من فترة تقدم لي شاب هو معقول لحد كبير بس ماكانش فيه أهم الصفات اللي باتمناها في زوجي فكنت رافضة رفضا مطلقا وكنت مقفلاها في وشه زي ما بيقولوا، وكنت رافضة إن يكون بيننا حتى ولو تليفون، هو ده أسلوبي في الحياة حاطة حوالين نفسي ميت ضبة ومفتاح لأني عاهدت نفسي إني عمري ماهاحب ولا هيكون فيه أي مشاعر جوايا إلا لزوجي بإذن الله، ده غير إنه ماكانش بمستوى الالتزام اللي أتمناه لزوجي. بعد فترة وشوية بشوية حسيت فعلا بانجذاب للشخص ده ما أنكرش حبيته آه بس برضه ما أظهرتش ده ليه وهو نفسه اتحسن كتير لدرجة خلتني وافقت على الارتباط بيه وبلغت فعلا أهلي وهم وافقوا مبدئيا من قبل ما يشوفوه لثقتهم في اختياري وتفكيري.. لكن حصل ما هو غير منتظر تماما.
هو أهله أساسا من الصعيد وليه أخت كبيرة سنها حوالي 30 سنة كل ما تتخطب يحصل لها مشكلة، هو كان فهمني قبل كده انه مش هينفع يتزوج قبل أخته دي إنما خطوبة ممكن، بس أنا رفضت تماما إني أعلق مصيري بمصير أخته وفهمته إن لو إخواته ووالدته ما وافقوش مالوش عندي أي حاجة، لدرجة إنه كان بيتهمني في أوقات كتير بالجمود وإني معتبراه زي أي عريس وخلاص ومش عاوزة أقف جنبه.
لكن والله كل ده كان من ورا قلبي اللي حصل إنه لما فاتح والدته في الموضوع شدوا مع بعض جامد وكان هيكون فيه شبه قطيعة لمجرد تفكيره إنه يتزوج قبل أخته برغم من إن سنه يتعدى ال33 سنة مثلا لدرجة إنها تعبت واتنقلت المستشفى لأنها مريضة بصراحة أنا أول ما عرفت كدا فهمته إن ده خطأه من البداية إنه من الأول فاتحني في موضوع مالوش سلطة أو حكم فيه طالما الرأي رأي مامته.
وسمعته كلام زي السم وفهمته إن دي آخر مرة يحاول يكلمني فيها أو يسمعني أي وعود وفي نفس الوقت كلمت والدته وفهمتها إني ماليش أي دخل في الموضوع وإن أهلي أساسا رافضين ابنها من قبل ما يشوفوه عشان ظروفه وإني عمري ما هاكون سبب في خلاف بينهم ومش أنا اللي مسلطاه عليهم يعني عشان كرامتي دست عليهم هم الاتنين.
دلوقتي أنا مش عارفة أبطل عياط ماحدش يعرف الموضوع ده خالص.. أنا متأكدة إني هانساه بس صعبانة عليّ نفسي أوي أوي إن طول عمري مستخسرة مشاعري دي في أي إنسان حتى لو كان جدير بيها، وموفراها لشخص واحد بس غصب عني ده حصل، غصب عني راحت لواحد للأسف مش مكتوب إنه يكون من نصيبي واحد ماهوش أجمل ولا أكثر تدينا ولا أغنى حد اتقدم لي ولا فيه أي صفة مميزة غير إنه حبني فعلا وخلاني أنا كمان أحبه.. أنا تعبانة أوي. dandy لا ينبغي أن يلوم أحدنا نفسه أن شعر يوما بدقات قلبه تعلو في مظاهرة صاخبة مرددة اسم شخص بعينه حتى وإن لم تصل بنا تلك المظاهرة إلى شيء في النهاية. ولا ينبغي لأحدنا أن يعنّف نفسه يوما؛ لأنه ضعف أمام مشاعر وهمسات الحب الرقيقة حتى وإن كان هذا وهما عاش وحده فيه. فالحب والمشاعر الرقيقة الطاهرة بعيدا عن تلك التجاوزات التي ترتكب تحت ستاره وباسمه وهو بريء من كل هذا هو شيء لا ينبغي لأحدنا أن يخجل منه حتى وإن توقف في وسط الطريق ولم يصل به لشيء. صديقتي: لمَ كل هذه القسوة وهذا التحامل على نفسك وكأنك ارتكبت جرما يستحق العقاب والأحكام القاسية! فكل ما فعلته أن تركت لقلبك العنان قليلا ليستشعر نبضه ويسمع همس الحب بعيدا عن كونه مناسبا أو غير مناسب وبعيدا عن كونه ليس أفضل من طرق باب قلبك فقد فاق الجميع بحبه لك وكفى بالحب ميزة. فالقلب والمشاعر ليس لها علاقة بهذه الماديات والمشكلات التي تقف حجر عثرة أمام إتمام الزواج والوصول إلى النهاية الطبيعية بتحقيق الأحلام. كما أنك لم تسيري خلف مشاعرك بعيدا ولكنك كبحتها بكل قسوة وكأنك تمتلكين مقاليدها وردعتها وعدت بها سريعا عندما وقفت كرامتك بينك وبين مشاعرك. وبالرغم من تلك القسوة التي تعاملت بها مع فتاك فقد كان هذا هو الحل الوحيد حتى لا تسيري عمرك كله خلف الوهم والسراب لتستيقظي يوما وقد تفلتت أحلى سنوات عمرك من بين يديك. وبالرغم من هذا فالموضوع لم ينته بعد بالرغم من كل هذا فربما يرسل الله سبحانه وتعالى لأخت فتاك نصيبها غدا لتجدي فتاك بعد غد واقفا ببابك ملبيا نداء قلبه ليحقق أحلامك وأحلامه بالارتباط الرسمي. لهذا فلا تكوني قاسية على نفسك فأنت قد فعلت الصواب وكل شيء نصيب، وبما أنك لا تعلمين الغيب ولا تعرفين أين النصيب فلتتجهي إلى الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء: "ربي إني لما أنزلت إلى من خير فقير" ولتنتظري نصيبك من السعادة فسوف تطرق بابك يوما سواء كان فتاك أو غيره، ولتحاولي نسيان ما حدث وسوف يكون هذا سهلا عليك إن شاء الله تعالى إن أنت تقربت أكثر إلى الله سبحانه وتعالى وسلمت أمرك إليه وتوكلت عليه.