أنا باشكر أسرة "بص وطل" كتير جداً لأنها بتفيدنا وبتنوّر عينينا على حاجات مش شايفنها.. أنا عندي مشكلة.. أنا كنت بحب شخص من أربع سنين، حبيته جداً وكنت مفكّرة إنه بيحبني جداً، كنا متفقين على الارتباط، وعرّفني على عيلته واتعلقوا بيّ، واتعلقت بيهم، وكنا أنا وهو كتاب مفتوح لبعض، باحكي له على كل شيء وبيحكي لي على كل شيء، وبعد سنتين من الارتباط اتقدم لي رسمي؛ ولكن بابا رفضه لأنه أقل مني في مستوى التعليم؛ ومع ذلك ما سيبناش بعض واتمسكنا ببعض أكتر، وقلنا هنكمّل مهما حصل، وقال لي هيحاول مرة ومليون مع أبويا لحد ما يوافق. في الفترة دي كان بيتقدم لي ناس كتير، وكنت بارفض لأني بحبه جداً ومش حاسة إني ممكن أبقى لغيره. وبعد سنتين تانين، ومن مدة قريبة بابا كان عايز يجبرني إني أتجوز حد تاني؛ فتركت البيت وقعدت عند أحد زميلاتي لأني مش متخيّلة إني أتجوز حد غيره، بعدها ذهب والدي للشخص اللي بحبه، وقال له يبعد عني. ساعتها ظهر اللي بحبه على حقيقته أو مش عارفة إيه اللي غيّره، وقال كلام كتير مش حلو وإن أنا اللي باجري وراه؛ مع إنه هو اللي كان دايماً يقول لي اوعي تسيبيني.. لو سيبتيني هاضيع؛ لكن قال غير كده لوالدي، وقال إني بعد ما رُحت قعدت عند زميلتي عشان ما اتجوزش غيره ما الزمهوش ومش عايزني. وأهله كمان غلطوا فيّ، وقالوا إني ما ينفعش أفتح بيت ابنهم؛ مع إني أكلت مع الناس دي عيش وملح، وعمري ما غلطت فيهم. ومن فترة قريبة بعتّ له رسالة أقول له إن كل اللي عمله هيتردّ لأهله ولأخته وبناته في المستقبل.. ردّ عليها بمنتهى قلة الأدب والوقاحة. بس أنا مش قادرة أنساه.. نفسي أفوق من حبه وأنساه خالص، أنا باصلي وبادعي ربنا إني أنساه؛ بس دايماً باحلم بيه وبافكّر فيه، وعايشة حياتي له، ومش قادرة أرتبط بغيره.. مش عارفة أعمل إيه.. ساعدوني. romnas الصديقة العزيزة: بعد ما قرأت رسالتك تمنّيت أن تتوقف عند رفض والدك لهذا الشاب، ولا تكتمل قصة حبك عند هذا الحد؛ لكن ما حدث يا صديقتي كان متوقعاً وليس مفاجأة.. ربما لكِ؛ لكن لو فَصَلتِ نفسك -ولو لحظات- عن القصة وحاولتِ أن تنظري لها من بعيد ستجدين أنها قصة لا تحمل أية مفاجآت أو أحداث غير متوقعة. صديقتي: بداية لقد أخطأت خطأً كبيراً عندما هربت من منزلك في محاولة منك للضغط على والدك حتى يقبل فتاك؛ مع أن لديه كل الحق في رفضه؛ فالفرق في المستوي التعليمي واحد من أهم الأسباب التي لا تدفع أبداً لقبول شاب؛ خاصة إذا كان هذا الفرق لصالحك أنت وأنك تتميزين عنه؛ فكيف ستكون حياتكما وهو لديه إحساس دائم بالنقص نتيجة لتفوّقك عليه في المستوي التعليمي. للأسف يا صديقتي، فأنت لجأتِ لوسيلة مرفوضة تماماً في مجتمعنا.. تقلّل كثيراً من التقدير للفتاة بين أقاربها وجيرانها وحتى صديقاتها، وتعطي عنها فكرة ليست جيّدة بالمرة. ولكن دعينا الآن نتحدث في الواقع وهو (مشكلة عدم نسيانك له)، وهذا طبيعي جداً لأننا ببساطة لا نملك عصاً سحرية قادرة على إزالة آثار أية تجربة قاسية نواجهها؛ ولكننا في المقابل نملك إيماننا بالله والإرادة التي خلقها الله بداخلنا، مع الصبر واليقين أن النسيان مسألة وقت لا أكثر. والخطوة التي اتخذتِها بالصلاة والدعاء لله بأن يساعدك، هي البداية الصحيحة للنسيان؛ ولكن أيضاً عليك أن تساعدي نفسك باستدعاء الإرادة بداخلك وهنا لا يجب أبداً أن تجلسي في منزلك لا يشغل تفكيرك غيره ليل نهار، وتنتظري أن تنسيه في النهاية؛ فقطعاً ستفشلين. ولذلك يجب أن تجدي لنفسك ما يشغلها؛ سواء كان عملاً أو دراسة أو قراءة أو الاشتراك في الأعمال الخيرية أو حتى الانشغال بالعمل في المنزل أو تعلّم أشغال الإبرة والخياطة.. المهم أن تجدي ما يشغل تفكيرك أكبر وقت ممكن حتى تنجحي في نسيانه. وفي النهاية أريد أن أهمس في أذنك يا صديقتي بأنه قد آن الأوان لكي تعيشي الواقع الذي يقول ببساطة إن هذا لا يصلح لك، وقصتك معه قد انتهت؛ فالتفكير فيه بعد اليوم هو إهدار لسنوات عمرك دون فائدة، وعليك من اليوم أن تكفّي عن حبه.. أعلم أن هذا سيكون صعباً؛ ولكنه في البداية فقط، وبعد ذلك ستتراجع تجربتك معه إلى ذاكرتك البعيدة. وبعد أن تأخذي وقتك في استعادة نفسك من جديد بدون التفكير فيه.. عليك أن تفكّري بجدّيّة في الزواج، وبأن تعيشي حياة طبيعية مثل كل الفتيات في سنك بأن ترتبطي وتكوني زوجة وأماً؛ فحياتنا يا صديقتي لابد أن تستمر طالما في عمرنا بقية، ومن الحماقة أن نوقفها على شخص؛ خاصة لو كان هذا الشخص لا يستحق حبنا وحيرتنا من أجله. تحياتي لو عايز تفضفض لنا دوس هنا