أنا مش عارف أبدأ منين وإزاي، أنا حاسس إن اللي أنا فيه ما يتوصفش، بجد أنا تعبان نفسياً أوي أوي لأبعد ما تتخيلوا، طول الوقت مخنوق وحيران، طول الوقت حاسس إن فيه حاجة ناقصاني، وأفضل أقول لماما وأحكي لها وأقول لها أنا حاسس إن فيه حاجة مهمة أوي في الحياة المفروض إن أنا أعملها، وحاسس أصلاً إن أنا مخلوق علشانها وهي دي رسالتي؛ بس مش عارف إيه هي. عندي دايماً توتر جامد، دايماً باعمل كل شيء بسرعة رهيبة؛ وكأني لو ما خلصتهوش بعد ثوانٍ قليلة هاموت؛ حتى وأنا ماشي في الشارع بامدّ جداً، ولو ماشي مع حد من أصحابي ألاقيه مرة واحدة يقول لي بصوت عالي: يا ابني إنت بتمدّ كده ليه، أفوق وابتدي أمشي عادي وأسكت، وما اعرفش أردّ عليه؛ بس باقول جوايا صحيح أنا كنت بامدّ كده ليه. دايماً خايف وحاسس إني هاموت أو هيجرى لي حاجة؛ وبالذات فترة بالليل أفضل أفكّر في حاجات غريبة، وأقول لنفسي إن فيه حاجة غريبة في الدنيا ما ينفعش إن الإنسان يعرفها، ولو عرفها يا إما هيموت يا إما هيتجنن، عشان ما يعرّفهاش لحد؛ طب يا ترى إيه الحاجة دي؟ وبعد تفكير طويل ألاقي نفسي مرة واحدة حصل لي حاجات غريبة، وأتوقف على طول عن التفكير، أقول لنفسي بزعيق وأبقى مخنوق من نفسي: إنت إيه اللي بتفكر في ده يا ابني، فكّك بقى من الحاجات دي وركز في حياتك ومستقبلك. وأردّ على نفسي وأقول: أنا مش عارف أنا باعمل كده ليه. وأفوق تاني وأقول: أنا كده هاتجنن. وأخشّ أتوضأ وأصلي ركعتين وأدعي ربنا. وتاني يوم يحصل نفس اللي حصل؛ بل أكتر وأشد. حسيت إن أنا هافضل كده على طول، دايماً أحلم وأحلامي ما تتحققش مع إنها أحلام بسيطة، باحس إن الحاجة اللي أنا عايزها ما ينفعش إن هي تحصل. حاسس إن حظي وحش في كل حاجة، بجد أنا مش عارف أعيش، نفسي أعيش مستريح ويبعد عني التفكير ده؛ بس إزاي؟ حاولت بكل الطرق: باصلّي وبادعي ربنا، ومش باسيب فرض، حتى الفجر حاضر، بالعب رياضة كتير عشان تلهيني، ابتديت أكتب قصص وقصائد وأغاني وبرضه اللي فيّ بيزيد يوم عن التاني، طب ليه؟ طب أعمل إيه عشان أعيش الحياة اللي نفسي أعيشها. كل الأسئلة دي كل يوم باسألها لنفسي أكتر من ألف مرة، ومش بألاقي إجابة. قررت أسأل حد تاني وأفضفض له؛ بس ما يكونش يعرفني ولا أعرفه، ما لقيتش غير إني أبعت لكم إنتوا. بالله عليكم تحسّوا هذا الكلام وتشعروا بي، وتقولوا لي أعمل إيه. نسيت أقول إن عندي 19 سنة. gmode
صديقي العزيز: قرأت رسالتك عدة مرات أحاول أن أبحث عن أول الخيط الذي تنسج به رسالتك، وأعترف أنني وجدت صعوبة بالغة في ذلك، ربما لأنك كتبت كثيراً؛ لكن مع عدم القدرة على تحديد الفكرة المحورية الأساسية التي تودّ أن تصل إلينا لتحديد المشكلة، وهذا في الغالب يشير إلى أنك تعاني من حالة من القلق والتوتر العام، التي تؤثّر على عملية التفكير فلا تخرج أفكارك بمضمون واضح، ومما ذكرت في رسالتك يمكن تحديد الآتي: - أعراض تشير إلى اضطراب القلق العام: 1- اللي أنا فيه ما يتوصفش بجد. 2- مخنوق وحيران طول الوقت. 