رمضان شهر الصوم.. والصوم يعني التخفّف من الطعام والشراب وإثقال المعدة بكثرة الأكل والشرب لكن عائلة الأستاذ أبو عمرو.. غير مقتنعة بذلك: تلاقي الحاجة "أم عمرو" كل يوم بتقف في المطبخ من الصبح تعمل أصناف وأشكال من الحلويات شرقي وغربي. وتلاقي عمرو بيجيب العصائر من كل شكل ولون ويملوا التلاجة اللي على الفجر بتكون فضيت.. وتلاقي "أبو عمرو" مالي شنطة لب وسوداني وجوز ولوز وبندق وحبشتكنات كل يوم وهو راجع من الشغل. ترصّ المائدة بكل الأصناف والأشكال والألوان.. وينتظر الجميع أذان المغرب، وما إن يضرب المدفع حتى تشتعل الحرب، ويهجم الجيش الصائم على المائدة ثم تنتهي المطحنة وقد صارت المائدة هشيماً تذروه الرياح. وبعد هذا الأكل العُمَد، تقوم الحاجّة بصعوبة وتُحضر طبقين تلاتة حلويات، وبعد الحلويات تتراص أكواب العصائر، وبعد العصائر يفرد الأب جعبته ويُخرج التسالي ليقضي على البقية الباقية للنفَس، ويؤذن المؤذن وابقى قابلني لو حد قدر يقوم يصلي تراويح ولا عشا حتى. للأسف هذه هي حالة كثير من بيوتنا في رمضان، والشرَه للحلويات ظاهرة طبيعية في رمضان، ولها سبب علمي؛ حيث إن الصيام والجوع يجعل المخ يرغب في السكريات بشكل خاص لتعويض حالة الجوع الناتجة عن الصيام، ولهذا تجد الحلويات هي الأكثر طلباً في رمضان والأكثر إلحاحاً على عقولنا؛ ولكن هل نستجيب لذلك أم نقوم بتنظيم حياتنا لتحقيق أقصى استفادة؟ الأسرة دي.. ماذا فعلت بنفسها؟ أولاً: ضيّعت جزءاً كبير من وقت الصيام في عمل الأكل كان ممكن تستغلّه في العبادة والطاعة وقراءة القرآن. ثانياً: أرهقت ميزانية الأسرة وأنفقت أكثر من الحد المنطقي، ودخلت في باب التبذير، وإن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. ثالثاً: أهدت أبناءها وزوجها ونفسها فرصة عظيمة للسمنة والدخول في متاعب الكوليسترول والانتفاخ وعالم الوزن الخرافي، وما لذلك من أضرار بالغة بالصحة ونقص الكفاءة في كل الأعمال. رابعاً: أثقلت نفسها بالطعام والشراب والحلويات والتسالي وصعّبت على نفسها فرصة الحركة للصلاة والقيام والعبادة التي هي مقصد من مقاصد الشهر الكريم. خامساً: حرمت نفسها من فرصة رائعة للخفّة النفسية والرقي الشعوري والصفاء الداخلي لأن كثرة الطعام هي حائل طبيعي دون هذه الخفة والرقي والصفاء، ولهذا شُرِع الصيام تزكية للنفس وترقية للمشاعر من أجل الإحساس بالفقراء ومزيداً من التقرب إلى الله على حساب الرغبات والشهوات الطينية. لقد ضيّعت هذه الأسرة على نفسها فُرَصاً عظيمة ولم تُحسن اغتنام شهر رمضان على الوجه الحقيقي ورَبَطته بالطعام والشراب والشهوات الحسية وغالباً لا يكسب رمضان الحقيقي إلا من فهم رمضان الحقيقي الذي هو شهر الصيام لا شهر الطعام، شهر لله لا للشهوات. ********************* للتعرف على مزيد من سلوكياتنا في رمضان اضغط هنا "اللهم إني صائم" *********************