في إعلان لها أمس قررت حركة "مواطنون ضد الغباء" تنظيم وقفة احتجاجية أمام منزل الدكتور محمد البرادعي في 3 مايو المقبل، بمشاركة كتلة الأحزاب السياسية والتي تضم: الوفاق، وشباب مصر، والجمهوري، والأمة، والأحرار، والعربي الاشتراكي، والاتحادي؛ للاحتجاج على ما وصفته الحركة بتشبهه بالزعيم الوطني سعد زغلول من خلال دعوته لجمع توكيلات في الداخل والخارج ليتحدث باسم الشعب في مواجهة النظام الحاكم، وتسببه في قطع أرزاق المصريين المغتربين في الدول العربية بتحريضهم على مخالفة قوانين الدولة المضيفة. وقد قال خالد عبد الفتاح، منسق الحركة، إن تحركات البرادعي الأخيرة أثبتت عدم اكتراثه بهموم المواطن المصري بالخارج، مما أدى إلى ترحيل العشرات من المصريين العاملين بالكويت؛ لمخالفتهم النظام العام هناك، وهم الآن لا يجدون من يكفلهم وأسرهم من الجوع، أو يحميهم من الانتهاكات الأمنية المستمرة.
وعلى الجانب الآخر صرح حمدي قنديل، المتحدث الإعلامي باسم الجمعية الوطنية للتغيير أن "ليس هذا هو الوقت الذي يعلن فيه البرادعي موقفه من معاهدة السلام مع إسرائيل، أو موقفه من أي موضوع خارج إطار ما اتفق عليه من مطالب للتغيير".
وأضاف قنديل خلال لقاء تليفزيوني مع قناة الجزيرة مساء السبت "أن البرادعي جاء في لحظة حاسمة، حيث جميع المصريين فيها مشتاقون للتغيير، وظهوره حالياً جعل كثيراً من القوى الوطنية ملتفة حوله"، وأضاف أنه "صحيح أن أعضاء الجمعية لهم انتماءات سياسية مختلفة، ولكن -وعلى سبيل المثال- أعلنت منذ بدء عمل الجمعية تجميد مواقفي ومبادئي الناصرية إلى أن يأتي يوم التغيير الذي نستطيع الوصول فيه لدستور جديد، ومن ثم نتنافس بآرائنا وبرامجنا".
ولم ينفِ قنديل وجود بعض التيارات التي تهاجم البرادعي وتختلف معه، وفيما يتعلق بالدور الذي قامت به الجمعية للرد على اعتقالات يوم 6 و13 إبريل الماضيين، قال: "تقدمنا ب12 دعوى قضائية يومي 6 و13 إبريل، فضلا عن 42 شكوى تقدمنا بها للنائب العام؛ للمطالبة بحماية حقوق المصريين في الخارج، وذلك بعد اعتقال عدد من المصريين في الكويت"، ونوّه قائلا: "إن عدداً من القانونيين، على رأسهم د. يحيى الجمل وسعيد الجمل والمستشار محمود الخضيري يدرسون الآن رفع دعوى قضائية لحصول المصريين في الخارج على حقهم في التصويت في الانتخابات".
وتطرق قنديل للحديث عن سيناريو التوريث، قائلا: "مشروع التوريث لن يتم، وأكبر دليل على ذلك زيارة جمال مبارك للدقهلية، لو قارنا بينها وبين زيارة البرادعي ستجد اختلافًا بين الزيارتين: جمال كان محاطا بالوزراء والعساكر، والبرادعي كان محاطا بالشعب. وأعتقد أنه صعب جداً على نظام الحكم وضع وريث لا تريده الجماهير".
وكان عدد من الأدباء والفنانين قد أصدروا بياناً يوم السبت الماضي، يؤيدون فيه مبادرة البرادعي وأفكاره الداعية للإصلاح وتعديل الدستور، داعين كافة المصريين للمشاركة والتوقيع على بيان الجمعية المصرية للتغيير، وعلى رأس الموقعين على البيان: الأديب بهاء طاهر، ود.علاء الأسواني، وصنع الله إبراهيم.