كثيراً ما كنت أدافع عن الكابتن حسام البدري المدير الفني للأهلي أمام حملة الانتقادات والتشنيع عليه بأنه ليس "كوتش" -والكوتش عند الحرّيفة أي المدرب الكفء الذي لديه فكر فني ويستطيع أن يغيّر اللقاء خلال ال90 دقيقة أكثر من مرة على حسب متطلبات فريقه واحتياجات المباراة. كثيراً ما كانت تُعقد مقارنات بين الكوتش السابق مانويل جوزيه وابن البلد حسام البدري وبالطبع كانت تنتهي لصالح الخواجة، وبالطبع كان يحدث هذا قبل أن يحسم البدري الدوري لصالح الأهلي.. وحتى هذه الأمور لم تحسم وتميل الكفة لصالح البدري إلا بعد وقت كبير، خاصة في مباراة القمة 105 بين الأهلي والزمالك في الدوري العام عندما غيّر البدري النتيجة من تأخر الأهلي أمام الزمالك إلى تعادل مستحق.. وهنا جددت الثقة في البدري من لجنة الكرة بعد أن أثبت بنفسه أنه الأصلح حاليا لقيادة الفريق الأحمر. وزادت الثقة بعد أن قاد الأهلي لدور الثمانية بدوري رابطة الأبطال الإفريقية متخطيا عقبة صعبة جداً هي الاتحاد الليبي وتحقيق الفوز الصعب على الاتحاد في الوقت بدل الضائع.. كل هذا جعل الجمهور أخيرا يهتف باسم البدري لأول مرة منذ توليه الأمور كمدير فني للقلعة الحمراء. تعرّض البدري لحملة شرسة قام بها البعض لدرجة أن أحد المشاهير وصف الأهلي بأنه بلا مدير فني.. ولكن بعد تخطي الأهلي للزمالك بالثلاثة في دور ال16 من بطولة كأس مصر تبدل الحال، وهنا فقط تغيرت عبارات الانتقاد لثناء، وتناسى الجميع بمن فيهم البدري نفسه، ولكن من الوهلة الأولى العبد لله كان مؤمناً بأن البدري صاحب إمكانيات عالية، ولكن البدري كان يحتاج للثقة فقط عندما جددت لجنة الكرة له. ظهرت إمكانيات البدري الفنية، والقوة في اتخاذ القرارات، وظهر ذلك بجلاء في الموقف الأخير مع قائد المنتخب الوطني الصقر أحمد حسن في لقاء نبروه قبل لقاء الزمالك الأخير.. وبعد أن اكتسب البدري الثقة في نفسه وأنه باقٍ لا محالة لموسم جديد. تفنن "الجزار" في إدارة مباراة القمة باقتدار، وظهرت الفوارق الفنية الكبيرة بين البدري صاحب ال49 عاماً وحسام حسن صاحب ال41 عاما.. وهذه هي الثقة. أما أسباب خسارة حسام الزمالك فهي معروفة والخبراء شرحوها كثيراً، وفنّدوها جيداً، ولكن القصة أن التوأم انقلب عليه السلاح الذي يجيد استخدامه؛ سلاح شحن اللاعبين وتحميسهم، وهو ما نجح حسن في استخدامه كثيرا ليقفز بالفريق في وقت قياسي من المركز ال13 إلى مركز الوصيف في الدوري العام، ولكن للأسف فقد تحولت ثقته التي زرعها في اللاعبين إلى غرور شديد، وهذا ما وضح عند مقابلة الزمالك الأخيرة للأهلي في دور ال16 من كاس مصر؛ ليخسر الفريق بسبب الغرور والثقة الزائدة. الفارق بين الغرور والثقة الزائدة شعرة.. إلا أنها "الشعرة" التي قسمت ظهر البعير!!