أنا عندي مشكلة وعايزة ردّكم وتكونوا جنبي، أنا اتخطبت لإنسان باحسد نفسي عليه، ومشكلتي إنه كان مرتبط قبلي، وكان بيحبها بجنون، وهى اللي باعته وبالرخيص. ومشكلتي أكتر إنه حكى لي كل التفاصيل دي عشان أكون مش جاهلة بأي شيء بحياته لأني هاكون زوجته، وهو شايف إن ماضيه يهمني، ومن حقي أعرفه. أنا بجد حبيته واتعلقت بيه؛ بس أوقات أفتكر الماضي ده، وأتعب وأتخيّله معاها أتعب أكتر، وألاقي نفسي اتخنقت، ومش قادرة أتعامل معاه كويس؛ حتى دلعه ليّ من يوم ما عرفت اسمها وأنا حسيته دلعها هي مش أنا؛ فكرهته. أنا مش عارفة أنسى ماضيه إزاي؛ رغم إنه أقسم لي إنه من يوم ما دخل بيتنا ارتاح لي واتعلق بيّ، ودلوقتي بيحبني بجنون، أنا اللي مش قادرة أصدق ده، قولوا لي أنسى إزاي الماضي ده وأعيش حياتي. أنا فكرت أسيبه عشان أرتاح؛ بس أنا برضه حبيته. هاستنى ردّكم. emeee إن حياة كل منا وماضيه -قبل أن يلتقي برفيق دربه وشريك حياته- هي ملك خاص له هو وحده، ولا حق للآخر أن يخوض في تفاصيل هذا طالما لم يكن بها ما يسيء إليه. فالصراحة التامة هنا غير مطلوبة؛ حيث ستترك آثاراً سيئة تؤثر على طبيعة العلاقة بينهما، وقد تسير بها في الاتجاه العكسي تماماً لما أراد كل منهما. لهذا فأنا أوصي الطرفين دائماً أن يكتفي كل منهما بذكر الخطوط العريضة لماضيه إن طُلب منه ذلك، دون الحاجة إلى الخوض في تفاصيل تبقى ذكراها عالقة بالنفس لا تتركها إلا وقد أضعفتها. صديقتي: أخطأ خطيبك حين حكى عن مشاعره تجاه خطيبته الأولى؛ فهذا لم يكن أمراً يخصّك لتعرفيه؛ فمشاعره قبل أن يطرق بابك هي من حقه وحده، وليس لك أن تحاسبيه على سنوات لم يعرفك فيها. فكان عليه أن يخبرك بقشور الموضوع وخطوطه العريضة، بعيداً عن أحاسيسه ومشاعره؛ فهذا قد أقام بينك وبينه حاجزاً من حيث أراد هو أن يزيل بصراحته أي غموض قد يغلّف علاقته بك. وبالرغم من هذا؛ فعليك أن تحترمي صراحته هذه ولا تجعليها سلاحاً تشهرينه في وجهه؛ فتدفعيه بذلك إلى أن يخفي عنك كل شيء بعد ذلك. عليك أن تحاولي استعادة ثقتك بنفسك وبخطيبك، وألا تجعلي الغيرة والتسرّع يفقدانك شخصاً صادقاً قد لا تقابلين مثله بعد ذلك. فبما أنه صريح لا يعرف الكذب؛ فلماذا لم تصدّقيه عندما اعترف لك بمشاعره تجاهك، وأنك استطعت أن تقضي على أية ذكرى لتلك الأخرى داخله. لم يكن خطيبك مضطراً لأن يحدّثك عن علاقة مضت وانتهت وعن مشاعر وأحاسيس لم تكوني لتعرفيها؛ إلا إذا كان يريد بهذا أن يثبت لك أنك قد حللت مكانها بقوة. ولهذا فعليك أن تأخذي الموضوع بتحدٍّ؛ بدل أن تأخذيه بهذه الطريقة السلبية التي قد تدمّرين بها فرصتك للسعادة مع شخص مثل خطيبك لا يعيبه إلا صراحته. عليك أن تبذلي جهدك لتشعريه بحبك له، ولتنتزعي بحنانك وقوة مشاعرك وتسامحك معه بقايا ذكريات الماضي إن وجدت. عليك أن تحتلّي قلبه بقوة وتسيطري على مشاعره وأحاسيسه، وأن تشغلي ليله ونهاره، ولن يكون هذا بتقوية بذور المشاعر السلبية التي بدأت تتسلل إلى مشاعرك لتدمرها. فإن لم يكن لفتاك عيب غير هذا الماضي الذي يؤلمك؛ فلتغفري له ولتسامحيه؛ فليس عدلاً أن نحكم على إنسان بالتعاسة لأنه منح مشاعره يوماً لمن لا يستحقها. سامحيه وتغلّبي على ضعفك وتمسّكي بالثقة في نفسك؛ فأنت تستطيعين أن تنسيه هذا الماضي؛ إن لم يكن قد نسيه بالفعل حتى قبل أن يطرق بابك.