قد تكون مشكلة أغلب الشباب إنه بيحب وما بيعرفش يرتبط للأسباب اللي كلنا عارفينها؛ عدم التواصل مع البنت اللي بيحبها أو مشاكل أخرى مادية أو اجتماعية، أما عندي فالمشكلة اختلفت حبتين.. أنا ما بحبش بقلبي قد ما بحب بعقلي يعني محتاج أضمن حياة كريمة لو ربنا كرمني واتجوّزت.. لازم يكون فيه شروط موجودة في البنت اللي هارتبط بيها زي إنها مثلاً تكون متعلّمة، وده طبعاً مش موجود في إنسان واحد لذلك أنا بحب ثلاثة كل حد فيه جزء مميز، بس برضه أكيد ينقصه جزء آخر مش عارف أعمل إيه؟! totti بعدما فرغت من قراءة رسالتك شعرت بالذهول والدهشة لبعض الدقائق مما دفعني لقراءة رسالتكَ أكثر من مرة؛ حتى أنظّم أفكاري وأعيد ترتيب ما سأقوله لك... تقول في بداية رسالتك إن حبك بالعقل يفوق القلب، وإنك تريد ضمان حياة كريمة عند إقدامك على خطوة مصيرية مثل الزواج، وهذا في حد ذاته شيء جيد ولا غبار عليه، فيجب على كل شخص أن يترك مجالاً ليس ببسيطاً لعقله ليُفكّر في الحب وفي الاختيارات التي تواجهه بشكل عام حتى لا يجد نفسه في مواقف سخيفة لا يحسد عليها تدفعه للندم في يوم من الأيام، ولكن ما قلته بعد ذلك في آخر رسالتك ينفي كل ما يمت للعقل بصلة. فأنتَ تؤكد بكل ثقة أن كل المتطلبات التي تحتاجها ليست موجودة في إنسانة واحدة، وهذا لا يقبله العقل، فأنتَ تريد إنسانة لديها التعليم والثقافة والمال، وهذا متوفّر لدى كثير من الفتيات، ولكنك قد نفيت هذا الوجود لتتحجج وتسمح لنفسك بأن تُعدد علاقاتك وتعرف أكثر من فتاة، ولم تعطِ لنفسك الفرصة للبحث أو حتى تترك الزمن ليبحث لك، ولكني أراكَ متعجلاً ومتسرعاً. صديقي.. أرجو أن تتقبّل كلامي فهو نتيجة لما فهمته من رسالتك التي لم أقبل ما فيها من أسلوب غريب في التفكير، وأرجو ألا تغضب مني؛ بسبب كلامي الجاف، ولكنه خوفاً على مصلحتك ومستقبلك قبل كل شيء. صديقي العزيز.. لقد أمليت شروطك وما تبتغيه في فتاة أحلامك وعروسة المستقبل، ولم تسأل نفسك: هل إذا وجدتَ أنتَ هذه العروسة ستقبل حينها هي بك، وترتضيك زوجاً؟؟ وهل أنت فعلاً كامل الأوصاف في نظر هذه الفتاة.. أم أنت أيضاً تنقصك أشياء؟! تقول إنك تحب ثلاثة في نفس الوقت وهذا لا أسمّيه أنا حباً، فمن يحب لا يستطيع أن يحب إلا شخصاً واحداً ويقبله بعيوبه ومميزاته وبنواقصه، وما أنت فيه الآن لا يُطلق عليه قط لفظ الحب.. وليس عيباً أو مكروهاً أن تُفكّر بعقلك في أي علاقة أنت مقبل عليها، ولكن مستحباً ومطلوباً كذلك أن يكون لقلبك تدخّل في الاختيار؛ حتى تستطيع تسمية هذه العلاقة بعلاقة حب، وقبل أن تتخذ قراراً في أي شأن يجب أن تضع نفسك في هذا الموقف أو الشأن؛ حتى تستطيع أن تتخذ القرار الصحيح، ولا ما تحبه لنفسك حاول ألا تحبه لغيرك، فما أنتَ فيه من ارتباط بثلاث فتيات في نفس الوقت واتخاذك عِللاً وحججاً واهية ليس من شيم الرجال، فحاول أن تُعيد ترتيب أفكارك، وأن تُفكّر بشيء من القلب والعقل مع تحكيم الضمير. وأدعو الله في النهاية بأن يُوفّقكَ لما فيه الخير،،،