3- عندي دايماً توتر جامد، ودايماً باعمل كل شيء بسرعة رهيبة وكأني لو ما خلّصتهوش بعد ثواني قليلة هاموت. 4- دايماً خايف، وحاسس إني هاموت أو هيجرى لي حاجة. 5- السرحان. - محاولات للتخلص من حالة القلق لكنها لم تنجح: الاستعانة بالصلاة وقراءة القصص وممارسة الرياضة. - طبيعة الشخصية واتجاهات التفكير: النظرة التشاؤمية والأفكار المحطّمة للذات (أنا اللي كده ودايماً حظي وحش)؛ مع عدم القدرة على تحديد ورسم الأهداف لحياتك (حاسس إن أنا فيه حاجة مخلوق علشانها والمفروض أعملها؛ بس مش عارف إيه). - هناك شيء أو أشياء ما تفتقدها في الحياة؛ لكنك تكبتها في اللاشعور: يتضح في كلمة (فيه حاجة ناقصاني)، وهذه قد تكون: الشعور بالأمان - الشعور بالثقة بالنفس -مشاعر الحب من الأسرة - العلاقات الاجتماعية الحقيقية. صديقي العزيز مع كل هذا أنا آخذ في الاعتبار مرحلتك العمرية، وهي نهاية سن المراهقة، وأخشى ألا تكون قد اجتزت أزمات المراهقة بسلام؛ وخاصة فيما يتعلق بتحديد الهوية؛ لذا أرجو منك إجابة هذه الأسئلة كمعين لك للتعرف على ذاتك وهويتك: أولاً: فيما يتعلق بتحديد أهداف ورسم خطة لمستقبلك: 1- هل تستطيع أن تحدد بدقة قدراتك ومجال الدراسة الذي ترغب فيه، والمجال المهني الذي تودّ الالتحاق به؟ أم أنك اعتدت أن تترك مثل هذه الأمور لوالديك ليتخذا القرار فيما يخص مستقبلك؟ ثانياً: بالنسبة للأمور الدينية: هل شعرت يوماً برغبة في التمرد على طقوس العبادة والصلاة؟ أم راودتك أفكار أو شكوك خاصة بالإيمان والعقيدة؟ وماذا شعرت حيال ذلك إذا حدث؟ هل شعرت بالخوف والرغبة الشديدة في المقاومة أو الإحساس بالذنب؟ أم أن الأمور الدينية لا تشكل لك مصدر قلق على الإطلاق؟ ثالثاً: بالنسبة للأمور الاجتماعية: هل تشعر بأنك مختلف عن الآخرين؟ وفيم الاختلاف؟ وهل هذا الاختلاف يجعلك تتجنب العلاقات الاجتماعية؟ أم أنك تحاول.. لكن تجد نفوراً من الآخرين؟ هل لك اتجاهات معينة؛ بحيث تفضّل الانضمام لجماعات معيّنة سياسية أو دينية؟ وتتأرجح آراؤك دائماً في هذه الجماعات لتخرج من واحدة وتندمج في أخرى؟ أم أنك ترى نفسك من الناحية الاجتماعية بلا اتجاهات واضحة أو أنك غير مندمج في الحياة الاجتماعية على الإطلاق؟ بإجابتك على هذه الأسئلة سيتحدد ما إذا كانت مشكلتك في أزمة الهوية أم لا، والتي قد تتطور إلى حالة من القلق العام أو الاكتئاب إذا لم تكن على علم بها، أو إذا لم تجد الدعم الأسريّ الكافي لمرور هذه المرحلة بسلام لتخرج منها؛ بحيث تكون راضياً عن نفسك، محدداً أهدافك، مدركاً ما تسعى إليه. وبدون الهوية ستعاني حالة من التخبط والمخاوف الغامضة التي تكون بذرة المرض النفسي فيما بعد.