"هذا أول كتاب تاريخ يبقيني ساهراً ليلتين وأنا أعد الصفحات الباقية خوفاً من أن تحدث الكارثة وينتهي، وبدت لي الحياة قاسية جداً بعد انتهاء هذا الكتاب". بهذه الكلمات استهلّ د.أحمد خالد توفيق مقدمة كتاب "تاريخ شكل تاني.. بحثاً عن الحقيقة في صفحات مهجورة" للكاتب "وليد فكري"، والصادر عن دار "مزيد للنشر" بالتعاون مع بص وطل. تاريخ شكل تاني كتاب يضمّ مجموعة من المقالات التي سبق ونشرت على حلقات مسلسلة على موقع بص وطل؛ ولكن مع مزيد من المقالات المضافة داخل الكتاب. "تاريخ شكل تاني.. بحثاً عن الحقيقة في صفحات مهجورة"؛ ليس موجّهاً في الأساس إلى قارئ التاريخ المحترف ولا للباحث الأكاديمي؛ بل موجّه في المقام الأول لمن يخطو أولى خطواته متحسساً طريقه في القراءة والبحث في التاريخ، ويعوقه ما هو شائع عن هذا المجال الممتع من أنه كئيب، ممل، ومزدحم بالمعلومات الثقيلة على العقل؛ وذلك عبر ست مقالات مطوّلة تحمل عناوين: "العابثون بالتاريخ"، "جاهلية ولكن"، "المفسدون في الأرض"، "بين البارحة واليوم"، "دماء على عتبات الإله"، وأخيراً "نحن وأبناء العم إسرائيل"، الذي يتناول بالتفصيل تحليل تاريخ اليهود الذين يزعمون أننا وهم أبناء عم. ذلك بالإضافة للمقدمة التي كتبها د.أحمد خالد توفيق والتي يقول فيها: "تابعت بحماسة مقالات الشاب وليد فكري في موقع بص وطل التي كانت تحمل اسم (تاريخ شكل تاني). ويضيف:"هناك محاولة للوصول إلى منهج في عرض التاريخ يجمع بين الفنّ والدقة، وهناك الكثير من الجهد والعرَق والتفتيش في المراجع وأمهات الكتب. ويكفي أن أقول إنني أحتفظ بمعظم هذه المقالات على جهاز الكمبيوتر الخاص بي لأرجع إليها من وقت إلى آخر". "وليد فكري" عبر صفحات هذا الكتاب يحاول أن يقلب بعض صفحات التاريخ مع القارئ الشاب؛ ليس من منطلق أنه كاتب مخضرم؛ بل كشاب حاول من خلال عدد كبير من المراجع -هي مصادر هذا الكتاب- أن يقرأ ما بين السطور ليخرج في النهاية بهذا العمل الذي يتمنى لك بعد قراءته أن ينطبق عليك عبارة العلامة أحمد أمين: "الكتاب الجيد هو الذي تشعر بعد قراءته أنك إنسان أفضل، وأنك قد أضيف إليك الجديد".