أنا بنت عندي 22 سنة حبيت شخص أوي كان أول حب في حياتي وطبعا انفصلنا وخطب بنت خاله وبعدها اقتحم شاب تاني حياتي بجد خطف قلبي أوي وحبيته جدا؛ لأنه اقتحمها بشكل بخفة دم وضحك، وحبيته أوي لدرجة إني عملت معاه أخطاء كتيرة بس أنا لسه بنت وطبعا انفصلنا، أنا عارفة كويس إني غلط ومهما وصفت لكم أنا قد إيه بكيت لربنا علشان يغفرلي وغيرت كل حياتي لدرجة إني درست في معهد إسلامي للقرآن، ووصلت الحمد لله لدرجة إني أعلم الأجيال القادمة.. بس من أسبوع عرفت إنه هيخطب وهيجوز على طول الشهر ده. طبعا اتصدمت وجوايا غضب كبير واللي هيجوزها دي كانت مرتبطة بواحد جاره بس أكيد ما يعرفش نفسي أتصل بيه وأقول له كما تدين تدان أنت ظلمتني وإنت كنت أول حب في حياتي، شفت ربنا خلاك تتجوز واحدة فاكر إنها كويسة بس هي ارتبطت بأكثر من واحد وآخر واحد كانت بتحبه يبقى جاره يعني لما هتكون معاها هتفتكر حبها أنا جويا غضب.. عاوزة أقول له ومش عاوزة أظلم البنت لأن مالهاش ذنب، أنا بحبه أوي مش متخيلة إنه يكون مع واحدة تانية رغم إني عارفة إنه لو كان اتقدم لي أهلى عمرهم ما كانوا هيوافقوا بيه؛ لأنه مستواه الاجتماعي مش زينا ومامته ووالده صعبين أوي.. عارفة إني لو كنت هاتجوزه ما كنتش هابقى سعيدة؛ لأنه شكاك وماكانش هيخرجني وماكنتش هابقى سعيدة مع مامته وكنت هاقف قدام أهلى بس كنت موافقة على ده كله قصاد إني أكون معاه، وإنه مايكونش لواحدة غيري أعمل إيه؟ ساعدوني هاتجنن أنا عارفة إني غلط وغلط كبيير أوي وأنا بيتقدم لي عرسان بس بجد نفسي أتجوز عن حب حاسة إني مش لاقية الحب خااااااااااالص. re
أبدأ بالتأكيد على تفهمي التام لشعورك بالغضب الشديد وبالصدمة أيضا لأنه سيخطب ويتزوج خلال شهر، وأتفهم أيضا رغبتك "الجامحة" في الانتقام منه "وفضح" من يريد الزواج منها، وفي الوقت نفسه "أثق" أنك لن تقدمي على ذلك وستتمكنين من "الانتصار" على إبليس اللعين الذي "يزين" لك رغبتك في فضح هذه الفتاة بأنك ستنتقمين منه مع ملاحظة أنك ستؤذين نفسك دينيا ودنيويا..
والأولى معروفة لأنك تعلمين بالطبع أن ديننا يطالبنا بالستر وفي الحديث الشريف "من ستر مؤمنا في الدنيا ستره الله في الآخرة" ولأنك تعرفين:كما تدين تدان، ولا شك أنك لا تريدين أن يخبر أحدا من يتقدم لخطبتك بأنك كنت تعرفين أحدا قبله.
وتذكري الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"..
وأثق أنك ستتغلبين على وساوس إبليس لك بفضح هذه الفتاة التي لم تخطئ في حقك أبدا.
أما عن الخسائر الدنيوية، فغالبا لن يثق بكلامك، وربما أساء إليك بصورة لا أقبلها لك..
كما أنه إذا ترك هذه الفتاة فلن يتزوجك، وستشعرين بالذنب الشديد الذي "سيسرق" منك الشعور براحة الضمير وصدقيني، ستتألمين كثيرا وتندمين بعد فوات الأوان، وهو ما أتمنى حماية نفسك منه.. واسمحي لي بكل الود والاحترام أن أناقشك في تفاصيل رسالتك..
فقد كررت جملة "وبالطبع انفصلنا" بعد حديثك عن كل تجربة حب عشتها، أي أنك تعلمت من التجربة أن هناك حبا محكوما عليه بالفشل، ومع ذلك مازلت "تبحثين" عن الحب.
لقد تعاطفت معك بشدة "وصدقت" ندمك البالغ على أخطائك مع من "توهمت" أنك تحبينه، ودعوت لك من كل قلبي بأن يغفر لك الخالق -عز وجل- وأتمنى أن تغتسلي بنية التوبة وأن تصلي ركعتي التوبة وتكرري ذلك ما استطعت، وأن تعلمي أن من شروط التوبة الصحيحة كراهية الخطيئة بشدة والعزم على عدم تكرارها والحيلولة دون ذلك بكل قواك، مع الإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة بالطبع.
وقد توقفت طويلا عند قولك أنه "خطف" قلبك، وسيطر عليك لخفه دمه، وقد كررت كلمتي أحببته بشدة في تجربتي الحب اللتين مررتِ بهما، ولعل هذا هو السبب الحقيقي لما ذكرته بأنك بالطبع انفصلتما..
فالحقيقة أن الحب الزائد "يشل" العقل ويجعل صاحبته تندفع عاطفيا مما يجعلها تقدم على تنازلات أخلاقية وعاطفية تحت شدة الاندفاع العاطفي وربما بسبب رغبتها الجامحة في الاحتفاظ بمن أحبت.
