أنا مشكلتي صعبة شوية، يمكن عشان أنا مش قادرة أفهمها.. عموماً أنا هاحكي كل حاجة، وعايزة رأيكم. أنا عندي 16 سنة، طول عمري لما باصاحب حد بتبقى سطحية أو بتاخد وقتها وتخلص، مش عارفة إيه السبب، يمكن السبب مني لأنى لما باحس إن علاقتي بحد بتزيد باحاول أبعد عنه.. الله أعلم. فضلت كده لحد إعدادي، وهناك اتعرفت على بنت هي اللي كانت عايزة تصاحبني وشديتني ليها خالص، وحبيتها أوي أكتر من أي حد في أصحابي، ومرّت سنة على كده، أنا كنت عارفة إن ليها صاحبة من 10 سنين، وبيحبوا بعض أوي؛ بس هي ما كانتش بتجيب سيرتها وأنا كمان ما كنتش بافكر فيها؛ لحد ما ربنا جمعنا أنا والبنت دي في فصل واحد؛ فقرّبنا من بعض، وبقينا أصحاب. وفي نفس الوقت علاقتي مع التانية بقى فيها شرخ كبير أوي والله العظيم بسببها.. هي اللي جرحتني؛ فأنا بقيت قريبة من التانية أكتر، وبعدين إحنا كنا شلة كبيرة في إعدادي، ولما رحنا ثانوي بقينا إحنا التلاتة بس اللي مع بعض. البنت الأولانية كانت متضايقة إني باقرّب من صاحبتها، وعلى طول بتضايقي وبتحرق دمي وأنا والله العظيم استحملتها كتير أوي؛ بس هي بتجرحني كتير بالكلام والتصرّفات. بصراحة إحنا شخصيتنا زي بعض وبنرتاح لما بنتكلم مع بعض، وأنا بحبها أوي أكتر من أي حد، وقالت لي إنها بتحبني أكتر من التانية وإنها لو خيّرتها هتختارني أنا. والمشكلة إن التانية دي حاسة وبتقول لي وأنا باحاول أخرج من الموضوع؛ بس هي فعلاً قلبها حاسس، ومحسساني بالذنب عشان هم أصحاب من زمان، وما حدش قدر يفرّق بينهم قبل كده، وأنا بجد مش عارفة أعمل إيه.. أنا مستحملة على قدّ ما أقدر؛ بس أكيد هييجي وقت وانفجر؛ خصوصاً إنها بتجرحني وبتحرق دمي كتير.. أنا طول عمري لوحدي، وكمان بابا لسه متوفى، وكان هو كل حاجة في حياتي، وأنا تعبانة أوي ومش ناقصة. مش عارفة أعمل إيه؟ كل أما أحب حاجة ألاقي الموضوع ما ينفعش.. تعبت.. قولوا لي أعمل إيه أنا بحب صاحبتي دي أوي وبرضه حاسة بالذنب مع إني -وربنا يعلم- عمري ما حاولت أوقّع بينهم؛ بالعكس دي كانت –الأولانية- بتقول لي كلام وحش بالكدب على صاحبتها عشان أكرهها، وأنا ما قلتلهاش؛ يعني لو أنا وحشة كان زماني قلت لها وخليتهم يكرهوا بعض. أنا تعبت.. من حقي أتحب ويبقى ليّ صاحبة تحبني وتقف جنبي.. مش لازم أضحّي على طول بكل اللي بحبهم.. بجد محتاجة رأيكم ومساعدتكم. esso
صديقتي الصغيرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. حاولت أن أعدّ كام مرة قلت فيها باحبها وبنحب بعض وبيحبوا بعض.. يعني كل ما ذكر عن حب الأصدقاء والاستغراق فيه؛ فاستعصى الأمر عليّ من فرط ما ذُكر؛ لكن هذا أمر طبيعي في مرحلتك العمرية؛ لأن مرحلة المراهقة مرحلة في غاية الحساسية وهي فترة فيضان العواطف والأحاسيس التي تتركز غالباً على الأصدقاء؛ خاصة في البنات؛ لأنها تجد في ذلك متنفساً لتفريغ هذه الشحنة العاطفية، وفي الغالب هذه العلاقات تتميز بالتقلّب وعدم الثبات وهي علاقات غير حقيقية؛ لأن فيها المراهق يبحث عن ذاته في العاطفة ويسقط احتياجاته على من يقابله. فهى ليست كالصداقة الحقيقية الناضجة القائمة على الفهم والثقة، وتكون علاقة متبادلة ولا يُنقصها أن يصادق صديقي صديقاً آخر أو أصادق صديقه ونصبح جميعنا أصدقاء نسأل على بعض ونقف جنب بعض ونحترم بعض ونساند بعض في الأزمات ونقضي مع بعض أوقات للترفيه، ولا نطّلع على أسرار بعض إلا في حدود ضيقة للغاية. وهذا بعكس صداقة المراهقة التي يحبّ فيها المراهق أن يبوح بأسراره أحياناً، وهو يتصور بذلك أنه يؤكد