بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.. أهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج على الموقع الإلكتروني "بص وطل". وردت إلينا أسئلة منها: أنا فتاة مسلمة لي زميل، أشعر بشيء يجذبني إليه منذ أكثر من عام، فهل يجوز لي أن أحدّثه بصراحة وبكل احترام عما بداخلي، وأن يقبلني زوجة له؛ يعني هي تريد أن تتزوّج مَن تُحِب، لكنه يبدو أنه لم يصارحها بهذا، فهي تقول هل يمكن أن أقول أم لا؟!! شرعاً يمكن لها أن تقول، وكانت الصحابيات يعرضن أنفسهن على الصحابة الكرام، وكم مِن زيجة تمت بهذا عندما تُحدِّث المرأة أنني أريد أن أتزوّجك. بل ورد في السيرة أن أبا النبي صلي الله عليه وسلم، مرّ على امرأة فدعته لزواجها، ولكنه لم يلتفت إلى ذلك، وكان في هذا ذهب فتزوّج آمنة، فلما جاء في يوم آخر قال مالكِ لا تطلبين مني ما طلبتيه بالأمس؟!! قالت كان في وجهك نور، وأنا لا أرى هذا النور الآن، يبدو أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن عبد الله دخل بآمنة في يوم زواجهما؛ يعني كتب الكتاب والدخلة في يوم واحد. فعادة العرب كانت هكذا، واستمرت هكذا بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولذلك من الناحية الشرعية فلا بأس بها. نأتي إلى جانب آخر وهو الناحية الاجتماعية، والناحية الاجتماعية ربنا لا يريد منا أن نخالف الأعراف السارية، فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، فهذه الطريقة يجب أن تتم بطريقة ليس فيها خدش لحياء البنت ولا خروج عن العرف ولا إظهار أن هذه البنت يعني مبتذلة؛ لأن بعض هذه المفاهيم قد تكون سائدة في المجتمع. فليس كل شيء يجوز شرعاً ينفع إن إحنا نعمله في واقع الناس، ولذلك بنقول لهذه البنت إنه في مجتمعنا وثقافتنا التلميح أوْلى من التصريح. وهذا التلميح يفهمه يعني عبارات ليس فيها تصريح وإنما فيها تلميح، فإن وفّق الله بينهما فهذا أحسن، وإن كانت الأخرى؛ فالخِيرة فيما اختاره الله سبحانه وتعالى. فإذن نحن نقول لها بوضوح؛ أولاً: يجوز أن تفعلي هذا تصريحاً من الناحية الشرعية، وقد كان ذلك عند العرب وأقرّه الإسلام، وما زال مقراً له لأجيال طويلة. ثانياً: يجب علينا أن نلتزم بالثقافة السائدة وألا نظهر أمام الناس بصورة مختلفة عن الحقيقة، ولذلك لا نخرج عن الأعراف. ثالثاً: طريق ذلك التلميح دون التصريح، والتلميح والمعاريض فيها فسحة بأن نرسل الرسالة وتصل الرساالة دون تصريح قد يُعارِض الجو العام والعرف العام وكذا إلى آخره، فهذه هي الإجابة والله سبحانه وتعالى الموفّق لكل خير. هناك من يقول: أنا ارتكبت خطأ وتبت إلى الله، لكن أصحابي قالوا لي لا بد أن تصارحي أهلك (يبدو أن المتكلّمة بنت) بهذا الذنب لكني لا أستطيع.. فهل يقبل الله توبتي؟ نعم يقبل الله توبتكِ، ويجب عليكِ الستر، ويجب عليكِ عدم الكلام بالمعاصي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يغفر الله للجميع إلا المجاهرين، قالوا: ومَن المجاهرون يا رسول الله؟ قال: أحدكم يفعل الذنب بالليل يستره الله، ثم يقوم ويقول فعلت كذا وفعلت كذا".. فعليكِ بستر الخطيئة ونسيانها والتوبة، والله سبحانه وتعالى يتقبّل منا ومنكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، إضغط لمشاهدة الفيديو: ************************** بسم الله الرحمن الرحيم {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} مع اقتراب شهر رمضان الكريم تتبادر إلى الأذهان أسئلة تتعلق بفقه هذا الشهر العظيم.. عن الصيام وعن الصلاة وعن القرآن في شهر الصيام.. ونحن في "بص وطل" نرحّب باستقبال أسئلتكم المتعلقة برمضان، ليجيبكم عنها فضيلة الدكتور "علي جمعة" مفتي الجمهورية.. فهيا اسألوا المفتي.. لإرسال سؤال متعلق بشهر رمضان اضغط هنا