أصدرت دار "الشروق" الطبعة الثانية من كتاب "مصر بين العصيان والتفكك" للمؤرخ والكاتب طارق البشري. وكتب المؤلف على خلفية الكتاب يقول: عندما يفتقد النظام السياسي الحد الأدنى من اقتناع الناس بجدواه، وثقتهم بأنه يكفل لهم حدًّا معقولاً من تنظيم الحياة اليومية العادية برتابتها واطرادها؛ عندئذ يكون قد آذن بالزوال، وهذا الإيذان لا يأتي فقط من نهوض الناس ضده أو احتجاجهم عليه؛ ولكنه يأتي أيضاً من سلوكه المتخبّط، ومن افتقاده للمنطق والمعقولية في تصرّفاته وقراراته؛ ذلك أن رجاله أنفسهم -بخاصة من خارج الحلقة الضيّقة العليا الحاكمة- يصيرون مثل حبات العِقد المنفرط، لا يجمعهم جامع ولا يحدد مسارهم طريق مرسوم، يصيرون مثل عازفين بغير قائد ينظّم حركتهم ولا ضابط إيقاع ينسّق بين نغماتهم.