طيبة؟؟!
ليس أقرب من الحب للوصول لما نريد؛ فهو الدافع لكل عمل طيب؛ فتوقفي عن كل هذه المعارك.. وعيشي بقلب سليم مع زوجك وسترين منه فوق ما كنت تتمنين.