أخويا حب واحدة وهم صغيّرين، وبقوا مع بعض لحد ما كبروا مع بعض، وبيكلموا بعض في التليفون، وعاشو قصة حب أيام الطفولة، وسابو بعض فترة، وهو طلب مني إني أروح وأرجعهم لبعض. وده خلاني أقرّب للبنت دي أوي؛ لدرجة إنها بتحكي لي عن كل حاجة في حياتها، وقرّبت ليها جامد أوي، وهي فضلت سنة تبعد عن أخويا، وفي مرة قالت لي إنها بتحبني.. أنا فوجئت لكن بجد مِلت لها أوي وحبتها، ومش عارف أقول لأخويا إزاي؟ هو ينفع أصلاً ولا المفروض إني أنهي العلاقة بيني وبينها ولا إيه؟ أنا ما بقيتش عارف. love.forever عزيزي.. المشكلة التي تعرضها، لها أكثر من جانب كل واحد منها خطر: الجانب الأول يعود إلى سنوات عديدة في السابق، وإلى فكرة الحب في سن الطفولة؛ فبكل أسف بدلاً من أن تكون الطفولة بريئة وجميلة وهادئة، يتم تحويرها لتتحمل بتعقيدات، لن تفسد الطفولة فقط ولكن توابعها ستفسد الشباب كذلك؛ فكيف يُترك للأطفال التعرض لأفكار أكبر منهم بكثير كالحب في الطفولة بهذه الصورة التي شرحتها في رسالتك، تليفونات وقصة حب كبيرة و.و.. إلى آخر كل ما ذُكر؟!! والذي أتعجب منه للغاية هو: أين الآباء أو الكبار المهيمنون على أطفال في هذه السن البريئة الخطرة من هذا كله؟ كيف يسمح الآباء للأطفال بأن يحدث كل هذا بهذه الطريقة في هذا السن الصغير؟ حتى أنك كما ذكرت أن الفتاة وأخاك قد تركوا بعضهم وهي في "ثالثة ثانوي"؛ معنى هذا أن سنها عندما تركته لم يتجاوز السادسة أو السابعة عشرة؛ فمتى بدأ حبهما إذن؟ قد لا يكون لأخيك أو لفتاته ذنب مباشر في هذا، بل لو أردت رأيي؛ فأنتم الضحايا في هذه النقطة؛ فترك أطفال صغار في سن الطفولة ثم المراهقة بدون رقابة واعية وما يسببه هذا من مشاكل في المستقبل، هي مسئولية الآباء لا الأبناء.. واعذرني إن كنت صريحة معك لأقول إن قصة الحب القديمة هذه بكل صراحة عبث أطفال. نأتي يا عزيزي للجانب الثاني من المشكلة، وهو ما فعله أخوك في تحريضك بأن "تعيد المياه إلى مجاريها" وهو الخطأ الأعمّ الذي يرتكبه الكثير من الشباب، بأن يكلّف أخاً أو صديقاً بأن يتوسط بينه وبين فتاته؛ غير عالم بأن المشاعر هذه ليست بِيَد الإنسان، وأن التقارب البشري بين البشر بعضهم البعض قادر على خلق نوع من الأُلفة قد يتطور إلى حب؛ لذا فلقد دخلتَ إلى هذه العلاقة -وأنا أصدّقك- بقلب سليم لا تبغي سوى الإصلاح؛ ولكن ها هي الأمور قد تتطوّر بينكما حتى تصل إلى ما وصلت إليه. أما النقطة الثالثة التي لم تلاحظوها لا أنت ولا أخوك، أن الطفلة الصغيرة قد نضجت وأصبحت فتاة الآن، وأدركت أن ما فات كله كان لا شيء ونوع من أنواع عبث الطفولة لا أكثر، ليس فيه من النضج شيء، ولهذا لم تُرِد أن تعود إليه ولم يَعُد يعني لها شيئاً.
ولكن بكل أسف هذا لا يعني أي شيء بالنسبة لحالتك أنت؛ فلا كون علاقة أخيك بالفتاة كانت خاطئة منذ البداية سيغيّر الأمور، ولا كون الفتاة نضجت واكتشفت مشاعرها أيضاً سيغيّرها؛ ففي نهاية الأمر سيكون الوضع أمام أخيك أنك استغللت ثقته بك كي تتقرب من فتاته شيئاً فشيئاً فتصغي آذانك إلى مشاكلها حتى تعرف كل شيء عنها وتنسى مهمّتك التي جئت من أجلها.. وبدلاً من أن تكون حمامة سلام بينها وبين أخيك تتحول إلى صقر لتفوز أنت بالفريسة بدلاً منه.. لن ينظر أخوك للأمور إلا من هذه الزاوية. والحقيقة أن نظرته للأمور ليست بعيدة عن الواقع؛ فأنت لم تحاول أن تُراعي أو تفكّر بأن أخاك قد حلم وتمنّى هذه الفتاة، وأنك تسرق ما لا حق لك به، أو على أقل الاعتبارات؛ تسرق ثقة أخيك بك. ولن أُعفي الفتاة من المسئولية؛ فهي إن كانت صغيرة في السابق فقد نضجت الآن، وفي غمرة طيش تُعلن لك أنها تحبك أنت وليس أخاك، معقِّدة بذلك الأمور وغير واضعة في الاعتبار أنها تتحدث عن علاقة أخوين. وأنت كيف سمحت لنفسك أن تحلّ محل أخيك وتترك لذاتك العنان حتى تنقاد إلى هذا الطريق؟.. ألم يؤنبك ضميرك على أنك بدلاً من أن تعيد الحب إلى أخيك تستحوذ عليه لنفسك؟ بصرف النظر عن عدم موافقتي على فكرة أن تذهب أنت لتعيد حباً لا أعتقد بوجوده من الأساس؛ فأنا أتكلم عن المبدأ ذاته. فكّر يا عزيزي كيف ستواجه أخاك؟ وهل تعتقد أن علاقتك بأخيك سوف تصبح علاقة سوية لو ارتبطت بهذه الفتاة؟ وهذا هو المسار الوحيد لأي علاقة حب محترمة. هل ستقبل أن يدخل أخوك منزلك يوماً فينظر لزوجتك؛ فتشتعل الغيرة بقلبك مهما كانت نظرات أخيك بريئة؟ ستشعر وقتها بالغيرة؛ لأنك تعلم أن أخاك أراد زوجتك يوماً ما.. أم أنك سوف تقطع علاقتك بأخيك من أجل فتاة؟؟ صدقني لا شيء يستحق هذا؛ فأنتم جميعاً لا تزالون في سن تتغير به المشاعر، وقد تجد فتاتك بعد مزيد من النضج أنك أيضاً لا تصلح لها فتتركك كما تركت أخاك فتخسر الاثنين سوياً. عزيزي هذه الفتاة لم تعد تصلح لك أو لأخيك.. فاتركها تماماً، وأعلم أخاك أن الطريق مسدود وأنها لم تعد تُكِنّ له أية مشاعر، وأغلق هذا الباب وراءك تماماً. لو عايز تفضفض لنا دووس هنا