مع أن هذه التنازلات هي الطريق المؤكد "للخسائر" الفادحة حيث تخسر "احترام" الطرف الآخر ولا يتزوجها، وإذا تزوجها، ونادرا ما يحدث، فإنه "يعايرها" بها عند أول خلاف بعد الزواج كما حدث في حالات عايشتها بنفسي.
وقد أخبرتك أنك "توهمت" أنك تحبينه فقد أعجبت به بصورة زائدة بسبب خفة ظله وربما لأنك كنت تعانين من الألم بسبب ابتعاد من أحببته أولا وخطبته لقريبته، ووجدت في هذا الشاب "تعويضا" عما حدث لك، "وسمحت" له باقتحام حياتك، ولمس هو "تعطشك" للحب فاستغل ذلك، وتذكري أن الخالق يمهل ولا يهمل، فاتركي أمره للخالق عز وجل، واهتمي بإصلاح حياتك العاطفية، وتوقفي عن حيه، وتذكري المثل الشعبي الرائع جدا: "من لا يأخذني كحلا في عينيه لا آخذه حذاء في قدمي"..
وتذكري أنه ليس نصيبك فقد ابتعد، وليس من حقك -على نفسك- ليس النظر إليه فقط ولكن التفكير فيه، ليس لأنه سيتزوج بغيرك فقط، ولكن لأنه "اختار" الابتعاد.
وقد احترمت كثيرا أمانتك في ذكر تأكيداتك على أنك كنت ستحرمين نفسك من السعادة إذا تزوجته لأسباب منطقية للغاية، وتوقفت طويلا عند قولك إنك كنت ستتحملين ذلك "مقابل" الاستمتاع بأحضانه.
واسمحي لي بكل الود لك والاحترام لأمانتك ولمشاعرك أيضا أن أؤكد لك أن هذا ليس حبا، بل مجرد "استسلام" للرغبات وللغرائز التي نجح في تحريكها لديك، وأنك إذا تزوجتِه، فإن نيران الرغبات ستخمد ولو بعد حين، وستبقى المشاكل البشعة معه ومع أسرته ولن تتحملينها أبدا، وسيكون الطلاق هو المفر الوحيد من حياة تعيسة كما حدث لحالات مشابهة "انجرفت" الفتاة وراء اندفاع الرغبات ودفعت الثمن غاليا وهو ما سعدت؛ لأنك لم تغرقي في هذه المتاهات المؤلمة جدا..
لقد سعدت بإرسالك هذه الرسالة قبل شهر من زفافه وهي فترة كافية "لانتزاعه" من عقلك وقلبك ورغباتك أيضا، وإليك هذا التمرين النفسي المفيد للغاية والذي أتمنى أن تؤديه عدة مرات يوميا بعد قراءة هذا الرد لمضاعفة قدراتك على تخطي هذه الأزمة سريعا بمشيئة الرحمن بالطبع..
استرخي جسديا وأغمضي عينيك بلطف وقومي بإرخاء ملامح وجهك ورددي ما يلي بهدوء شديد مع التنفس بلطف من الأنف فقط وإغلاق الفم. قولي: أنا غالية وأُحبني بعمق، وعليّ الاحتفال بانتهاء هذه العلاقة، فهو لم يكن حبيبا بل كان عدوا "سرق" مني براءتي وهرب مثل أي لص حقير.
أنا غالية و"سأتطهر" نفسيا وعاطفيا من هذه العلاقة "وأدخر" مشاعري لمن يحترمها ويحترمني ولا يحاول استغلالي وإيذائي..
وافتحي عينيك ببطء شديد وامسحي وجهك بيديك بلطف وابتسمي وقولي لنفسك: هو الآن "اختار" حياة بعيدا عني، ومن "الكبرياء" طرده للأبد من حياتي.
وبالطبع لا تحضري حفل زفافه، وإذا شعرت أنك ستتألمين إذا تواجدت في نفس المكان عندئذ، فبإمكانك مغادرة المنطقة في هذا اليوم، وإن كنت أتمنى أن تصلي عندئذ إلى ترديد قول الشاعر: إذا ما الصديق عنك تولى فتصدق به على إبليس
وصدقيني ستكتشفين بعد فترة -وأتمنى ألا تطول- أنه كان "كابوسا" ولم يكن حلما جميلا كما تتخيلين، فمن يسمح لنفسه بتحريض فتاة على الفاحشة لا يمكن الوثوق به بعد الزواج، وسيكرر ذلك مع غيرها، وكما يقول المثل: وجع ساعة ولا كل ساعة..
لا أريد مساعدتك على امتصاص غضبك، ولكنني أود طرده تماما واستبداله باليقين بأن الخالق سيختار لك الأفضل "متى" أخلصت في التوبة الصادقة.
وأخيرا أتمنى التوقف عن البحث عن الحب حتى لا تؤذي نفسك مجددا، مع ملاحظة أن الحب "قد" يأتي إليك من خلال زواج الصالونات "الذكي" وأقصد به عندما تقابل الفتاة من يتقدم لخطبتها دون اشتراط انبهار بالشكل أو بأسلوب الحديث أو بانجذاب عاطفي من أول لقاء، وأن تحرصي على لقائه بقلب خالٍ من أي مقارنات بعلاقات سابقة، وبعقل متفتح يبحث عن التفاهم، ودون تعجل لا في الرفض ولا في القبول..
وفقك ربي ورزقك قبول التوبة والزواج السعيد والبعد عن كل ما يغضب الخالق لتربحي في الدين والدنيا كما أدعو لك..