لصديقه أنه أصبح كل حاجة في حياته ومش بيخبي عليه حاجة، وده حسب تصوره لدعم العلاقة. وهذا ما أردت أن أوضحه لك عن معنى صداقة المراهقة والفرق بينها وبين الصداقة الحقيقية بين الناضجين، وهذه مرحلة، ولا أعيب عليك في شيء؛ لكن نودّ أن نفهم معاً حتى لا ننجرف وراء ما يؤذي مشاعرنا ويصيبنا بالاكتئاب والحزن لو فارقنا هذا الصديق؛ خاصة وأن صديقتك الآن قد تخلّت وتركت صديقتها السابقة اللي قعدت معاها 10 سنين؛ فليس مستغرباً أن تتركك وتصاحب أخرى في وقت لاحق؛ فهل أعددت نفسك لمواجهة مثل هذا الأمر؟ صديقتي العزيزة.. المشكلة ليست متعلّقة بصديقتك التي تحاول أن تستردّ صديقتها؛ فهذا الأمر أيضاً مرتبط بمرحلة المراهقة؛ حيث نجد أن بعض المراهقين تتغلب عليه نزعة التملك؛ فهى تحقق ذاتها من خلال السيطرة وتملّك الآخرين، وأنت هكذا وقفت حائلاً دون تحقيق ذاتها؛ فأصبتها بالإحباط، وأصبحت عدوّة لها لأنك -دون قصد منك- هددت كيانها. ولا تجعلي ذلك يُشعرك بالذنب؛ لأنك أنت أيضاً ما صدقت لاقيت حد يقرب منك من غير ما تخافي أو تبعدي عنه بالرغم من إن ده كان أسلوبك في الأول، واللي عايزين نضع تحته خط وأمامه علامة استفهام؛ ليه كنت بتبعدي وإيه السبب في إنك تصاحبي وتحبي بكل العنف ده؟ وإيه الخطورة في هذا الحب وهذه الصداقة العنيفة؟ حقيقة لم تذكري لي عن أسرتك سوى وفاة والدك الذي كنت تعتبرينه كل حاجة في حياتك؛ فهذا يشير إلى وجود بعض مشاعر الوحدة وعدم اقترابك من باقي أفراد أسرتك وخاصة والدتك. وتسبّب ذلك في هذا السيل الجارف من المشاعر تجاه الأصدقاء، والخطر كل الخطر في أن تتخلى عنك الصديقة فجأة لأي سبب من الأسباب؛ فتكون النتيجة هي الانكسار والانهيار وعودة قرار العزلة والابتعاد عن أية واحدة تحاول الاقتراب منك لصداقتك؛ حتى تحمي نفسك من تكرار هذه المشاعر.. إذن ماذا أنت فاعلة الآن؟ 1- اجلسي مع نفسك وابدئي في التفكير: لماذا أنا بحاجة للصداقة بهذا الشكل؟ هل أنا مفتقدة مشاعر الصداقة والحب في المنزل.. هل أنا قريبة من أمي وإخوتي؟ وإذا كان لا؛ فكيف لي أن أقترب منهم؟ 2- يا ترى أنا بافكر في إيه تاني مهمّ لحياتي بجانب التفكير في الأصدقاء؟ المذاكرة.. وإيه هدفي في التعليم؟ أكون متفوقة وألتحق بكلية من كليات القمة، مثلاً لأن نفسي أكون (..).. وده محتاج تركيز وعدم تضييع الوقت في اللي ممكن يسبب لي أزمات نفسية. 3- لا بأس من أن يكون لنا العديد من الأصدقاء -وأؤكد العديد- وليس الصديقة الوحيدة كما تفعلين، ويُفضل أن يجمعنا دائماً مع الأصدقاء نشاط جماعي نتعلم فيه شيئاً جديداً في أوقات الفراغ مثل تعلّم مهارات الكمبيوتر بشكل متقدّم والحصول على شهادات في ذلك -تعلم الرسم على الزجاج-ممارسة الرياضة.. إلخ. 4- اقتربي أكثر من الله؛ لأن مرحلة المراهقة قد يشوبها بعض الخلل في أمور العبادة وأكثري من الصلاة، ولتجتمعي مع بعض الزميلات وتتفقي معهن على حفظ القرآن في إحدى دور التحفيظ. صديقتي العزيزة لازم تحفظي التوازن بين احتياجك للصداقة واحتياجك لإنماء ذاتك، وإنماء الذات يحتاج لفهم أي صراع مع الأهل ومحاولة تخطّيه وتعدد الأصدقاء من أجل تبادل الخبرات الاجتماعية والاستفادة من معرفتهم التي سبقونا بها واستفادتهم من معرفتنا التي سبقناهم بها أي تبادل الخبرات؛ لنساعدهم ويساعدونا على نموّ وتطوير شخصيتنا، كما يحتاج إنماء الذات أيضاً لتحديد الهوية التي لن تتحقق إلا بمعرفتك لأهدافك في الدراسة والحياة الاجتماعية وكيف ستحققينها. وفّقك الله وأعانك على اجتياز مرحلة المراهقة بسلام بإذن الله